نتائج لا تعكس المستوى الحقيقي للتلاميذ : فاعلون تربويون: هذه أسباب ارتفاع معدلات الباكلوريا

لفتت المعدلات المرتفعة، التي حصل علها تلاميذ البكالوريا في الموسم الدراسي الحالي، دورة يونيو، أنظار المتتبعين للشأن التربوي ببلادنا، وأسالت معدلات وصلت، في أحيان كثيرة، نقطة 19، بل إن تلميذة تدرس بالسنة الأولى باكالوريا شعبة علوم رياضية خيار فرنسية، تمكنت من الحصول على معدل 20 على 20 في الامتحان الجهوي للأولى باكالوريا برسم السنة الدراسية الحالية، مداد فاعلين تربويين، تساءلوا عن أسباب هذا الارتفاع، وهل تعكس هذه المعدلات المستوى الحقيقي لأصحابها، وما الذي تغير وتسبب في هذا الارتفاع الملفت، هل هي صحوة تألق وتميز أصابت مترشحي هذه السنة وجعلتهم يتفوقون عن سابقيهم أم هو ذكاء جماعي أصبح السمة الأساسية لتلامذة هذه الأيام أم أن الأمر يتعلق بأسباب أخرى كالغش مثلا أو نفخ النقط أوغيرها من العوامل التي سنحاول في هذه الورقة رصدها مع متدخلين وفاعلين تربويين مطلعين عن قرب على خبايا هذا الموضوع.    

 خالد هجلي: المعدلات المرتفعة تناقض منطق الواقع قبل منطق الفكر، ولا تعكس المستوى المعرفي والمنهجي الحقيقي لنسبة كبيرة من تلامذتنا

دعا أستاذ الفلسفة خالد هجلي في جوابه عن سؤال حول ما إذا كانت النقط المرتفعة التي يحصل عليها بعض التلاميذ تعكس مستواهم المعرفي الحقيقي، إلى وجوب الوقوف، كمهتمين وكممارسين في المجال التربوي، وقفة تأمل أمام مجموعة من الظواهر التربوية التي تعتري منظومتنا التعليمية، وخصوصا في الشق التقييمي والتقويمي معا، سواء المرحلي منه أو الإشهادي،  مضيفا أن المثير في هذا الصدد هو النقاش الذي اعتدناه عند نهاية كل سنة دراسية لحظة الإعلان عن نتائج الباكالوريا حول ارتفاع النقاط المحصل عليها، والتضخيم المبالغ فيه للمعدلات، بحيث أنه لو وثقنا في ما يُحصل عليه للزم أن نكون على نفس درجة مجموعة من البلدان التي تحتل مواقع بارزة على خارطة التعليم بالعالم، في حين أن الأمر بالنسبة إلينا ليس كذلك تماما، وهذه المفارقة الغريبة هي التي تدفعنا إلى مساءلة هذه الظاهرة التي لا يراد لها أن تمنح مشروعية سطحية لمرامي الإصلاح، وهي مشروعية الكم، والضحية هنا هو المستوى التكويني لتلامذتنا، وقد أجزم بأنه لا يمكن لأي فاعل تربوي أن ينفي أن فصولنا الدراسية لا تحتوي على متميزين بالعدد الذي يجعل معدلات هذه الأقسام بامتحانات الباكالوريا تبلغ هذا المستوى من النجاح المصرح به،  متسائلا انه إذا كانت الفروض المحروسة التي تنجز طيلة السنة الدراسية تشهد على معاناة المتميزين قبل المتوسطين والضعاف من تلامذتنا، معرفيا ومنهجيا، فما بالك بالامتحانات الإشهادية، فقسم بعدد تلاميذ مثلا يصل إلى 35 تلميذا نادرا ما تجد فيه نسبة المتميزين تفوق  10%، ونسبة التلاميذ المتوسطين في الغالب لا تتجاوز نسبة 30 % إلى 35 %، يعني ما يفوق أحيانا 60 % من تلامذتنا يجدون صعوبات بالغة في الحصول على المعدل أو حتى ملامسته خلال رحلة الفروض المحروسة خلال السنة الدراسية، لنتفاجأ في نهاية السنة بنسبة نجاح تفوق 90  %، وبمعدلات تناقض منطق الواقع قبل منطق الفكر، ولا تعكس المستوى المعرفي و المنهجي الحقيقي لنسبة كبيرة من تلامذتنا، وللأمر أسباب ذاتية وموضوعية، وأسباب تدبيرية أيضا ، لكنه استدرك بالقول ان هذا لا ينبغي أن نبخس من خلاله مجهودات نسبة معينة من المجتهدين والأكفاء الذين يبصمون قبل بلوغ مرحلة الامتحانات الإشهادية على مسار تكويني متميز طيلة السنة الدراسية، أسلوبا ومضمونا وسلوكا.

