كثيرا ما تكون له تبعات ثقيلة … حين يقود «تجاهل» قدرات الأبناء الدراسية إلى ما لا تحمد عقباه

حينما يتم تغييب الحوار داخل الأسرة ولا يتم الاستماع لرغبات الأبناء وتطلعاتهم المستقبلية، كثيرا ما تكون النتيجة سلبية تتجسد في «ارتباك» في «التوجيه» قد يتحول إلى ضياع وحيرة تنتج عنهما تداعيات ثقيلة على المسار الدراسي، و تقلب المسار الحياتي رأسا على عقب.
ضبابية العلاقة بين الآباء والأبناء وتغييب لغة التحاور، قد يسقطان العديد من هؤلاء الأخيرين في دوامة الضياع، والأزمات النفسية، خاصة بالنسبة ليافعين ويافعات يعانون من ضغط متغيرات المراهقة الجسدية.
اللافت في هذه العلاقة، أنها باتت متأثرة بمجموعة من العوامل الدخيلة ، ذات الطابع المادي، حيث يرى بعض أولياء الأمور أن تدريس الأبناء يعد نوعا من «الاستثمار تجنى عوائده مستقبلا»، ومن ثم «على الأبناء الانصياع لاختياراتهم دون نقاش»؟
رؤية تقحم «الطابع النفعي» في علاقة استثنائية من المفروض أن تحافظ على «روحانيتها» الفطرية ، غالبا ما تتسبب في خلق أجواء غير صحية داخل الأسرة، تبدأ مؤشراتها من فترة «التوجه العلمي» خلال مختتم مرحلة الإعدادي الثانوي، قبل أو بعد إصدار نتائج الإمتحانات الوطنية، ليجد العديد من المراهقين أنفسهم مجبرين على التخلي عن اختيار «توجه «يناسب رغباتهم وقدراتهم الفكرية والنفسية، ويلتحقون بـ «مسار» يكون أقوى من مؤهلاتهم العلمية والفكرية، مما يضعهم تحت ضغط نفسي حاد قد تكون تبعاته كارثية.
خلال تواصلنا مع بعض الطلبة، أكدت ردود أغلبهم «أن اعتقاد العديد من الآباء بكون بعض التخصصات العلمية كالطب والهندسة…، هي مفتاح النجاح المهني مستقبلا، وأساس التوجه المثالي لحياة الرفاهية يجعلهم يتغافلون عن قدرات أبنائهم و الضغوطات التي قد تواجههم بحكم عدم استطاعتهم مسايرة إيقاع ما فرض عليهم».
هكذا يقود «غياب الحوار» إلى خلق «فجوة» كبيرة في العلاقة بين الأباء والأبناء، كثيرا ما جعلت يافعين ويافعات عرضة لأزمات نفسية، بما تعنيه من سلبيات متعددة الأوجه، يعتبر التمرد والعصيان وكذا الانحراف الأخلاقي والسلوكي… بعض تمظهراتها المقلقة، دون إغفال إمكانية سقوطهم في شباك «أطراف خارجية» تتربص ب «ذوي النفسيات الهشة»، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي قد تستقطبهم تحت غطاء «حسن الإنصات المفقود داخل الأسرة».
وارتباطا بالموضوع ذاته، تشدد العديد من الدراسات التربوية والنفسية، «على أهمية الإنصات لرغبات التلميذ / الطالب في ما يخص ميولاته العلمية التي تتلاءم مع قدراته، باعتبار أنه الأدرى بنقط ضعفه وقوته، في تفاعله مع هذا التوجه أو ذاك، والحرص على تفادي كل ما من شأنه ممارسة تضييق عليه، والاجتهاد، بالمقابل، على إرساء حوار لا يبخس من اختيارات اليافع، ويضع مصلحته الفضلى – ليست المادية بالضرورة – فوق كل اعتبار».

(*) صحافية متدربة


الكاتب : نهيلة بوحجبان (*)

  

بتاريخ : 13/12/2021