مركب جهوي لإستقبال و إعادة تأهيل و إدماج الأشخاص المصابين بالأمراض النفسية و العقلية بجهة الدارالبيضاء سطات

تعكف مجموعة من الفعاليات و المجالس المنتخبة بمدينة الدار البيضاء خلال الأيام القليلة المقبلة على إعداد و ابرام اتفاقية شراكة بين مجموعة من الشركاء لإنجاز مركب استقبال وإعادة إدماج الأشخاص ذوي الأمراض العقلية و النفسية،
ويضم هذا المركب بالإظافة إلى القطب الصحي، قطبا للإستقبال و التوجيه وقطبا للتربية و التكوين وقطبا اجتماعيا وقطبا للترفيه و الرياضة و فضائات للإيواء و كذلك فضاء لتعلم الأنشطة اليدوية و الفلاحية والبستنة و تربية الماشية.
و سيقام هذا المشروع فوق تراب جماعة سيدي حجاج واد الحصار بإقليم مديونة فوق وعاء عقاري يناهز 20 هكتارا في ملكية الدولة ، و بغلاف مالي يبلغ 310 مليون درهم بحيث ستساهم وزارة الصحة و الحماية الاجتماعية منه بمبلغ 92,000,000,00 درهما ووزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بمبلغ 40,000,000,00 درهما و مؤسسة محمد الخامس للتضامن بمبلغ 50,000,000,00 درهما و مجلس جهة الدارالبيضاء سطات بمبلغ 56,000,000,00 درهما ومجلس عمالة الدار البيضاء بمبلغ 10,000,000,00 درهما ومجلس إقليم مديونة بمبلغ 6,000,000,00 درهما ومجلس جماعة الدارالبيضاء بمبلغ 50,000,000,00 درهما و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لعمالة الدارالبيضاء بمبلغ 6,000,000,00 درهما.
الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرد انعدام المرض أو العجز. وهي حق من حقوق الإنسان المصادق عليها وطنيا و دوليا، تسهر الحكومات و المنظمات و المجالس على توفير أسبابها و توفير الدراسات و الاستراتجيات لأجلها.
الدار البيضاء وكغيرها من المدن الوطنية و العالمية يستأتر قطاع الصحة ضمن برامجها و مخططاتها باهتمام كبير نظرا لما يقدمه هذا القطاع من خدمات تتعلق بحياة الأفراد وكذلك بصيانة وحماية الرأس المال من العنصر البشري الذي يقوم به الاقتصاد و الازدهار ، وذلك عبر تقديم الاسعافات و الاستشارات الطبية و الجراحية على مدار الساعة و طيلة أيام الأسبوع داخل المستشفيات والمصحات العامة و الخاصة.
وقد تم تسطير هذا المشروع استجابة لما باتت تعرفه المدينة والجهة ككل من توسع ونمو ديموغرافي وعمراني مهم باتت معه الخدمات المقدمة لهذه الشريحة من المرضى لا تستجيب لهذا النمو كما وكيفا، ففي الكثير من الأحيان نصادف هذا النوع من المرضى أو ما بات يصطلح عليهم ب (القنابل الموقوتة) في ملتقى الطرقات داخل المدينة يقومون بأفعال تعرقل حركة السير و الجولان أو أعمال تخريب للمتلاكات العامة والخاصة، تتناقلهم الوسائط الاجتماعية عبر فيديوهات توثق لحالات الهذيان و لمجموعة من التصرفات تدل على وجود المرض النفسي و الخلل العقلي بحيث لم يعد هؤلاء المصابون في توافق مع مكونات المجتمع وما تحكمه من أعراف و قوانين لذلك يبدون في الكثير من الأحيان كأنهم يتجردون من الثياب إلا النزر مما يسبب اخلالا بالحياء العام أو تراهم يقومون بأفعال تهدد حياة الأفراد بل تهدد حياتهم الخاصة بالدرجة الأولى كذلك. مما يستوجب معه القيام على رعايتهم داخل مراكز و مستشفيات من أجل تلقي العلاجات والمساعدات الاجتماعية إلى حين تماثلهم للشفاء.
و يأتي هذا المشروع من أجل تدارك الخصاص في عدد المراكز التي تستقبل هذه الشريحة من المرضى على مستوى الجهة و كذلك وطنيا للرفع من عدد الأسرة، حيث أن 2431 سريرا حسب ما جاء في تقرير للمجلس البيئي و الاجتماعي لسنة 2021 سريرا يبقى رقم ضعيف أمام ارتفاع عدد المصابين بهذه الأمراض
ويأتي هذا المشروع كذلك تنفيدا للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تأمين الحماية الاجتماعية لجميع فئات المجتمع وعلى اعتبارها حق من حقوق الإنسان المصادق عليها وطنيا و دوليا،
و من أجل تنفيذ هذا المشروع، تسند مهام صاحب المشروع لجهة الدارالبيضاء سطات و ومهام صاحب المشروع المنتدب إلى شركة الدارالبيضاء للإسكان و التجهيزات و سيتم تنفيده خلال غلاف زمني أقصاه 36 شهرا.


الكاتب : كمال وبران

  

بتاريخ : 17/04/2024