محمد الدهبي:  يجب صقل مهارات التلميذ الإبداعية والعلمية والفكرية وخلق متعلم يعتمد على المناقشة ويتقن طرق النقاش والحوار

بالنسبة لأستاذ الثانوي التاهيلي محمد الدهبي فهو يعتبر أن  هناك تلاميذ قدراتهم المعرفية تخول لهم الحصول على هذه النقط في حين هناك آخرين ليست لديهم هذه القدرات ولكنهم يحصلون مع ذلك على نقط مرتفعة، وبرأي الدهبي فإن السبب قد يكون بنيويا ربما لأن هناك بعض المؤسسات التي ترفع نقط التلاميذ التي قد يحصل عليها التلميذ من خلال بعض الامتحانات التقنية وفق أطر مرجعية والامتحان يستوجب إطارا مرجعيا معينا يضبطه التلميذ ويستعد له ومن تم يحصل على نقطة من  صفر إلى عشرين، وهنا يحدث هذا التفاوت في النقط، وهذا المعطى يضيف الدهبي، لا يعطينا حقيقة المستوى الفعلي للتلميذ، فالمستويات المعرفية تتفاوت من تلميذ إلى آخر من خلال ما اكتسبه المتعلم من تحصيله الدراسي.

ولم يفت أستاذ الثانوي التأهيلي التطرق إلى مسألة نفخ النقط في جميع المواد التي لا ترتبط بسلوك تتبعه المدارس الخاصة فقط بل حتى بعض المدارس العمومية، مؤكدا أن هناك جانبا آخر يتعلق بالأسر التي تتهافت على المدارس التي ترفع النقط بل هناك أولياء أمورعندما يلاحظون أن أبناءهم لا يحصلون على نقط مرتفعة ينقلونهم إلى مدارس خاصة بغية الحصول على نقط أكبر في المراقبة المستمرة علما أن أبناءهم ليست لديهم القدرة أو المعرفة العلمية المكتسبة التي تخول لهم إحراز مثل تلك النقاط المرتفعة، وهم يعلمون ذلك ولكن همهم الوحيد هو المعدل المرتفع، سواء أكان الابن يستحقه أم لا، مرجعا سبب نفخ النقط الذي يؤدي إلى ارتفاع المعدلات إلى الهالة الإعلامية أيضا التي ترافق الامتحانات الإشهادية، والتي تؤدي إلى تركيز الأسر والأساتذة والمديريات وكذا الأكاديميات على المعدلات المرتفعة، وهنا ندخل، يردف الدهبي، في إطار التنافس بين الأسر والمديريات والأكاديميات، وهو ما يدفع بعض المدارس إلى نفخ النقط بغية الحصول على المراتب الأولى والمعدلات المرتفعة والأمر لا يرتبط فقط بالمدارس الخاصة مؤكدا أن التعليم الخصوصي صار شريكا للتعليم العمومي وهناك مدارس خاصة لها مكانتها داخل المنظومة التربوية.

وأكد الدهبي أيضا أن مجموعة من الفاعلين التربويين يدعون إلى إعادة النظر في السياسات التعليمية التي تشجع على حصد النقط  متسائلا: “لكن هل ندعو إلى صقل المهارات الإبداعية والعلمية والفكرية وخلق متعلم يعتمد على المناقشة ويعرف مهارات النقاش و الحوار وتنمية المدارك الفكرية داخل القسم؟ فهذا ما يغيب عنا في المدرسة المغربية لذا يجب إعادة النظر في تضخيم المعدلات، خصوصا في شهادة البكالوريا التي ليست سوى خطوة نحو آفاق أرحب،  وهل أنتجنا متعلما يستطيع أن يطور من ذاته في التعليم العالي والبحث عن آفاق مهنية مستقبلية أرحب وأكبر، سواء داخل الوطن أو خارجه، فكثيرا ما نلاحظ  أن أصحاب المعدلات العالية يطمحون غالبا إلى مغادرة ارض الوطن للدراسة في الخارج بتشجيع من الآباء وخلص إلى القول إن المعدلات المرتفعة لا تعكس تلك القيمة الحقيقية للتلاميذ، فلو عقدنا مقارنة بين متعلم السبعينيات والثمانينيات ومتعلم اليوم لوجدنا بونا شاسعا بينهما، ودعا في ختام تصريحه للجريدة إلى ضرورة أن تتصف أدوات التقويم التعلمي بالصدق والمصداقية وتكافؤ الفرص بين المتعلمين، سواء في التعليم العمومي أو الخاص .

