واشنطن طلبت تعديل كلمة «قرار دائم» في قرار مجلس الأمن حول غزة لتجنيبه الفيتو

مجلس الأمن: خطوة مهمة نحو وقف إطلاق النار في غزة

 

أكدت البعثة الدائمة للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة بنيويورك، على حسابها على موقع (إكس)، أن المغرب يرحب باعتماد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس الاثنين، القرار رقم 2728 الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان.
وشددت البعثة المغربية أن “القرار يشكل خطوة مهمة لوضع حد لمعاناة المدنيين الفلسطينيين”.
وأضاف المصدر ذاته أن المغرب، الذي يرأس عاهله صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لجنة القدس، يرحب، أيضا، بمطالبة القرار بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة بأكمله، وتعزيز حمايتهم.
وسجلت البعثة المغربية أن المملكة تشدد أيضا على أهمية التنفيذ الفوري والكامل للقرار من جانب كافة الأطراف، بما يتيح المجال للتعامل مع الأزمة بكل أبعادها، مضيفة أن المملكة تتطلع إلى زيادة المجتمع الدولي للمساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني.
فبعد أكثر من خمسة أشهر على اندلاع الحرب في غزة، تبنى مجلس الأمن الدولي، أول أمس الإثنين قرارا يطالب بـ»وقف فوري لإطلاق النار»، وهو مطلب سبق أن عطلته الولايات المتحدة مر ات عدة لكن ها امتنعت هذه المرة عن التصويت عليه، ما يعني ضغطا إضافيا على حليفتها إسرائيل.
ويطالب القرار الذي تم تبنيه بغالبية 14 صوتا مؤيدا وامتناع عضو واحد عن التصويت، بـ»وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان» الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن «يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم». كما يدعو إلى «الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن».
وكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على منصة اكس «ينبغي تنفيذ هذا القرار. إن الفشل سيكون أمرا لا يغتفر».
وشدد عدة أعضاء في مجلس الأمن، فضلا عن الناطق باسم الأمم المتحدة، على أن هذا النص هو أشبه بقانون، في حين أكدت الولايات المتحدة من جهتها أنه «ليس ملزما»، خاصة أنه في الكثير من الأحيان، تقابل قرارات مجلس الأمن الملزمة بالتجاهل من قبل الدول المعنية.
في السياق نفسه، كشفت وسائل إعلام روسية عن إصرار واشنطن على تعديل كلمة في مشروع قرار مجلس الأمن الأخير حول غزة لتجنيبه الفيتو الأمريكي.
وبحسب موقع «روسيا اليوم» فإن رعاة القرار سعوا إلى إدراج عبارة «permanent sustainable ceasefire»، وهي تعني وقف إطلاق نار دائم ومستدام.
لكن الولايات المتحدة رفضت هذا المصطلح، وتم في النص النهائي استبدال عبارة»permanent» بـ»lasting» التي تعني الدائم غير المطلق. وبذلك لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد القرار واكتفت بالامتناع عن التصويت، بعدما عطلت محاولات سابقة لإصدار قرار عبر اللجوء إلى «الفيتو».
تبني القرار سبقته أربع محاولات مماثلة عطلتها واشنطن بالفيتو. لكن الأخيرة، وإن سمحت هذه المرة بتمرير القرار الأممي إلا أنها اعتبرته على لسان مندوبتها في مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد غير ملزم لـ»إسرائيل».

مقررة أممية تتهم إسرائيل

أكدت مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية، أن «هناك أسبابا منطقية» للقول إن إسرائيل ارتكبت العديد من «أعمال الإبادة»، وذلك في تقرير نشر الاثنين.
وقالت فرانشيسكا البانيزي، في تقريرها الذي رفعته أمس الثلاثاء إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن «الطبيعة والحجم الساحقين للهجوم الإسرائيلي على غزة، وظروف الحياة المدمرة التي تسبب بها، تكشف نية لتدمير الفلسطينيين جسديا بوصفهم مجموعة».
وفي التقرير الذي عنوانه «تشريح عملية إبادة»، خلصت الخبيرة إلى «وجود أسباب منطقية للقول إنه تم بلوغ السقف الذي يفيد بأن أعمال إبادة» ارتكبت «بحق الفلسطينيين في غزة».
وفي خلاصاتها أيضا، عددت المقررة ثلاثة أنواع من أعمال الإبادة: «قتل أفراد في المجموعة، إلحاق ضرر خطير بالسلامة الجسدية أو العقلية لأفراد المجموعة، وإخضاع المجموعة في شكل متعمد إلى ظروف معيشية من شأنها أن تؤدي إلى تدمير جسدي كامل أو جزئي».
وأكدت البانيزي أيضا في تقريرها أن «صور المدنيين القتلى بعد نزوحهم إلى جنوب (غزة)، مرفقة بتصريحات لبعض المسؤولين الإسرائيليين الكبار الذين يعلنون نيتهم تهجير الفلسطينيين بالقوة إلى خارج غزة، واستبدال مستوطنين إسرائيليين بهم، تؤدي في شكل منطقي إلى الاستنتاج أن أوامر الإجلاء والمناطق الآمنة استخدمت كأدوات لتنفيذ إبادة وصولا إلى تطهير عرقي».
وتابع التقرير: «تمت الموافقة على أعمال الإبادة وتنفيذها إثر تصريحات تعبر عن نية لارتكاب إبادة، صدرت من مسؤولين عسكريين وحكوميين كبار».
وأكدت البانيزي في تقريرها أن «الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة هي مرحلة إضافية ضمن عملية محو طويلة يقوم بها المستوطنون». إلى ذلك، قالت الحركة في بيان «نرحب بدعوة مجلس الأمن الدولي اليوم لوقف فوري لإطلاق النار، ونؤكد على ضرورة الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، يؤدي إلى انسحاب كافة القوات الصهيونية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي خرجوا منها».
وأضافت «كما نؤكد استعدادنا للانخراط في عملية تبادل للأسرى فورا تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين».
كما أشاد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ الاثنين بقرار مجلس الأمن.
وكتب الشيخ على منصة إكس «نرحب بقرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة.
وندعو الى وقف دائم لهذه الحرب الإجرامية وانسحاب إسرائيل الفوري من القطاع». ورغم صدور أول قرار عن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، أفاد شهود عيان لوكالة فرانس برس بأن غارات جوية عدة استهدفت، فجر أمس الثلاثاء، أماكن قريبة من رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع على الحدود المغلقة مع مصر والتي تضاعف عدد سك انها خمس مرات منذ اندلعت الحرب.
كما أفاد شهود عيان بأن اشتباكات عنيفة دارت في حي الرمال ومخيم الشاطئ وتل الهوى بمدينة غزة ووسط خان يونس وغربها.
وبحسب مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس فقد شن ت إسرائيل ليل الإثنين عشرات الغارات الجوية في غزة ورفح ودير البلح وخان يونس والمغازي وبيت لاهيا، بالتوازي مع قصف مدفعي مكثف استهدف مناطق مختلفة في القطاع.


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 27/03/2024