من خلال مشروع يشكل عنوانا للتآزر في مواجهة قساوة الطبيعة ببوادي إقليم تارودانت

مياه بئر بجماعة «امي نتيارت» تزود ساكنة 17 دوارا بجماعة النحيت بالماء الشروب

 

تعتمد ساكنة بادية جهة سوس ماسة، عامة، في مواجهتها لقساوة الطبيعة والجفاف شبه المستمر، على الوحدة والتعاون والتكافل الاجتماعي ، وكذا العمل الجمعوي الجاد القائم على التعاون في السراء والضراء ، علما بأن القدماء كانوا يتعاونون في أعمال « الحرث والحصاد والدرس».
ورغم ما فرضته الطبيعة القاسية من واقع الهجرة، فإن هذه الخصال ظلت راسخة بين الأجيال المتعاقبة، حيث مواقع التواصل الاجتماعي باتت تساعد في التواصل والمساهمة في حل المشاكل المستعجلة والضرورية. هنا نموذج لانتقال التعاون بين الأفراد إلى التعاون بين الجمعيات والجماعات، كما حدث مؤخرا في إقليم تارودانت. فقد وافقت جماعة إمي نتيارت وعدة جمعيات تابعة لها، بتعاون مع جمعية فرنسية، على تزويد سبعة عشر دوارا بجماعة النحيت- قيادة والقاضي، بالماء الشروب، انطلاقا من «بئر الحاج المختار» بجماعة إمي نتيارت.
وتجدر الإشارة إلى أن «الحوض المائي» التابع لجهة سوس ماسة، بذل مجهودا للحصول على ثقب إيجابية في تراب جماعة النحيت، بعد حفره، بالتعاون مع الجماعة، أكثر من أربعين ثقبا استكشافيا وتم العثور على أقل من خمسة ثقب إيجابية لكن صبيبها ظل دون المطلوب، دون نسيان عثور مصلحة المياه التابعة للمديرية الإقليمية للتجهيز بتارودانت، على ثقب استكشافي جد إيجابي بالنسبة للمنطقة» 7,5 لتر في الثانية»، وكان القصد تزويد سبعة دواوير تابعة لمنطقة أنفيد بالماء الشروب، لكن أحد الأشخاص، للأسف، اعترض بعد تدفق الماء بغزارة، رغم تنازل أحد السكان كتابة عن البقعة – أشرنا إلى ذلك في مقال سابق -، مما أدى إلى انسحاب مصلحة المياه والجمعية اليابانية المساهمة، وقام الشخص المعترض باستغلال الثقب و بيع الماء المستكشف للناقلات، كما تم الاستيلاء على بئر «أمجوض» قرب المستوصف التابع للجماعة، والذي تم حفره من طرف الفلاحة والتجهيز وجماعة النحيت أواخر التسعينات، وكانت الجماعة تزود به الساكنة بثمن مناسب بواسطة ناقلتها؟
إن التذكير بهذه المعاناة، يستهدف تبيان أهمية مبادرة جماعة إمي نتيارت وجمعياتها لفائدة الساكنة المعنية. وبهذا الخصوص، ولتزويد سبع عشرة دوارا بالماء الصالح للشرب بجماعة النحيت، ترأس الكاتب العام لعمالة تارودانت، مؤخرا، اجتماعا تنسيقيا بهدف تحديد الأشغال التي سيتم إنجازها من طرف الشركاء في هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته أزيد من خمسة ملايين درهم موزعة على الشكل التالي: مليونا درهم مساهمة جمعية فرنسية في المشروع، ستخصص لإنجاز الأشغال الرابطة بين الثقب المائي ببئر الحاج المختار وقرية تكاديرت، إضافة إلى القنوات والتجهيزات التي تربط مركز جماعة النحيت بباقي الدواوير التي ستستفيد. وستساهم جهة سوس ماسة، بثلاثة ملايين درهم، ستخصص لإنجاز الأشغال بين دوار تكاديرت التابع لجماعة امي نتيارت وبين الدواوير التابعة والقريبة لمركز جماعة النحيت: أفايان ومكزارت والزاويت. ومن المنتظر، حسب اتفاق الشركاء والجهات المسؤولة في العمالة والجمعيات والجماعتين، أن تنطلق الأشغال في بداية 2023.
واعتبارا لأهمية المشروع وحيويته بالنسبة للمنطقة، فقد عبرت ساكنة الدواوير المستفيدة، عن شكرها الخالص لجيرانها، سكان وجمعيات وجماعة امي نتيارت»، مشيدة بهذا «العمل الأخوي الإنساني الأول من نوعه، في ما يتعلق بالتعاون بين الجماعات والجمعيات، وكذا للجمعية الفرنسية المساهمة، مع الإشادة بـ «التفاتة جهة سوس ماسة لهذا الجزء من عالمنا القروي الذي يئن تحت وطأة الهشاشة»، علما بأنها مبادرة تجسد مفهوم القولة التي تركها السلف للخلف: «يات تزويت ءورار سكار تامنت»، والتي معناها «النحلة الواحدة لا تصنع العسل».


الكاتب : محمد مستاوي

  

بتاريخ : 26/12/2022