   لحسن احنصال: آن الأوان للرجوع إلى التعليم الحضوري

الفاعل الجمعوي والتربوي ببني ملال لحسن احنصال  قارن في تصريحه للجريدة بين نتائج البكالوريا ونتائج التاسعة اعدادي ليستنتج أن هناك مفارقة تتمثل في ارتفاع نتائج البكالوريا في نسبة النجاح في المقابل هناك انخفاض ملموس وتراجع كبير على مستوى التاسعات إعدادي، مسجلا أن نسب النجاح على مستوى الإعدادي كانت ضعيفة جدا وتراجعت بشكل كبير عن السنوات الماضية، وأكد ‘أننا كرؤساء جمعيات الآباء وحتى كإطارات نقابية نعاني، للأسف الشديد، من عدم التوفر على المعلومة ومن غياب معطيات رسمية، فانا أتكلم الآن دون إحصاءات دقيقة في ما يخص إقليم بني ملال لأن المديرية الإقليمية، مع الأسف الشديد، لا تمكننا من المعطيات وهناك تكتم شديد في ما يخص المعطيات التي تهم نسب النجاح على مستوى مديرية بني ملال خصوصا في المستويات الاشهادية وبالتالي نحن نعتمد على ما توفر لدينا من معلومات توصلنا إليها عن طريق تواصلنا مع رؤساء جمعيات أو مع أساتذة  أو مع إداريين في مختلف المؤسسات التعليمية التي لنا علاقات شخصية بها”،  وتوقع أحنصال ودائما في غياب المعطيات الدقيقة، ارتفاع نسب النجاح بمستويات البكالوريا مع مرور محطة امتحانات البكالوريا الاستدراكية التي ستجرى في الأسبوع المقبل، وعن سبب تراجع معدلات التاسعات أكد احنصال أن المسؤول هو نمط التعليم بالتناوب، الذي لم يمكن التلاميذ إلا من نصف الحصص، فتلميذ المستوى الإعدادي ربما بحكم عامل السن هو غير مؤهل لمسايرة ما يعرف بالتعليم عن بعد عكس تلميذ البكالوريا بحكم سنه فهو مؤهل أكثر للتعامل مع الأجهزة الالكترونية التي تمكنه من مجموعة من الدروس عن بعد والتأقلم معها ومسايرتها، أما تلميذ التاسعة إعدادي وحتى المستويات الدنيا فهي غير مؤهلة بتاتا  لمسايرة نمط التعليم عن بعد، “وبالتالي أقول إن التعليم التناوبي أخفق وفشل فشلا ذريعا ومستقبلا ستظهر هذه المعطيات وسنسجل تراجعا كبيرا في مستوى المتعلمين، وهذه توقعاتي في جميع المستويات سواء الإشهادية أو غيرها  فالفروض والمراقبة المستمرة لا يمكن أن تعطينا الصورة الدقيقة، لكن الإحصاءات التي أمامنا على المستوى الوطني والأنباء التي ترد علينا تؤكد أن هناك تراجعا كبيرا في نسب النجاح على المستوى الإشهادي الإعدادي،” مرجحا السبب في ذلك إلى التعليم التناوبي مطالبا بإرجاع الأمور إلى نصابها مع التعليم الحضوري مئة بالمئة حتى يستفيد التلاميذ من جميع حصصهم، وقد آن الأوان، يقول، للتراجع عنه لانه يطبق فقط في المؤسسات العمومية عكس المؤسسات الخاصة التي يستفيد فيها التلميذ من جميع الحصص، أما على مستوى العالم القروي فالأمور كارثية وأكثر سوءا، فتلميذ العالم القروي بحكم عدم توفره على بنية تحتية تؤهله لمسايرة هذا التعليم التناوبي قد أدى الثمن غاليا في مؤسسات العالم القروي على مستوى السنة التاسعة إعدادي .

