محمد الخلفاوي، الكاتب العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أمام المؤتمر الوطني لقطاع التعليم العالي الاتحادي

الإصلاح البيداغوجي مدخل لإرساء نموذج جديد للجامعة المغربية

في سياق عقد المؤتمر الوطني لقطاع التعليم الاتحادي بالمقر المركزي للحزب بالرباط، السبت الماضي، والذي عقد تحت شعار «دفاعا عن التعليم العالي دعامة للتحديث والتنوير» قدم الكاتب العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار محمد الخلفاوي عرضا له حول مشروع الإصلاح البيداغوجي مدخل لإرساء نموذج جديد للجامعة المغربية، وفق محاور على الشكل الآتي:
1- الإطار المرجعي والهندسة البيداغوجية:
تحدث فيه الكاتب العام للوزارة الوصية عن دينامية جديدة منبثقة من التوجهات السامية الداعية إلى إعداد رأسمال بشري مؤهل ومتمكن وذي قدرة عالية على التأقلم:
– كسب الرهانات التنموية الحالية والمستقبلية.
– مواكبة ورش الاستثمار الذي أطلقه مؤخرا جلالة الملك.
– الأهداف الاستراتيجية للرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015- 2030
والقانون الإطار رقم 51.17 وكذا توصيات النموذج التنموي الجديد.
وخلاصات التقارير المنجزة من طرف المؤسسات الدستورية : المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
2- الهندسة الاستراتيجية 2030:
أجمل الكاتب العام ثلاث رافعات مسرعة للتغيير، والتي وسمها بالمشاريع المهيكلة من قبيل التحول الرقمي، أي إدارة رقمية بالكامل وخدمات عبر الإنترنت مخصصة للطلبة والأساتذة الباحثين وتدبير الموارد البشرية وتوفير منصات للتدريس عبر الأنترنت، ثم تحدث بدوره، عن أداء النظام الذي ربطه بالتآزر العرضاني داخل المنظومة ومع الأطراف المعنية على المستوى الإقليمي والوطني وجودة التأخير البيداغوجي والتقني والإداري ثم تطوير الشراكات الوطنية والدولية وتفعيل نظام للرصد والتتبع والتقييم.
أما بخصوص الهيكلة، التنظيم والتقنين، أشار الكاتب العام إلى إصلاح شامل للقانون 00. 01، تسريع النصوص التنظيمية، القانون الإطار بخصوص النظام الأساسي للموظفين والنظام الأساسي للأساتذة الباحثين.
3- مؤشرات منظومة التعليم العالي:
أشار الكاتب العام في عرضه بأن جامعات ومؤسسات التعليم العالي اليوم تبلغ 12 جامعة عمومية تضم 155 مؤسسة منها 88 ذات ولوج محدود و67 ذات ولوج مفتوح بالإضافة إلى 8 مؤسسات لتكوين الأطر.
أما بخصوص الجامعات والمؤسسات المحدثة في إطار الشراكة، والتي تضم 43 مؤسسة فهي كالتالي:
جامعة محمد السادس لعلوم الصحة.
جامعة محمد السادس المتعددة التقنيات بابن جرير.
الجامعة الأورومتوسطية بفاس.
الجامعة الدولية أبو القسيس لعلوم الصحة.
الجامعة الدولية بالرباط.
أما المؤسسات المحدثة في إطار الشراكة، فيتعلق الأمر بمؤسسات التعليم الخاص، وتضم خمس جامعات، والتي تضم بدورها 23 مؤسسة: جامعة «مونديابوليس» الدار البيضاء، الجامعة الدولية «أونيفرسيابوليس» أكادير، الجامعة الدولية الدار البيضاء، الجامعة الخاصة بفاس، الجامعة الخاصة بمراكش.
وفي ما يتعلق بالتطور المرتقب للعدد الإجمالي للطلبة برسم السنة الجامعية 2023/2024، فقد عرف زيادة % 6،8 مقارنة بالموسم الماضي، حيث تم تسجيل 75.800 طالب جديد بالمؤسسة الخاصة للتعليم العالي، أي بنسبة 8% وتسجيل 61.000 طالب جديد بمؤسسات تكوين الأطر.
