معرض تكريمي للتشكيلي محمد بوزباع بمناسبة مرور خمسين سنة على عطائه الفني

 

خصصت مؤسسات ثقافية وعلمية وتربوية بتطوان، نهاية الأسبوع المنصرم، احتفالية خاصة للتشكيلي محمد بوزباع، بمناسبة مرور خمسين سنة على عطائه الإبداعي، وهي المدة التي أثمرت لوحات فنية لها حمولة إنسانية بليغة وتؤرخ لواقع اجتماعي متعدد الخلفيات والأبعاد.
واحتضنت قاعة بيرتوتشي بمدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان، في إطار تنظيم مشترك بين دار الشعر ومؤسسة عبد الخالق الطريس للتربية والثقافة والعلوم، حفلا تكريميا خاصا لتسليط الضوء على مسار المحتفى به وإبداعاته ومساهماته في النهوض بالفن التشكيلي المغربي، حضرته ثلة من المثقفين والتشكيليين والباحثين المهتمين.
وبالمناسبة، أبرز الفنان التشكيلي محمد بوزباع أن المعرض التكريمي الخاص به في قاعة بيرتوتشي الحبلى بالحمولة الثقافية هو لحظة متميزة في مساره الخاص وهو حدث فني له الكثير من الدلالات ويلخص عطاءاته لمدة تقارب النصف قرن، مشيرا إلى أن لوحاته المعروضة أو غيرها، فيها الكثير من الذاتية وتؤرخ لقساوة وصعوبة طفولته وعمله الدؤوب لمواجهة ظروفه الاجتماعية المثقلة بالهموم.
كما أبرز أنه وجد في الفن نوعا من العلاج النفسي، وهو يرسم الإنسان في شتى حالاته، وما يهمه بالدرجة الأولى في أعماله التشكيلية المتنوعة والمختلفة، هو الإنسانية والمحبة والجمال، معتبرا أن تمرده على التكوين الأكاديمي هو محاولة لإيجاد تعبير خاص به للإبداع والإمتاع في الوقت نفسه.
وقال مدير دار الشعر بتطوان، مخلص الصغير، إن تكريم الفنان التشكيلي محمد بوزباع هو تكريم لمدرسة تطوان في الفن التشكيلي وإظهار بصمتها الخاصة في تاريخ النهضة الثقافية الوطنية، وأيضا هو لحظة معبرة للتعريف بإنجازات قامة فنية مغربية لها موقعها الخاص في مدرسة تطوان للفنون التشكيلية بكل مستوياتها وزاوية إبداعها والمدارس والتوجهات الفنية التي تنتمي إليها.
ومن جهته، قال الرئيس المنتدب لمؤسسة عبد الخالق الطريس للتربية والثقافة والعلوم محمد طارق حيون إن التاريخ والعطاء الفني والإبداعي والتشكيلي لمحمد بوزباع هو نفسه يتحدث عن قيمة الفنان، الذي كانت له مساهمات بارزة في الساحة الفنية الوطنية على مدى خمسة عقود من الزمن، مشيرا الى أن حجم عطاء الفنان التشكيلي زاخر رغم أنه لم ينل ما يكفي من الاهتمام الإعلامي لأسباب ذاتية وأخرى موضوعية، كما صادف مسار التشكيلي بوزباع ظهور قامات تشكيلية أخرى تعتبر من رواد الفن التشكيلي المغربي.
وأكد محمد طارق حيون أن أعمال هذا الفنان التطواني تستند إلى تجريد الأشكال وتفاصيل الحياة اليومية، حيث يعكس في لوحاته الألوان والأشكال بأسلوب يفتح أبواب التأمل والتفكير كما يفتح المجال أمام قراءات متعددة ومختلفة، يعتبرها البعض انغماس كبير في الواقعية


بتاريخ : 07/03/2024