خليل البخاري: سلوكات مشينة تخدش صورة نظامنا التعليمي وبعض التلاميذ يستحقون هذه المعدلات

أقر الباحث التربوي خليل البخاري في تصريح للجريدة بخصوص موضوع النقط والمعدلات المرتفعة، أن هناك تلاميذ يستحقون هذه المعدلات لأن مستواهم المعرفي والمهاري جيد والنقط التي يحصلون عليها مستحقة لكنه عاد ليؤكد أن هناك من يلجأ إلى الغش بشتى الطرق من أجل الحصول على نقط مرتفعة لا تعكس مستواه المعرفي الحقيقي.

أما بخصوص نقط الامتحانات الإشهادية فقد لاحظ الباحث أنها تكون مرتفعة عندما تطرح مواضيع في متناول الممتحنين وهو ما لمسناه في الامتحان الجهوي،  فمواضيع التربية الإسلامية واللغة العربية والفرنسية استحسنها التلاميذ لأنها كانت سهلة وفي متناولهم، وفقد حصل عديد من التلاميذ على نقط مرتفعة بين 17 و20، بينما لم تكن نقط مادة الاجتماعيات خاصة الجغرافية المحصل عليها مرتفعة، وقد خلقت جدلا بين التلاميذ وكذا أساتذة المادة نظرا لطول المواضيع المطروحة(5وثائق) وتداخل الأسئلة ووجود أخطاء ضمن الوثائق فكانت النتيجة مخيبة لتطلعات التلاميذ وانتظارات الأساتذة .

أما عن ظاهرة نفخ النقط التي تلجأ إليها بعض المدارس الخاصة في المراقبة المستمرة لضمان نسبة مهمة ومرتفعة في الامتحان الوطني فقد أكد أن هذا السلوك غير الأخلاقي هو الذي ساهم في تزايد الإقبال على التسجيل بالمدارس الخاصة وهو ما أسماه بظاهرة الترحال من العمومي إلى الخصوصي، نفخ النقط سلوك سائد حتى في المدارس العمومية، يؤكد البخاري، لكنه أصبح قاعدة وسلوكا شائعا بالمدارس الخاصة. ففي ظل التقويم الحالي يحصل بعض التلاميذ بالتعليم الخصوصي على نقط دون 10 فتلجأ الإدارة المدرسية الى نفخ نقط المراقبة المستمرة بمستوى البكالوريا لتغطية ضعف معدل الجهوي وضمان نجاح التلاميذ برضا وقبول أولياء الأمور. مضيفا أن الدليل على أن المراقبة المستمرة لا تعكس حقيقة مستوى عديد من التلاميذ هو الفرق الكبير بينها وبين الامتحان الجهوي الموحد. فالنقط الممنوحة في المراقبة المستمرة مبالغ فيها، وهناك أساتذة يمنحون نقطا حقيقية تعكس مستوى تلامذتهم لكن الإدارة المدرسية تقوم بتعديل وتزوير النقط الحقيقية لضمان استمرار تسجيل التلاميذ. فالرسوب لا وجود له بالمدارس الخاصة أمام مرٱى ومسمع من أولياء الأمور وربما بتواطئهم، يؤكد البخاري.

وأشار الباحث التربوي إلى أن العديد من مؤسسات التعليم الخصوصي تحذف في كل موسم دراسي بعض المواد من المستوى الثانية بكالوريا مثل اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية البدنية…وإضافة عددها إلى المواد العلمية. لكن الغريب في الموضوع هو أن الإدارة تقوم بوضع نقط مرتفعة لكل تلميذ في هذه المواد المحذوفة، والهدف هو الرفع من نقط المراقبة المستمرة في حين بالتعليم العمومي يدرس التلاميذ كل المواد بالمستوى الثاني بكالوريا. اذن هناك حيف يطال مصالح تلاميذ التعليم العمومي، وهناك أيضا غياب تكافؤ الفرص، وحسب البخاري فإنه على الرغم من انتشار هذه السلوكات المشينة التي تخدش صورة نظامنا التعليمي، فلا حياة لمن تنادي. الكل يعرف هذه الخروقات ومنها نفخ نقط المراقبة المستمرة وحذف بعض المواد بالمستوى الثاني بكالوريا والرفع من نقط المواظبة ووضع نقط في مواد لن يدرسها التلاميذ، لكن من يتصدى لهذه الخروقات؟

