مصابون بـ «كوفيد 19» يتكدسون في ممرات المستشفيات والمستعجلات

تدهورت صحتهم وغير قادرين على ولوج مصلحة الإنعاش

الولوج إلى العلاج والتكفل بالمرضى بات إشكالية تؤرق مضجع الكثير من المواطنين

 

ارتفع عدد الوفيات بسبب فيروس “كوفيد 19” إلى 498 حالة، إلى حدود مساء الأحد 9 غشت 2020 ، بعد أن انضاف إلى سجل الضحايا الذين فارقوا الحياة 18 ضحية 6 منهم في جهة الدارالبيضاء سطات، في حين بلغ عد الحالات الخطيرة وطنيا 116 حالة، ضمنها 46 حالة حرجة يرقد أصحابها تحت التنفس الاصطناعي بنوعيه، 40 حالة من مجموع الحالات الخطيرة بجهة الدارالبيضاء سطات، بينما 28 حالة منها تم وصفها بكونها حرجة وتوجد تحت التنفس الاصطناعي.
الوضعية الصحية للعديد من المرضى المصابين بفيروس “كوفيد 19” أضحت مقلقة خلال الأيام القليلة الأخيرة، إذ وجد عدد منهم أنفسهم بوحدات “العزل” التي تم إحداثها على مستوى مستعجلات بعض المستشفيات دون القدرة على ولوج مصلحة للإنعاش بالرغم من تدهور وضعهم الصحي، وتواجدهم بين الحياة والموت، كما هو الحال بالنسبة لمريضة رفقة ابنتها على مستوى مستشفى الحسني بالدارالبيضاء، إذ بالرغم من إصابتها بالسكري والضغط الدموي والربو، وتوافر كل المعطيات التي تؤكد إصابتها بالفيروس من خلال الفحص الذي خضعت له بـ “السكانير” وغيره من الفحوصات، إلا أنها ظلت في المستعجلات دون أن تتم إحالتها على مصلحة الإنعاش لإنقاذ حياتها، خاصة وأن أداء رئتها تراجع بشكل كبير وتضرر أكثر من ثلثيها، في الوقت الذي تأخرت نتيجة اختبار pcr الذي خضعت له.
وبحسب المعلومات التي استقتها “الاتحاد الاشتراكي” فإن أطر الطبيب المعالج ومعه الأطر المعنية بذلوا ما في وسعهم على امتداد أكثر من يومين لإيجاد سرير للإنعاش للمريضة في مؤسسة صحية أخرى، إلا أنه تعذر توفيره لها، الأمر الذي يبيّن حجم الخطورة التي باتت تهدد المرضى المحتمل إصابتهم بالفيروس، سواء تعلق الأمر بالمسنين والمصابين بأمراض مزمنة أو غيرهم، الذين يمكن أن يفارقوا الحياة في أية لحظة بسبب عدم القدرة إلى الولوج إلى مصالح الإنعاش.
وضعية تطرح أكثر من علامة استفهام بخصوص المعايير والمساطر التي باتت تخول الاستفادة من سرير إنعاش، وعن مآل الأسرّة التي تم تأكيد توفرها وأجهزة التنفس التي تم اقتناؤها استعدادا للمراحل الصعبة من انتشار الوباء، الأمر الذي بات مسجلا اليوم، ويحتاج أكثر من أي وقت مضى لزرع الطمأنينة في النفوس حول مستقبل التكفل والعلاج بالمرضى.
الولوج إلى العلاج والتكفل بالمرضى بات إشكالية تؤرق مضجع الكثير من المواطنين، إذ ارتفعت الأصوات المشتكية من تأخر إعلان نتائج اختبارات الكشف التي تم الخضوع لها، وبالتالي تأخر التكفل الذي يجب مباشرته وقائيا بشكل مبكر وتفاديا لأية تداعيات صحية وخيمة، إلا أن واقع الحال يؤكد غير ذلك. تأخر ليس فقط على مستوى النتائج بل حتى في التكفل بالمرضى الذين تأكدت إصابتهم، كما هو الحال بالنسبة لمستخدم بشركة بتراب عين البرجة على مستوى زنقة burnet، فبالرغم من الاتصال بالأرقام المختصة وبالسلطات المحلية وغيرها من الإجراءات التي تم القيام بها، إلا أن المستخدم لم يتم التكفل به بعد، إلى غاية كتابة هذه السطور، وباقي المستخدمين بالشركة يخيم عليهم القلق، والجميع يترقب ما الذي ستأتي به الساعات المقبلة.
ارتفاع المنحنى الوبائي يؤشر على منعطف خطير تمر به بلادنا في تطور الجائحة الوبائية ويفرض جملة من التحديات، وعلى رأسها اعتماد السبل الضرورية للوقاية، وتوفير البنيات المستقبلة للمرضى الذين تأكدت إصابتهم، للتكفل بهم مبكرا من أجل تقليص نسب الوفيات، إلى جانب اعتماد البروتكول العلاجي كشكل وقائي بالنسبة للحالات المشكوك فيها والتي تأخرت نتائج اختبارها، لأن التكفل المبكر كفيل بالحدّ من المضاعفات التي رفعت بكل أسف سقف الوفيات خلال الأيام الأخيرة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 11/08/2020