وجه من الجهة  .. مدينة سلا تودع ابنها البار الاتحادي بوبكر بوعبيد

 

 

1- الخبر الفاجعة : حوالي الساعة الحادية عشرة من يوم الأربعاء 16 رمضان 1445 عممت المكالمات الهاتفية بمدينة سلا خبر وفاة بوبكر بوعبيد وبسرعة كبرى انتشر الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، شكل الخبر فاجعة كبيرة وصدمة لمكانة المرحوم الاعتبارية ولإشعاعه المضيء بمدينة سلا، ولشمولية معرفته من طرف ساكنة المدينة، ومعاصرته لأجيال مختلفة، ولريادته الرياضية والسياسية والجمعوية، ولمكانته الإنسانية، واعتبارا أن وفاة وفقدان المرحوم بوبكر بوعبيد خسارة كبيرة لمدينة سلا.
2- المرحوم بوبكر بوعبيد الإنسان: يجمع الكل بدون استثناء على مكانة المرحوم الإنسانية، الأخلاق الطيبة، الصدق الصريح، النية الصادقة، القول الحاسم، المحبة للجميع، التصرف الحكيم، الرزانة والثبات، أستاذ، معلم، موجه، جامع، محافظ، مسير، منظم، مصحح، متصوف لدرجة أنه يتأثر بالكلام الوجداني الطيب، يتخشع ويبكي، محب لمدينة سلا إلى حد النخاع، مدافع عنها في كل المحافل الوطنية والدولية، همه الإنساني إنقاذ المدينة مما تتخبط فيه، إنسانية المرحوم حببته عند العامة والخاصة، الكل يذكره بالخير ويدعو له بالرحمة.
3-المرحوم بوبكر بوعبيد الرياضي: مهما قيل في هذا المجال لن نستوفي المرحوم حقه، لأنه من الرواد الكبار الذين بصموا على مسار متميز في تدريب الفئات الصغرى، وغدا الفريق الأول بلاعبين مهرة، بعضهم طرق باب المنتخب الوطني، كون الأجيال ودرب وبحث وعلم ونقب عن المواهب( ما أحوج المدينة اليوم إلى مثل المرحوم بوعبيد أو إلى خلفه لإنقاذ كرة القدم من تدهورها اللامتناهي).
ستبقى مدينة سلا وكرة القدم خاصة مدينة لهذا الرجل الكبير الذي أعطى من جهده وعرقه ووقته وفكره وماله ليبقى علم الرياضة مرفوعا بين المدن والفرق الوطنية. ونحن جيل لن ننسى ونسجل للتاريخ شهادة أن المرحوم كان أستاذنا ومعلمنا وقائدنا وموجهنا، يعلمنا أبجديات كرة القدم بطرق علمية عصرية رصينة، وينصحنا التوجيه السليم، ونشهد أنه أفادنا مما علمنا كجيل كامل .
4- المرحوم بوبكر بوعبيد السياسي: المرحوم ينتمي لعائلة مناضلة اتحادية،
عرفناه في المجال السياسي رزينا، متزنا، واثقا، موجها عارفا بالأمور، مشاركا بتجربته الناجحة في مجلس 1976 ومجلس 1992، نشهد له بكفاءته ودفاعه عن مصالح المدينة، كنموذج هو من سمى أكثرية شوارع المدينة وربط أسماءها بالمقاومين وبالشخصيات العريقة لمدينة سلا، أفاد بتجربته أصدقاءه في الفريق الاشتراكي بالمجلس البلدي، لا نخفي سرا أننا جميعا تتلمذنا عليه، لرزانة تدخلاته وعمق أفكاره وحكمة توجهاته ودفاعه المعقول عن مدينة سلا في مجال التعمير والبيئة والبنية التحتية والأسواق والتطهير…
5-المرحوم بوبكر بوعبيد الجمعوي: بنفس العزيمة ونفس الإصرار ونفس الحماس ونفس العطاء ونفس الاجتهاد، نجح المرحوم في ممارسة العمل الجمعوي بنفس نجاحه في الرياضة، ويكفينا فخرا به أن جل جمعيات المجتمع المدني نظمت أربع أوخمس مرات حفلات تكريم لهذا الرجل، وهذا دليل قاطع على مكانة المرحوم وإسهامه في الدفاع عن مصلحة المدينة وتحقيق أهداف تنميتها انطلاقا من المشاركة الجمعوية للشباب.
6- المرحوم بوعبيد، جنازة مهيبة: توازى وقار ومكانة الراحل حشد كبير من مختلف الأعمار، أعيان المدينة، العائلات السلاوية الأصيلة، ممثلين لجمعيات المجتمع المدني، ممثلي الجمعيات الرياضية، الأطر الإدارية والتربوية، ممثلي الأحزاب السياسية المحلية ( أطر حزبية محلية من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،التقدم والاشتراكية، حزب الاستقلال، العدالة والتنمية، التجمع الوطني للأحرار…)، أتذكر جيدا أثناء زيارتنا للمرحوم في بيته كان يطلب منا أن نرافقه إلى زيارة ضريح سيدي بن عاشر ومن خلاله يزور قبر الفقيه التطواني، (رافقته مرات متعددة)، وكان أحسن ما يريحه حين يختلي بنفسه أمام البحر ويتأمل ويبسط يديه ويدعو لنفسه وللناس في جو روحاني رباني، لدرجة أنه يجهش بالبكاء ويتخشع، لقد صلى في جنازتك كل أصدقائك بنفس الضريح الذي كنت تزوره في حياتك، والكل يدعو لك والكل يشهد لك.
7- الأجل المحتوم والقدر الرباني فوق كل اعتبار: نخاطبك اليوم أخانا وصديقنا وأستادنا وفقيدنا المرحوم بوبكر بوعبيد لنقول لك ونشهد، لقد أديت الأمانة وبلغت الرسالة وقمت بالوظيفة، وكنت مثال الرجل الفاضل الطيب المتواضع المحبوب، قدر لك أن تودعنا وتفارقنا في هذه الأيام المباركة، وما أحوجنا إليك، ولكن مشيئة الله فوق كل اعتبار، إذا كان القدر محتوما والفراق واجبا والموت مصيرنا جميعا، فما يخفف عنا هذا الحزن، أنك تركت زوجة طيبة وفية صالحة، شقت معك درب وطريق النجاح، ربيتما أبناءكما أحسن تربية وتكونوا في أحسن المعاهد، وهم اليوم  من الأطر والكفاءات المتميزة(حفظهم الله جميعا). وتركت إخوة بنفس مقامك، فنحن نعزي العائلة والأبناء والإخوة والأصهار والأحباب وعموم المدينة،  عزاؤنا واحد، ولا نقول إلا ما قال الله في كتابه العزيز: إنا لله وإنا إليه راجعون .


الكاتب : علي أنكام

  

بتاريخ : 30/03/2024