 الأستاذ بوعزة: الأسر أصبح همها الأول والأخير هو الحصول على أعلى معدل

من جهته أكد الاستاذ بوعزة رئيس قسم الشؤون التربوية والحياة المدرسية بالاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء سطات انه اصبح هناك تعاقد ببن وزارة التربية الوطنية والتلميذ . هذا التعاقد بني على كون الوزارة توفر للتلميذ جميع وسائل التدريس وآلياته وتمتحنه في ماتقدمه له وما حصل عليه …ثم ان الامتحان في حد ذاته أصبح تقني ومهني واحترافي، ويستطيع التلميذ من خلال ذلك الحصول على النقط والمعدل المريح ، بل حتى إن الاستعدادات القبلية  أصبحت ترتكز على طريقة إنجاز  مواد الامتحان، ثم لا ننسى ان العديد من الاسر المغربية أصبح همها الأول والأخير هو الحصول على أعلى معدل وليس على تكوين التلميذ وتعليمه وتحصيله الجيد .

يوسف عراض: الانترنيت وتوسع دائرة المعارف والمعلومات والساعات الإضافية عوامل مساهمة في ارتفاع النقط

أرجع يوسف عراض مدرس لمادة التاريخ والجغرافيا في السلك الثانوي التأه‍يلي ظاهرة النقط العالية التي يحققها التلاميذ إلى انتشار الانترنيت وتوسع دائرة المعارف والمعلومات بالإضافة للساعات الاضافية وبالتالي فإن بعضها يظل منطقيا رغم محدوديته مجاليا في المدن الكبرى في شعبة بعينها لكن السواد الأعظم منها غير واقعي ، وأرجع   ذلك إلى عوامل عدة منها :

– الطريقة الميكانيكية التي توضع بها الامتحانات وأخص بالذكر الشعب الأدبية التي صارت بدورها تشهد هذه المعدلات المرتفعة.

-نفخ النقط في المدارس الخاصة لرفع نسبة النجاح لاستقطاب مجموعة من التلاميذ الجدد بفعل سيادة منطق الربح حيث تحولت المدارس الخاصة إلى مقاولة تربوية هدفها الربح بأي طريقة.

-انتشار ظاهرة الغش بطرق حديثة يصعب ضبطها (vip)

-تساهل بعض المراقبين في أداء واجبهم تحت طائلة غياب قوانين تحميهم من بطش وعنف المترشحين بعد الامتحان أو تكسير سياراتهم.

– عدم وجود تحفيزات للمراقبين في أداء مهامهم أثناء الحراسة اذ يشتغل الأساتذة طيلة اليوم دون أي تعويض يذكر.

-رهان سرعة التصحيح وهزالة تعويض المصححين يدفع البعض إلى عدم إيلاء عملية التصحيح الأهمية التي تستحقها.

تبقى هذه الأسباب نسبية نظرا لوجود أسباب أعماق تتجلى أساسا في طرق ومناهج التدريس في المدرسة المغربية والتركيز على المعارف والنقل بدل النقد والتمحيص وتبخيس دور المدرس وتقزيمه وعدم إشراكه في بناء الامتحانات.

هشام اموليد: الدكاكين الليلية ساهمت بشكل كبير في هذه النتائج

بالنسبة لأستاذ السلك الثاني مادة اللغة الانجليزية هشام اموليد، فإن أرتفاع المعدلات الذي لاحظه الجميع لا يعكس مستواهم الحقيقي، خصوصا بعد تجربة التعليم عن بعد والتي لا يمكن اعتبارها ضمانة كافية لتقييم تعلمات التلاميذ.  كل ما في الأمر أن تكييف المقررات والطرق البيداغوجيا التي تستعمل في الدكاكين الليلية ساهمت بشكل كبير في هذه النتائج مؤكدا أنه لا يمكن أن ننكر أن لهذا التحديد وتنميط الامتحانات الإشهادية دورا كبيرا في رفع نسب النجاح محليا وجهويا وحتى وطنيا. إذا أضفنا إلى ذلك بعض الثغرات التي تشوب عملية المراقبة، خاصة مع استعمال وسائل تكنولوجية تفوق في كثير من الأحيان قدرات وإمكانيات المكلفين بالحراسة، إذا أخدنا بعين الاعتبار الإرهاق والضغط الشديد الذي عانى منه الأساتذة مع تكييف الامتحانات وظروف الجائحة.


الكاتب : خديجة مشتري-محمد تامر

  

بتاريخ : 01/07/2021