مدراء الشركات المغربية لا يزالون حذرين بشأن توقعات النمو و التضخم مصدر قلقهم

46 % من مسيري المقاولات المغربية يتوقعون زوال شركاتهم في غضون 10 سنوات القادمة

 

أكدت دراسة جديدة حول تصورات الرؤساء التنفيذيين ومدراء المقاولات، أن الرؤساء التنفيذيين المغاربة وإن بدأوا يستعيدون الثقة تدريجيا، لكنهم لا يزالون حذرين بشأن توقعات النمو. فاليوم، غالبيتهم (90% مقابل 29% في السنة الماضية) يتوقعون ركودا في النمو في المغرب سنة 2024.
وأوضحت الدراسة السنوية التي تنجزها «بي دبليو سي» أن التضخم لا يزال مصدر قلق رئيسي بالنسبة لـ 24% من الرؤساء التنفيذيين في العالم و29% منهم في المغرب. ومع ذلك، فيبدو أن التضخم بات مشكلة أقل إلحاحا مما كانت عليه في النسخ السابقة من الدراسة. من جهة أخرى، لا تزال التهديدات السيبرانية في قلب اهتمامات الرؤساء التنفيذيين في المغرب وفي العالم.
وقال رضا لوماني، الشريك الإداري الجهوي لمكتب «بي دبليو سي» في المغرب» إن الشركات المغربية اضطرت لمواكبة واقع اقتصادي شديد التغيير في السنوات القليلة الماضية، إلا أن تفاؤلها إزاء آفاق النمو ظل قائما، خصوصا بفضل المشاريع الكبرى التى تعكف المملكة على تنفيذها، لاسيما في سياق ملف تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030. نحن على قناعة راسخة، لدى «بي دبليو سي (PwC) المغرب بأن الرؤساء التنفيذيين المغاربة يسيرون بخطى ثابتة نحو التحول المستمر والمستدام، التحول المبني على نهج عملي يضع تحديات الاستدامة والتكنولوجيا في خدمته. ولعل خير مثال على هذا النهج البراغماتي، طريقة تعاطي الرؤساء التنفيذيين المغاربة مع الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ.»
كما بينت الدراسة أن 46% من الرؤساء التنفيذيين المغاربة (و45% منهم في العالم) يتوقعون زوال شركاتهم في غضون 10 سنوات، إذا ظل النموذج التشغيلي على ما هو عليه اليوم، دون تغيير. في مواجهة هذا التحدي، يستكشف الرؤساء التنفيذيون أدوات دافعة إلى تحول مستقبلي، ومنها أشكال التعاون الجديدة (كالمشاريع المشتركة والشراكات والتحالفات وما إلى ذلك)، وكذا النمو الخارجي واقتحام الأسواق الدولية.
وبالنسبة لوسائل التحول الخارجية خلال السنوات الثلاث المقبلة، ذكر الرؤساء التنفيذيون المغاربة، بنسبة 56%، شأنهم شأن نظرائهم الدوليين، التغيير التكنولوجي كأول وسيلة للتحول.
من جهة أخرى احتلت البيئة التنظيمية صدارة قائمة العوامل التي تمنع الرؤساء التنفيذيين، إلى حد كبير، من تحويل شركاتهم (ذكرها 36% من الرؤساء التنفيذيين المغاربة).
وقد ظل تغير المناخ عامل خطر رئيسي بالنسبة لـ 56% من المشاركين في الدراسة، وهذا على الرغم من أن عدد الإجراءات المصرح بها والمتخذة للتقليص من آثاره واصل انخفاضه مقارنة بما خلصت إليه النسخ السابقة من الدراسة.
في حين أنهم كانوا أكثر حذرا على مدى السنوات الخمس الماضية، أعرب الرؤساء التنفيذيون المغاربة عن نيتهم الإسراع في استخدام التكنولوجيا كوسيلة للتحول في السنوات القادمة، ليجعلوا منها جوهر استراتيجياتهم الخاصة بالتحول. وفي هذا الإطار، برز الابتكار التكنولوجي وإدماج الذكاء الاصطناعي – وهي من بين المحاور التي وقع تحديدها كرافعات رئيسية للتحول في الشركات المغربية – بصورة جلية في إجابات نسخة هذه السنة مقارنة بالإصدارات السابقة (معدل التبني 22%).
وتفيد الدراسة أن الرؤساء التنفيذيون واصلوا اعتبار مسألة المناخ عاملا من عوامل التحول في شركاتهم في المستقبل القريب، وأسندوا لها المركز الخامس بنسبة 39%، فيما لم تبلغ هذه النسبة لدى الرؤساء التنفيذيين في العالم إلا 30% «فقط». وإن دل هذا على شيء فهو نضج الشركات في المغرب فيما يتعلق بقضايا البيئة.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 22/03/2024