ناصر بوريطة: يتعذر على جلالة الملك حضور القمة العربية لأسباب إقليمية

جلالة الملك أعطى تعليماته للوفد المغربي المشارك في القمة بالعمل البناء

هيئات إعلامية مغربية وعربية تدين ما تعرض له الوفد الإعلامي من مضايقات ومنع في الجزائر

 

 

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ناصر بوريطة، أنه يتعذر على جلالة الملك محمد السادس، حضور القمة العربية، التي افتتحت مساء أمس، لاعتبارات إقليمية، وأن القمة العربية حدث رئيسي لكنها لا تختزل العمل العربي المشترك.
وأضاف بوريطة، في حديث إلى قناة العربية، أن جلالة الملك أعطى تعليمات للوفد المغربي المشارك في القمة، بالعمل البناء رغم عدم حضوره، لافتا إلى أن الجامعة العربية هي قناة التواصل الوحيدة مع الجزائر.
وشدد بوريطة في حديثه على ضرورة منع التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية.
كما وذكر بوريطة أن ثلثي الوفد الإعلامي المغربي وصل للجزائر وعاد من المطار لسبب غير واضح، معتبرا أن إيضاحات الجزائر بشأن أزمة الخريطة لم تكن مقنعة.
وكان الوفد الإعلامي المغربي، الذي توجه إلى الجزائر، قد تعرض للعديد من المضايقات، وتم احتجازه لعدة ساعات من طرف السلطات في المطار، كما تمت مصادرة معداته من كاميرات وآلات العمل، ورفض تسليم اعتماد تغطية أشغال القمة ل9 من أعضائه، وهو سلوك يذكر بما تعرض له الوفد الصحافي الذي كان يعتزم تغطية ألعاب البحر الأبيض المتوسط، الذي، بعد احتجازه لعدة ساعات، تعرض للطرد ولم يسمح له بأداء مهامه.
وأثار هذا السلوك الإعلامي تنديدا واسعا من طرف الهيئات الإعلامية المغربية والعربية. وفي هذا الإطار، عبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عن إدانتها لاستفزازات السلطات الجزائرية تجاه الإعلاميين المغاربة.
واعتبرت النقابة في بيان لها أن هذه الأساليب العدوانية تجاه الصحافة المغربية، والتي أضحت بمثابة تقليد يتكرر حين احتضان الجزائر لأي ملتقى ذي صبغة دولية أو إقليمية أو قارية، تبين عداءها لحرية الرأي والتعبير، ولحق المواطنين وشعوب المنطقة في المعلومة، وإمعانها في الوقوف ضد كل ما من شأنه تجسير الهوة بين الدول والشعوب المغاربية أساسا.
كما أكدت النقابة بأن هذا السلوك تجاه الصحافيين المغاربة ليس غريبا على سلطات أمنية متخلفة، مذكرة بما تعرض له الوفد الصحافي المغربي بمطار هواري بومدين خلال شهر يونيو الماضي، حين منع من تغطية ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي نظمت بالجزائر، وتم ترحيله قسرا نحو تونس.
وقالت النقابة إنها، وهي تدين ما تعرض له الصحافيون المغاربة بمطار هواري بومدين من مضايقات واحتجاز ومصادرة المعدات والتحقيقات الأمنية المريبة ، وتؤكد تضامنها المطلق مع الزملاء الصحافيين ضحايا هذه التصرفات المشينة، فإنها تدعو المسؤولين في جامعة الدول العربية إلى تحمل مسؤوليتهم الكاملة في ما تعرض له الوفد الصحافي المغربي، باعتبار القمة العربية من مسؤولية جامعة الدول العربية، والجزائر مجرد محتضنة، ولا حق لها في منع وفد صحافي من القيام بواجبه المهني، خصوصا إذا كان الوفد ينتمي إلى دولة معنية بانعقاد القمة العربية، ومشاركة فيها بوفد رسمي.
واعتبرت النقابة أن السلطات الجزائرية لم تعد مخاطبا جديرا بالثقة، وبالتالي فإنها تحمل المسؤولية لهذه السلطات عن أي شكل من أشكال الاعتداء يمكن أن يتعرض له أي صحفي/ة مغربي/ة، كما تحمل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية المسؤولية المشتركة عن حرمان الوفد الإعلامي المغربي من تغطية أشغال القمة العربية في ظروف لائقة وآمنة.
من جهته، أكد الاتحاد العام للصحفيين العرب تضامنه الكامل مع مطالب نقابة الصحفيين بالمغرب، وإدانته للطريقة التى تم التعامل بها مع وفد صحفى من دولة شقيقة للجزائر، وهو ما أجبر الوفد على مغادرة الجزائر وعدم قيامه بمهمته الصحفية فى تغطية القمة العربية. كما أكد الاتحاد على ضرورة احترام الصحفيين وتمكينهم من القيام بعملهم بحرية بما يتفق مع كل القوانين والأعراف الدولية .
وكان المجلس الوطني للصحافة قد وجه رسالة إلى أحمد أبو الغيط، أمين عام الجامعة العربية، للتنديد بما حصل للوفد المغربي الذي توجه للجزائر قصد تغطية أشغال القمة العربية، والتدخل العاجل لمطالبة سلطات هذا البلد بالسماح للوفد بتأدية واجبه المهني. كما بعث رسالة مماثلة لسفراء الدول العربية، بالمغرب، بنفس المضمون.
وندد المجلس الوطني بهذه «الممارسات الممنهجة، التي تتم عن سبق إصرار، من طرف دولة الجزائر»، مؤكدا أنه بالإضافة إلى تعارضها مع الالتزامات المفروض على هذه الدولة احترامها كعضو في الجامعة العربية، تنظم قمة 2022، فإنها تتنافى كذلك مع أبسط مبادئ حرية الصحافة والإعلام، المتعارف عليها دوليا. مطالبا بالتحرك العاجل قصد اتخاذ موقف واضح تجاه هذه الممارسات المشينة، والتدخل الفعال، بهدف السماح للوفد الصحافي المغربي، القيام بواجبه المهني.
كما استنكرت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين «التعامل البوليسي والاستخباراتي المفرط الذي تعرض له زملاؤنا في القناة الأولى، وإجبارهم على العودة إلى المغرب، دون التمكن من تغطية أشغال قمة عربية يشارك فيها المغرب»، مبرزة «انكشاف ادعاء حسن الجوار وجمع شمل الشعوب والدول العربية الذي ترفعه الحكومة الجزائرية شعارا لهذه القمة، بعد أن ضاق صدر العسكر عن استقبال إعلاميين»


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 02/11/2022