وبالنسبة للعدد الإجمالي للطلبة، حسب نوع الولوج بالجامعات العمومية بخصوص الولوج المفتوح، نجد 986.695، أي بزيادة تبلغ 4،8% مقارنة بالموسم الماضي، أما الولوج المحدود فنجد 177.944 طالبا بالمؤسسات ذات الولوج المفتوح، أي بزيادة تقدر بـ 15%مقارنة بالموسم الماضي.
واستحضر نفس المتدخل، في ذات السياق، مواصلة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع قطاعي التربية الوطنية والصحة، وذلك عبر برنامج تعزيز كثافة مهنيي قطاع الصحة، وبرنامج تكوين أساتذة السلك الابتدائي والثانوي.
4- مرتكزات الإصلاح البيداغوجي:
يرى الكاتب العام نفسه ودائما في سياق عرضه المقدم بالمؤتمر الوطني لقطاع التعليم العالي الاتحادي، السبت الماضي، بأن المنهجية المعتمدة في الإصلاح البيداغوجي هي مقاربة البناء المشترك في جميع المراحل، وذلك عبر اجتماعات تحضيرية ولقاءات تشاورية وفرق على مستوى الوزارة بداية نونبر 2021، ورشات عمل داخل الجامعات بحضور كافة الجهات المتدخلة المعنية بفبراير/ مارس 2022، عقد 13 مناظرة جهوية منها واحدة لإشراك الكفاءات المغربية بالخارج من 12 مارس إلى 22 أكتوبر 2022، ثم عقد اجتماعات مع رؤساء الجامعات وشبكات مؤسسات التعليم العالي ذات الاستقطاب المفتوح برسم السنة الجامعية 2022\2023، وصل إلى التنزيل والتفصيل بخصوص الإجازة والدكتوراه برسم هذه السنة الجامعية.
واستحضر ذات المتدخل في نفس السياق، اعتماد هيكلة بيداغوجية جديدة لجميع الأسلاك بالارتكاز على ثلاثة مكونات:
– معرفية مرتبطة بمسالك مبتكرة في ميادين جديدة.
-لغوية مرتبطة بتعزيز قدرات الطلبة في اللغات.
– مهارات القوة وهي المهارات الحياتية والذاتية، الرقمية والثقافية الفنية…
وبخصوص سلك الإجازة، تم عرض مستجدات دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية، عن طريق التعلمات الأفقية، بيداغوجية مبتكرة، نظام الأرصدة القياسية، ملحق الدبلوم، مسارات التميز، الأنشطة الموازية، وانخراط الجميع في المشاريع التربوية.
وأيضا تنويع العرض التكويني، وهو عرض متنوع يغطي جميع جهات المملكة ضمن مسالك متنوعة ومشتركة بين الفاعلين السوسيو اقتصاديين ومسالك مبتكرة حسب مجموعة من المهارات.
وفي ما يتعلق بدكاترة الجيل الجديد، نجد برنامج تكوين 1000 طالب دكتوراه ابتداء من هذا الموسم الجامعي، كذلك نجد توسيع عروض السكن والإطعام الجامعي حيث تم افتتاح أحياء جامعية جديدة بالإضافة إلى توسعة بعض الأحياء الجامعية، أي 57.773 سريرا و15 مليون وجبة، تعزيز الدعم الاجتماعي للطلبة حيث نجد 600.000 طالب مستفيد اليوم مقابل 469.894 برسم السنة الجامعية الماضية، كما تم افتتاح 3 مراكز صحية جامعية جديدة، وإنشاء خلايا للاستماع والدعم النفسي داخل المؤسسات والأحياء الجامعية.
كما شدد المتدخل على أن من أهم مرتكزات الإصلاح البيداغوجي كذلك، تمكين الطلبة من مهن الرقمنة وتعميم الأنشطة الموازية، خاصة تنظيم الأسابيع الوطنية الخاصة بالرياضة الثقافة العلم القراءة والصحة.


الكاتب : إيمان الرازي

  

بتاريخ : 11/10/2023