ملف إطلاق الرصاص الذي أدى إلى مقتل الطالبة «حياة بلقاسم» سنة 2018 .. المحكمة توزع 54 سنة سجنا نافذا في حق 9 متهمين

قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بتطوان، أول أمس الثلاثاء 17 دجنبر 2019، بإدانة تسعة متهمين في قضية إطلاق الرصاص في عرض شاطئ المضيق من طرف البحرية الملكية، الذي أدى إلى مقتل الطالبة «حياة بلقاسم»، بأحكام بلغت في مجموعها 54 سنة.
وهكذا أدانت هيئة الحكم بإدانة ربان الزورق المطاطي « غوفاست» الإسباني المدعو  «خ .م .د» بـ 10 سنوات سجنا نافذا، كما قضت ذات الهيئة في حق اثنين من مساعديه، مواطن إسباني من أصول مغربية مقيم بسبتة المحتلة «م . د»، وآخر مغربي يحمل الجنسية الإسبانية «م. ل» بـ 10 سنوات سجنا نافذا لكل واحد منهما، بالإضافة إلى إدانة ستة من أفراد الشبكة بـ4 سنوات سجنا نافذا، فيما قضت ببراءة الشركة المالكة للمركبة «غوفاست».
وتوبع المدانون بتكوين عصابة إجرامية، وتنظيم وتسهيل خروج أشخاص من التراب الوطني بصفة سرية واعتيادية، والانضمام إلى عصابة والاتفاق بهدف ارتكاب الأفعال المذكورة.
وكانت وحدة من البحرية الملكية المغربية، قد اضطرت بتاريخ 25 شتنبر 2018 إلى إطلاق النار على زورق “غوفاست” كان يقوده الإسباني “خ. م. د” في عرض بحر المضيق، وذلك بعد أن رفض الامتثال لأوامرها، داخل المياه المغربية، مما خلف إصابة ثلاثة جرحى وقتيلة واحدة هي الطالبة التطوانية حياة بلقاسم، حيث إن الزورق كان يحمل 15 مرشحا للهجرة السرية.
وبحسب التحريات التي قادتها مصالح القيادة الجهوية للدرك الملكي، فقد كشفت عن أن القارب المطاطي، نوع «Go Fast» انطلق من الميناء الترفيهي «مارينا هيركوليس» بمدينة سبتة المحتلة وكان على متنه 15 مرشحا للهجرة السرية كلهم يحملون الجنسية المغربية وكان يقوده مواطن إسباني مقيم بمدينة لالينيا يدعى « J. D. Q» بمرافقه شخصين آخرين «مواطن إسباني مقيم بسبتة المحتلة وآخر مغربي يحمل الجنسية الإسبانية»، حيث كشفت التحقيقات أن السائق له العديد من السوابق القضائية، ومعروف لدى السلطات الأمنية، حيث أن سجله القضائي يتضمن 25 جريمة أدين في 16 منها، كما أن سجله يتضمن ميله للعنف، وهو ما يفسر استعماله الضحايا والمصابين، في حادث إطلاق النار، كدروع بشرية للتصدي لطلقات رصاص البحرية الملكية، خاصة وأن شهادات وتصريحات الموقوفين، في حينه، أكدت مطالبتهم السائق بالتوقف والانصياع لأوامر السلطات الأمنية المغربية، والتي تجاهلها وأصر على مواصلة الرحلة.
وبحسب شهادات الموقوفين، فإن « Go Fast « انطلق من ميناء سبتة، بعمولة تصل إلى 5 آلاف يورو للمرشح، وكان ينوي الاتجاه نحو السواحل الجنوبية لشبه الجزيرة الإيبيرية وتحديدا منطقة صوطوغراندي، غير أن وحدة من الحرس المدني الإسباني اعترضت طريقه، ليضطر إلى الهروب نحو المياه الإقليمية المغربية، لتتم ملاحقته من طرف البحرية الملكية المغربية، التي أنذرته عبر إطلاق رصاصات تحذيرية في الهواء، غير أن السائق الإسباني أصر على الهروب، لتضطر معه إلى  استعمال الرصاص، محاولة منها استهداف السائق الإسباني، لكن هذا الأخير استعمل المهاجرين المغاربة كدروع بشرية في مواجهة إطلاق الرصاص، الذي أصاب الضحايا، على الرغم من نداءات الاستجداء وطلب الانصياع للأوامر التي أطلقها المهاجرون المغاربة، مما نجم عنه إصابة 4 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقلهم للمستشفى الإقليمي محمد السادس بالمضيق لتلقي العلاجات الضرورية.
وكان للحادث تداعيات ديبلوماسية، حيث أن رئاسة الحكومة الإسبانية التي كان يقودها آنذاك الاشتراكي بيدرو سانشيز ومباشرة بعد علمها بالحادث، قامت بالاتصال بالسفير الإسباني بالرباط وبالقنصل العام للمملكة الإسبانية بمدينة تطوان لطلب معطيات حول الحادث.


الكاتب : مكتب تطوان .. جواد الكلخة

  

بتاريخ : 19/12/2019