مصطفى جلال لـ «الاتحاد الاشتراكي»: الاحتضان والتحفيز سبيلان أساسيان لتميز المدرّس والمدرسة المغربية

تُوّج ضمن الفائزين بجائزة أفضل معلم عربي في مسابقة شهدتها أبو ظبي وعرفت تنافس 9500 أستاذ من 13 دولة

 

 

– بداية، كيف مرّت أجواء نهائيات مسابقة أفضل معلم بأبو ظبي؟
– إن جائزة الشيخ محمد بن زايد لأفضل معلم تعتبر من أكبر الجوائز التربوية التي تنظمها دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد عرفت هذه المسابقة في نسختها الرابعة مشاركة 13 دولة من بينها ولأول مرة بلدنا المغرب، وقد كان لنا كل الفخر في أن تكون مشاركتنا متميزة وأن يتم تتويجي أنا والأستاذة أمل أبو مسلم من مديرية الصخيرات تمارة، وهو الفوز الذي نعتز به ونعتبره مشرّفنا للمغرب من بين البلدان الاخرى المشاركة.
– علمنا بأن اللائحة الأولية للمتنافسين بلغت 9 آلاف و 500 متنافس من دول مختلفة. ماهي الوصفة التي اعتمدتموها لبلوغ التتويج؟
– تجب الإشارة إلى أن تصفيات هذه المسابقة قد انطلقت منذ سنة 2021، وفي سنة 2022 تم التعرف على لائحة المتأهلين للنهاية ، حيث تم بعد ذلك الإعلان عن الفائزين الخمسة عشر خلال الحفل المنظم في 3 أكتوبر 2023 بأبو ظبي.
إن المنافسة لم تكن سهلة بتاتا، خصوصا أن بها معايير كثيرة يجب الحرص عليها، فضلا عن مشاركة نخبة من الأساتذة المتميزين من 13 دولة، وبخصوص الوصفة التي استفسرتم عنها، فإنني اعتبر بأنها ممكنة للجميع وفي كل المجالات، والتي تتمثل في العمل بكل تفانٍ وصدق لبلوغ الأهداف، وذلك باعتماد مقولة « أن نضيء شمعة خير من نلعن الظلام «، لأن الإكراهات هي عديدة وتتواجد دائما في كل عمل يمكن الإقدام عليه، لكن العزيمة والرؤية الإيجابية للأشياء والمبادرة عوض الاكتفاء بالانتقاد أو الاستسلام للعجز، هي خطوات تساهم بشكل أو بآخر في تحقيق نتائج مرضية.
– ما هي فكرة المشروع الذي تقدمت به في هذه المنافسة التربوية؟
– إن المشروع الذي اشتغلت عليه يتعلّق بالإذاعة والتلفزة المدرسية، وما حظي به من تصويت، ما هو إلا جزء بسيط من التقييم، وبهذه المناسبة أشكر كل من منح صوته للأستاذ مصطفى جلال أو من صوت على التمثيلية المغربية من خلال الأستاذتين أمل أبو مسلم وحسناء بوشعلة.
لقد عملت المسابقة على تقييم المعلمين وفق عدد كبير من المعايير، منها التميز في الانجاز، والإبداع والابتكار، والتطوير والتعلم المستدام، والمواطنة الايجابية، والريادة المجتمعية والمهنية، وقد حظي المشروع باهتمام الجميع، علما بأننا أنجزنا عشرة مشاريع ومبادرات، علاوة على إنجاز مشروع مجتمعي، لنختمه بمبادرة ريادية لكل مشارك.
– هذا التتويج يؤكد على أن المعلم المغربي لديه إمكانات ذاتية من المهم استثمارها، فما الذي يحتاجه كل معلّم للإبداع والنجاح ؟
– كما تفضلت بالإشارة إلى ذلك، فإن القدرة على الإبداع هي متوفرة من خلال الإمكانيات الخاصة بكل شخص، والتي يساهم في صقلها وتطورها تجارب الحياة المختلفة، ولدينا نماذج كثيرة في أسرة التربية والتكوين، التي هي عناوين على التميز والنجاح في مستويات مختلفة. هذه القدرة هي تحتاج بكل تأكيد إلى الاحتضان والدعم لأنهما سبيلان للوصول إلى التميز في المدرسة المغربية وخارج أسوارها، وهو ما يمكنه أن ينعكس إيجابا على الفئات المتعلمة والمتمدرسة التي ستجد بدورها أرضية مساعدة على الخلق والابتكار وعلى التطور في مسارها الدراسي.
وبمناسبة هذا التتويج، أتقدم بخالص الشكر لكل من ساندوني طيلة اطوار المسابقة اتلي رفعنا خلالها راية العلم المغربي، سواء تعلق الأمر بأسرتي الصغيرة أو الأسرة التربوية بكافة مكوناتها وفي كل المستويات، ولكل من دعّمني في هذه المسيرة، وأتمنى للأسرة التعليمية وللمدرسة المغربية التميز المستمر من أجل المساهمة الإيجابية في تكوين أجيال الغد، بما يخدم الوطن.


الكاتب : حاوره: عبد الجليل بتريش

  

بتاريخ : 30/10/2023