ميسي أكبر العظماء المودعين للنهائيات، لكنه أكثرهم فرحا

غالبا ما يكون الوداع صعبا جدا لاسيما للاعب كرة قدم يخوض كأس العالم للمرة الأخيرة في مسيرته، لكن ليونيل ميسي يغادر مشاركته الخامسة والابتسامة على محياه، بعدما فك عقدته وقاد الأرجنتين إلى لقبها المونديالي الأول منذ 1986، عقب الفوز على فرنسا بضربات الترجيح الأحد في قطر.
وبعد مباراة خاطفة للأنفاس، اعتقد فيها الأرجنتينيون أنهم حسموا الأمور في الوقت الأصلي بتقدمهم 2 – 0، كان لكيليان مبابي كلام آخر، إذ أدرك التعادل بهدفين في غضون دقيقة، قبل قرابة عشر دقائق على نهاية الوقت الأصلي.
ثم عندما أعاد ميسي بهدفه الشخصي الثاني في اللقاء الأرجنتين إلى المقدمة في الوقت الإضافي، لكن مبابي عاد ورد بهدفه الشخصي الثالث ليفرض ضربات الترجيح، التي ابتسمت لزميله في باريس سان جرمان ومنحته أفضل هدية وداع للنهائيات العالمية، التي خاضها للمرة الخامسة والأخيرة بعمر الخامسة والثلاثين.
وتوج ميسي هذه المشاركة التاريخية بنيله أيضا لقب أفضل لاعب للمرة الثانية بعد أولى عام 2014، منهيا السباق على جائزة الهداف وصيفا لمبابي بالذات (7 مقابل 8)، علما بأن «البرغوث» كشف الأحد أنه يرغب «الاستمرار في خوض بعض المباريات بصفتي بطلا للعالم»، قبل اعتزاله دوليا.
لكن الأمر كان مغايرا بالنسبة للشخص، الذي لطالما اعتبر الغريم الأساسي لميسي على زعامة نجومية العصر الحالي، والحديث عن البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي وجد نفسه عن 37 عاما من دون فريق بعد فسخ عقده مع مانشستر يونايتد الإنكليزي خلال تواجده في قطر لخوض المونديال، بسبب انتقاده النادي ومدربه الهولندي إريك تن هاغ.
وازداد وضع «سي آر 7» صعوبة بعدما وجد نفسه خارج التشكيلة الأساسية للمدرب فرناندو سانتوش، ليودع الـ»دون» النهائيات باكيا بعد الخروج من ربع النهائي على يد المغرب، إدراكا منه أن فرصته الأخيرة كي يفوز باللقب للمرة الأولى قد طارت.
وكتب رونالدو عبر حسابه على إنستغرام «أريد فقط أن يعرف الجميع أنه قيل الكثير، وكتب الكثير، وكان هناك الكثير من التكهنات، لكن تفاني للبرتغال لم يتغير للحظة».
وأضاف «في النهائيات الخمس لكأس العالم التي لعبت فيها، دائما جنبا إلى جنب مع لاعبين رائعين وبدعم من ملايين البرتغاليين، قدمت كل ما لدي. تركت كل شيء في الملعب. لم أدر ظهري عن القتال ولم أتخل أبدا عن هذا الحلم».
وصحيح أن نيمار، البالغ من العمر 30 عاما فقط، ألمح إلى إمكانية نهاية مشواره المونديالي، لكن البرازيلي لم يحسم الأمر نهائيا بعد مشاركة مخيبة أخرى تركته يغادر الملعب بعد خسارة ربع النهائي أمام كرواتيا بضربات الترجيح وهو يبكي أيضا.
وكشف نجم سان جرمان أنه «مدمر نفسيا»، واصفا ما حصل «بالخسارة التي ألحقت بي أكبر ألم بكل تأكيد»، مضيفا «بعدها أجهشت بالبكاء من دون أن أتمكن من التوقف عن ذلك. هذا الأمر سيجعلني متألما طويلا جدا».
وغاب نيمار عن مباراتي الجولتين الثانية والثالثة من دور المجموعات بسبب الإصابة، لكنه عاد ليعادل رقم الأسطورة بيليه من حيث عدد الأهداف مع المنتخب (77).
وكانت النهائيات وداعية أيضا لوصيف 2018 وأفضل لاعب في نسخة روسيا الكرواتي لوكا مودريتش، الذي اختتم مشواره المونديالي بمركز ثالث.
وبما أنه في السابعة والثلاثين من عمره، لن يكون مودريتش متواجدا مع المنتخب في مونديال 2026، لكنه أكد استمراره معه للمستقبل القريب، فيما أبدى المدرب زلاتكو داليتش رغبة بأن يبقى نجم ريال مدريد الإسباني مع المنتخب حتى كأس أوروبا 2024.
وبعد صيام عن التسجيل في النهائيات، نجح البولندي روبرت ليفاندوفسكي عن 34 عاما في تسجيل هدفه المونديالي الأول، وكان في الفوز على السعودية في دور المجموعات، لكن المغامرة انتهت عند ثمن النهائي على يد فرنسا في لقاء سجل خلاله هدفا ثانيا (1 – 3).
وبدا مهاجم برشلونة الإسباني مترددا بشأن مواصلة مشواره مع المنتخب لأنه «من الصعب القول الآن» و»هناك الكثير من الأشياء خارج كرة القدم».
وأضاف «هل ستبقى المتعة موجودة؟ من الصعب القول الآن. لكني لست خائفا من الناحيتين البدنية والرياضية. ستحدد أشياء عدة ما إذا كانت الكأس (كأس العالم) الأخيرة لي أم لا».
وبدموع وغضب، ودع نجما الأوروغواي لويس سواريس وإدينسون كافاني المونديال الأخير لهما بهدف وحيد وقف بين بلدها وبطاقة التأهل بعدما فازت على غانا 2 – 0 من دون أن يكون ذلك كافيا نتيجة المفاجأة التي حققتها كوريا الجنوبية على حساب برتغال كريستيانو رونالدو بتحويلها تخلفها إلى فوز 2 – 1.
وأنهى اللاعبان مونديال قطر من دون أهداف في قطر، لكنهما لم يرحلا بهدوء، إذ غرد سواريس (35 عاما) زاعما أن الأوروغواي لم تحظ بالاحترام الذي تستحقه كبطلة عالم مرتين، فيما حطم كافاني (35 عاما أيضا ) منصة «في أيه آر» بعد اللقاء.
وفشل الألماني توماس مولر، الفائز بكأس العالم عام 2014 والبالغ 33 عاما، في التسجيل وعانى من خيبة أمل مريرة جراء الخروج الثاني تواليا من دور المجموعات.
وحسم النجم البلجيكي إدين هازار أمره بعد الخروج أيضا من الدور الأول، وأعلن رسميا أنه اعتزل اللعب الدولي عن 31 عاما، في حين أن الأعوام 33 لزميله السابق في النادي الملكي الويلزي غاريث بايل ستحول دون مشاركته في مونديال 2026.
وبالنسبة لصاحب الكرة الذهبية لهذا العام الفرنسي كريم بنزيمة، لم يحظ حتى بفرصة خوض نهائيات قطر بسبب إصابة تعرض لها عشية البطولة، ما أنهى مسعاه للمشاركة الثانية بعد أولى عام 2014 (غاب عن 2018 بسبب فضيحة الشريط الجنسي)، إذ يبلغ حاليا 34 عاما ولن يكون بالتأكيد متواجدا عام 2026.


بتاريخ : 20/12/2022