مسلسل سلمات أبو البنات الجزء الثاني يكرس تميزه من بين أقوى المسلسلات المغربية

استمتع الجمهور المغربي خلال شهر رمضان الفائت بمشاهدة الجزء الثاني من الدراما الاجتماعية المغربية « سلمات أبو البنات « المبثوثة على القناة الخليجية « m.b.c5 «، وهي من بطولة الفنانين محمد خيي و السعدية لديب و عمر لطفي و جيهان كيدري و فاطمة الزهراء بلدي و نجوم آخرين، سيناريو و إخراج هشام الجباري.
المسلسل يعالج قصة « المختار « الذي عمل مراقبا للسكك الحديدية طيلة حياته المهنية بعيدا عن محيط زوجته وبناته الثلاث، ولما أحيل على التقاعد اقترب من أفراد أسرته بشكل كبير، و خلال تزويجه لبناته اكتشف آن كثيرا من العادات و التقاليد قد تغيرت، مما جعله يصطدم بالواقع المعيش و يحاول فرض سيطرته على بناته و زوجته و كل من حاول الاقتراب من محيطه.
و قد تألق الفنان محمد خيي بشكل لافت و رائع في تقمص شخصية الأب الذي يخاف على بناته و أسرته، كما أبانت الممثلة السعدية لديب عن مهارة فائقة، حيث تقمصت دور الزوجة الحكيمة التي تسعى للمحافظة على أفراد أسرتها و إسعادهم، كما أتقن كافة الممثلات والممثلين الأدوار التي أنيطت بهم في طليعتهم الفنان المقتدر يونس مكري.
المسلسل في جزئه الثاني سلط الضوء على كثير من العادات و التقاليد المغربية في الأفراح و الأتراح، كما عالج مشكل الطبقية و الفوارق الاجتماعية بين مختلف شرائح المجتمع، البورجوازية المغربية و الطبقات المتوسطة والشعبية، كما عالج كثيرا من المشاكل في طليعتها الإجهاض و البيدوفليا .. ، كل ذلك في حنكة درامية اجتماعية..، استطاع من خلالها المخرج المتألق هشام الجباري أن يشد إليها أنظار متتبعي المسلسل الذين ظلوا يتطلعون بشوق كبير إلى ما تخفيه حلقات المسلسل.
و مما سبق ذكره يمكن القول .. إن المسلسل حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، غير أن المخرج، الذي هو كاتب السيناريو، وقع في بعض « الهفوات « التي ينبغي تلافيها مستقبلا، و خاصة عند معالجته لموضوع العلاقة الحميمية بين الزوجين ثوريا و عمر، نتيجة ما تعرضت له العروسة في طفولتها و شبابها من اغتصاب، إذ كان من الأولى عرضها على طبيب نفسي ليخلصها من تلك العقدة بدل أن تظل خائفة و منطوية على نفسها طيلة أغلبية حلقات المسلسل، كما أن المخرج سقط في مشكل تعرض النساء للعنف، عندما عادت « أم هشام « إلى طليقها السكير المتجبر، إذ كان من الأولى أن تلتجئ إلى الجمعيات الحقوقية النسائية لمساعدتها والوقوف إلى جانبها للتخلص من تهديدات الزوج لابنها، كما أن المخرج سقط في بعض الأخطاء الشرعية و القانونية كمشكل وصية الإرث لابنه الأكبر وزوجته لأنه شرعا لا وصية لوارث على موروث، بالإضافة إلى الحكم بإلغاء شهادة الدكتورة من طرف القضاء نتيجة الخطأ الطبي الذي يصعب إثباته.
ورغم هذه الملاحظات البسيطة، فإن مسلسل « سلمات أبو البنات « يبقى من أقوي و أجمل المسلسلات الاجتماعية المغربية التي استمتع بها الجمهور المغربي خلال شهر رمضان الماضي.


الكاتب : فاس: محمد بوهلال

  

بتاريخ : 20/05/2021