يؤشر عليه نموذج من مدينة فاس ..«المقهى المتنقل».. عنوان لطموح شباب رفضوا الاستسلام لـ «اليأس» بتداعياته المدمرة

تسترعي انتباهك، وأنت تتجول في أماكن ومناطق شتى بمدينة فاس، سواء كنت راجلا أو على متن سيارتك الخاصة أو إحدى وسائل النقل العمومية ، مجموعة من الشباب الذين اختاروا إنشاء مشروع مبتكر وواعد عبارة عن مقهى متنقل لكسب قوت يومهم.
هؤلاء الشباب الطموحون ، اختاروا عدم الاستكانة للإكراهات والصعوبات الجمة التي تحيط بهم من كل جانب، وقرروا ، بكل عزم وثبات وإصرار، الانخراط في مشاريع طموحة ومبتكرة للخروج من براثن البطالة والفقر والهشاشة، تكون سبيلا ومسلكا لهم لتحسين وضعهم الاجتماعي وتلبية حاجياتهم ومتطلباتهم.
محمد ، ذو ال 26 ربيعا ، مثال ساطع لهؤلاء الشباب المرهفين الذين حولوا حلمهم إلى حقيقة، حيث استطاع إخراج مشروع المقهى المتنقل الذي لطالما راوده من مجرد فكرة إلى مشروع قائم بذاته يستقطب العديد من الزبناء الأوفياء. يستعين هذا الشاب الطموح في مشروعه بسيارة خفيفة و»ماكينة قهوة « من النوع الجيد، وطحانة عصرية، ولوازم أخرى بسيطة تساعده على تقديم خدماته بجودة عالية ودقة متناهية.
ويقترح المقهى المتنقل لهذا الشاب الفاسي، الذي يعيل أسرة من أربعة أفراد، على الزبناء باقة متنوعة من مشروبات القهوة ، سواء السوداء بجميع أنواعها، أو الممزوجة بالحليب، إرضاء لطلبات ورغبات وأذواق مختلف الزبناء.
يستقبل محمد زبناءه، حسب ما عاينت وكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية (M24) بحفاوة بالغة وترحيب كبير، وما أن يتلقى طلبية الزبون ونوع القهوة التي يرغب بها حتى يهب مسرعا ليعدها ويقدمها له في حلة بهية.
ويعرف المقهى المتواجد بالقرب من أحد مراكز التسوق الكبرى بطريق عين الشقف بفاس، توافد زبناء كثر من مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية، الذين يفضلونه عن غيره من المقاهي بالنظر لـ «جودة القهوة التي يقدمها ودماثة خلق حامل المشروع «الشاب محمد الذي لا تفارق الابتسامة محياه.
واعتبر محمد، سائق سيارة أجرة صغيرة وأحد الزبناء الأوفياء لهذا المقهى المتنقل، في تصريح لـ «و.م.ع» «أن مقهى الشاب محمد يقدم خدمات جيدة وباقة متنوعة ترضي كافة الزبناء»، مؤكدا، في السياق ذاته، «على ضرورة تقديم يد العون لهذا الشاب وأمثاله من الشباب الطموحين».
وعلى نفس المنوال، أشاد مهدي، أحد الزبناء الذين يترددون بكثرة على خدمات المقهى، في تصريح مماثل، ب «جودة الخدمات التي يقدمها هذا المشروع الطموح ودماثة خلق الشباب محمد الذي انخرط في هذا المشروع لكسب قوت يومه وتحسين ظروفه المعيشية».
من جهته، أوضح الشاب محمد بأن «مشروع المقهى المتنقل رأى النور منذ نحو 4 سنوات، حيث قرر بعد مسار دراسي استمر سنتين بعد البكالوريا الاشتغال بعدة مهن وخوض عدة تجارب، قبل أن ينخرط بمعية شقيقه في هذا المشروع المبتكر لتحسين وضعه الاجتماعي».
وتابع الشاب الفاسي، «أنه منذ ذلك الحين اكتسب المقهى صيتا كبيرا وأضحى يحظى بإقبال متزايد من لدن ساكنة مدينة فاس وزوارها، رجالا ونساء وشيبة وشبابا، بفضل الخدمات التي نقدمها والثمن التنافسي الذي نقترحه لمختلف الطلبيات».
إن المقهى المتنقل للشاب محمد وغيره من المقاهي المتنقلة المتواجدة بمجموعة من المحاور الطرقية الهامة بمدينة فاس، هي مشاريع طموحة ومبتكرة، تستحق الدعم والتنويه، لكونها تسهم في خلق فرص الشغل وتحرير الطاقات الخلاقة للشباب.


الكاتب : عزالعرب مومني

  

بتاريخ : 17/11/2022