« من كازابلانكا إلى مونتريال كثير ما يُحكى ويُقال»

مشاهدات رحلية لعبد الرحمان شكيب

 

يتواصل إغراء أدب الرحلة للكُتاب بالخوض في عوالمه التي تركب الواقع وأحداثه لتسجيل لحظات مختلفة في صوغ التخييل والحكاية.
وفي هذا السياق أصدر عبد الرحمان شكيب كتابه الأول بعنوان»من كازابلانكا إلى مونتريال، كثير ما يُحكى وما يُقال» عن منشورات سليكي أخوين بطنجة، في طبعة أنيقة (162صفحة)، وقد جاء الكتاب ليصف رحلة الكاتب ومشاهداته كما اختارتها مِصفاة ذاكرته وشروط الكتابة ورؤيته المؤطرة بمواضعات وأعراف، وزع محاورها على 12 فصلا في سرد يجمع بين الوصف والتحليل والانبهار والنقد واللوحات الفنية لعوالم الآخر. إنها رحلة لولادة مشاعر حية وساخنة تجاه الأنا التوّاقة والآخر.
يقول عبد الرحمان شكيب في بداية الرحلة في ما يسميه اعترافا قبل القراءة: بإخراجي هذه التجربة الرحلية إلى حيز الوجود، لا أدّعي أني قلتُ كل شيء، أو أحطتُ بكل الجوانب. ولكنني مارستُ البوح بما يكشف عن إحساسي تُجاه بلد جميل يمنح الأمن والاستقرار.
ولأني وجدتُ هذه المدن الكندية مختلفة على جميع المستويات، فقد تملكني شعور بالدهشة، الذي جعلني في البداية مندفعا وراء الوصف وانسياباته. لكن بعد التأمل والتفكير الرصينين، اتخذتُ مسافة فنية حتى أكون موضوعيا وأنخرط بشكل علمي في تدوين رحلتي.
لذلك كان لزاما تحرير هذه التجربة من معقل الذاكرة لتنطلق وتحيا بوصها حياة سارية بين قراء محتملين».
ومما جاء في فصول هذه الرحلة( ص: 122-123):
«تُبحر السفينة في إباء وكبرياء وعلى ظهرها عاشقو الحياة في لذاتها وأمكنتها الظليلة المثمرة بعبق السياحة الطبيعية والبيئية. في لحظة قوية تصل السفينة قلب الشلال، فيتصايح الركاب ويقهقهون ويتعانقون ويتبادلون التحايا. تتضبب الرؤية ولم يعد أحد قادرا على النظر…
كانت قطرات الماء الباردة تُداعب وجوهنا الدافئة وتستقبلها بفرح طفولي بريء. على متن السفينة تنساب الحياة بشكل دافق يؤسس لذاكرة طافحة بصور لا يطولها النسيان. على ظهر هذه المركبة العظيمة التي تطفوعلى السطح كأنها ريشة حمام ناعم، تشكّل منعطف آخر للتأمل والتفكير والكتابة وفراءة ماضي درب مولاي الشريف حيث تنهض مرحلة قوية وتنبعث من تحت رماد عمر يكاد يدخل نهايته الأبدية».


الكاتب : مختبر السرديات الدار البيضاء

  

بتاريخ : 15/10/2021

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

«هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟» مجموعة قصصية جديدة   «هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟»هي المجموعة القصصية الثالثة لمحمد برادة، بعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *