نور سلامة من مخيم أطفال القدس‮ ..‬المغرب منحني‮ ‬السعادة وأخرجني‮ ‬من عمق المعاناة

أنا محظوظة وسعيدة جدا بتواجدي‮ ‬ضمن مخيم أطفال القدس في‮ ‬دورته الجديدة‮ ‬،‮ ‬وسأبقى‮ ‬،‮ ‬طول حياتي‮ ‬ممتنة للمغرب لأنه منحني‮ ‬السعادة وأخرجني‮ ‬من عمق المعاناة اليومية‮. ‬فقد أصرت الطفلة المقدسية نور سلامة على أن تنطق بهذه العبارة في‮ ‬بداية حوارها مع وكالة المغرب العربي‮ ‬للأنباء‮ ‬،وهي‮ ‬تؤكد أن الفرصة مواتية لتشكر جلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي‮ ‬قاطبة على الرعاية الخاصة التي‮ ‬يمنحونها لأطفال القدس لينسوا هموم الحياة في‮ ‬بلد شريف‮ “‬كل شيئ فيه أكثر من رائع‮ “‬،‮ ‬كما تقول‮ . ‬وقالت ابنة‮ “‬البلدة القديمة‮” ‬إن زيارتها للمغرب ولأول مرة‮ ‬،‮ ‬تشعرها وكأنها مواطنة مغربية‮ ‬،‮ ‬وقد أنستها الزيارة منذ اللحظة الأولى التي‮ ‬وطئت فيها قدمها أرض المملكة‮ ‬،‮ ‬الصعوبات الاجتماعية التي‮ ‬تعاني‮ ‬منها أسرتها الصغيرة،‮ ‬كما هو حال الكثير من الأسر الفلسطينية‮. ‬وأبرزت أن المغرب‮ ‬يستحق أكثر من زيارة‮ ‬،‮ ‬ليس فقط لحفاوة الاستقبال وعطف كل المغاربة وكرم الضيافة والرخاء الذي‮ ‬تعرفه المملكة وروعة المناظر‮ ‬،‮ ‬ولكن أيضا لأنك تشعر بالحرية في‮ ‬بلد‮ ‬يعطي‮ ‬للإنسان قيمة كبيرة ويحيطه بكل الرعاية والاهتمام‮ ‬،‮ ‬وحيث أعلام المملكة ترفرف في‮ ‬كل مكان بكل اعتزاز وافتخار‮. ‬كما أن المغرب‮ ‬،‮ ‬تقول نور سلامة‮ ‬،‮ ‬جعلني‮ ‬أشعر بسعادة‮ ‬غامرة وأنا أعيش لحظات ممتعة لم أعشها من قبل بسبب الظروف العامة في‮ ‬بلدها،‮ ‬كما لم‮ ‬يقدم أي‮ ‬بلد آخر لي‮ ‬العطف والحب والحنان بهذا الحجم كما أحسست في‮ ‬المملكة التي‮ ‬تثير الناظر في‮ ‬كل شيء وتجعله‮ ‬يهواها من أول نظرة‮.‬
وأنا شاهدة حية‮ ‬،‮ ‬تعبر الصغيرة نور سلامة‮ ‬،‮ ‬على أن المملكة المغربية وفلسطين ومدينة القدس الشريف والمدن المغربية العتيقة،‮ ‬التي‮ ‬أتيحت لي‮ ‬فرصة التجوال بها،‮ ‬تجمعهما الكثير من الأشياء‮ ‬،‮ ‬فبالإضافة الى التاريخ وجغرافيا العالم العربي‮ ‬المشتركين‮ ‬،‮ ‬تلتقي‮ ‬في‮ ‬عادات الساكنة ونبل أفرادها وتآزرهم وكرمهم وجودهم ونبلهم،‮ ‬كما تلتقي‮ ‬في‮ ‬تشابه المعالم الحضارية والدروب والأزقة التي‮ ‬تمنح لهذه المدن مميزات خاصة وتعكس أصالتها‮.‬
وان كانت نور لا تحب أن‮ ‬ينتهي‮ ‬حلم زيارتها للمغرب‮ ‬،‮ ‬إلا أنها في‮ ‬ذات الوقت تود العودة الى فلسطين لأن لها أشياء كثيرة في‮ ‬ذاكرتها تود أن تحكيها لجيرانها و أقرانها وصديقاتها و خاصة لأسرتها الصغيرة التي‮ ‬تنتظر بشغف كبير‮ “‬قصة نور في‮ ‬المغرب‮” ‬،‮ ‬الذي‮ ‬يحبه الفلسطينيون

رضا الرحمان أبو كف .. الطفلة الشاعرة التي تغنت بحب المغرب

رضا الرحمان أبو كف ، الطفلة الشاعرة التي تغنت من مخيم أطفال القدس بحب المغرب، قالت إن تواجدها بالمملكة ألهمها وجعلها تعبر بصدق أكثر عن إحساس إنساني بأن الخير والأخوة قيم لازالت قائمة.
شعرت وأنا أتواجد بالمغرب ، تقول الطفلة رضا الرحمان أبو كف من بيت صفافا، القرية الفلسطينية المتواجدة بجنوب شرق القدس الشريف ، إن كل القيم الإنسانية والأخلاق الرفيعة لاتزال تعيش بين بني البشر ، كما شعرت أن الشعب الفلسطيني يغمره حب كبير من قبل المغاربة رغم بعد المسافات. وأبرزت ، أنه فعلا سمعت الكثير عن بطولات المغاربة التاريخية في دفاعهم عن القدس الشريف ، “إلا أني ازددت يقينا أن المغاربة، إضافة الى شهامتهم وشجاعتهم ومواقفهم الثابتة ، فهم أيضا كرماء ونبلاء ويحبون فعل الخير ، وهي خصال قلما تجدها في عالم يعج بالمآسي”. وتواجدي في المغرب ضمن مخيم أطفال القدس ، تبوح الشاعرة الفلسطينية الطفلة ، أعطاني فكرة شاملة عن المملكة وأهلها وشعبها، وأتاح لي الفرصة لأتيقن بالملموس وبالعين المجردة ، أني في بلد عربي شهم وكريم ومزدهر ومتقدم لا يتغنى بالشعارات بقدر ما يقوم بمبادرات إنسانية ملموسة تساعد الفلسطينيين على تجاوز محنهم وضمان العيش الكريم لهم، والأمثلة كثيرة ، والتي نشعر بها نحن سكان القدس عن كثب. وتشدد رضا الرحمان أبو كف على أنها تبجل المملكة المغربية وتعشقها من قلب خالص ، “ليس لأنني أزور المملكة وأنا في لحظة فرح وبهجة، بل لأني في كل خطوة أحس بحب المغاربة الغامر لنا كفلسطينيين ونسمع في كل مكان وحيث نحل دعوات الترحيب وتحيات السلام و التقدير “. وبنبرة كلها مودة ، قالت رضا الرحمان : “هنيئا للمغاربة بمغربهم وهنيئا للشعب الفلسطيني بالمغرب ، الذي أشعرنا بأن الحب حي يرزق لازال يعيش بين ظهرانينا ونستنشق هواه “.

نموذج حقيقي للمحبة

وقد انطلقت بالمغرب قبل أيام الدورة الثالثة عشرة للمخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس “دورة الانبعاث”، وهي دورة تعد كسابقاتها نموذجا حقيقيا لوشائج المحبة والأخوة التي تجمع المغاربة بالفلسطينيين من مختلف الأجيال. والدورة التي تنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس ،رئيس لجنة القدس ، من طرف وكالة بيت مال القدس الشريف بشراكة وتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل ، تمنح فرصة أخرى لأبناء القدس الشريف لمعانقة بلد عزيز على الفلسطينيين جعل القضية الفلسطينية دائما في مرتبة القضايا الوطنية الأساس، وحماية القدس في صدارة اهتماماته. ولعل البسمة التي تعلو محيا الخمسين طفلا الذين يشاركون في الدورة الثالثة عشرة للمخيم الصيفي، المنظمة ما بين 12 و25 غشت الجاري ، لخير دليل على أن المبادرات العملية الاجتماعية المختلفة التي يقوم بها المغرب لفائدة الفلسطينيين عامة وأبناء القدس خاصة تنبع من الحب العميق المتبادل بين المغاربة والفلسطينيين الذين تجمعهم الأواصر الإنسانية منذ قرون من الزمن ويؤكدها التراث وبسالة المغاربة وتضحيتهم للدفاع عن القدس الشريف. والمخيم ، الذي يسعى الى تمكين الأطفال الفلسطينيين ،الذين بلغ عددهم إجمالا الى حدود الدورة الجديدة 650 طفلا، من التعرف على تاريخ المغرب وحضارته وطبيعته الخلابة والمتنوعة ونموه الاقتصادي، مبادرة إنسانية عميقة وخلاقة يؤكدها الواقع، وهي تنضاف الى مبادرات إنسانية يصر المغاربة على القيام بها في كل وقت وحين، حتى في أحلك الظروف، وكذا في وقت الرخاء والفرح. ولاشك في أن تنظيم زيارات للأطفال الفلسطينيين لأقرانهم من الأطفال المغاربة المشاركين في المخيمات الصيفية المقامة، في هذه الفترة، للتلاقي والتعارف ، يراهن على المستقبل ويديم المحبة الخالصة بين الأجيال القادمة ، كما يعطي الدليل على أن اهتمام المغرب ،بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بالشأن الفلسطيني في مختلف تجلياته ، “لا تحكمه الظرفية بل هو مستمر ، ويجتهد المغرب كل مرة للتعبير عن هذا التقدير ومساعدة الإخوة الفلسطينيين في الأوقات الصعبة ويمسح دموع الحزن التي تبلل أعينهم”. وخير دليل على ذلك ، ما أكده الأطفال الفلسطينيون الذين يشاركون في المخيم أنفسهم ، بقولهم بأنهم ومنذ وصولهم الى المغرب لم يحسوا بالغربة أو أنهم يتواجدون في بلد أجنبي ، بل على العكس من ذلك أحسوا بدفء خاص واهتمام استثنائي وتقدير وترحيب أسري مميز وحفاوة الاستقبال والتعامل الاستثنائي للمغاربة مع الفلسطينيين، الذي ليس وليد اليوم ويطفح به التاريخ . وما تغني أطفال المخيم بالنشيد الوطني والأغنية الخالدة والمخلدة لملحمة المسيرة الخضراء إلا تعبير جميل من أطفال القدس الشريف عن هذا الحس الإنساني العميق الذي يزداد متانة بين الشعبين من سنة لأخرى .
‎وحرص منظمو المخيم أن تشتمل فقرات برنامج الفعالية جولات وورشات حول “آثار التغيرات المناخية على سلامة البيئة وأهمية المحافظة على الماء”، والذي يروم تحسيس وتوعية الأطفال بأهمية المحافظة على البيئة وحماية التوازن الطبيعي في وسطهم المعيشي والتعرف على ما حققه المغرب من انجازات في هذا المجال .
‎كما يتضمن البرنامج زيارات ميدانية لمعالم مدن طنجة وأصيلة والمضيق وتطوان وشفشاون والدار البيضاء والرباط التاريخية والسياحية والدينية، وأنشطة رياضية وثقافية وترفيهية متنوعة، إضافة الى زيارة خاصة لميناء طنجة المتوسط ومصنع السيارات رونو .
‎وهذا اللقاء السنوي لأطفال القدس ،الذي درج المغرب على إقامته ، هو فرصة طيبة تنمي روح الإخاء والصداقة وتدعم الروابط الاجتماعية وتساهم في تمتين الوشائج الاجتماعية بين شعبين متحابين.


بتاريخ : 19/08/2022