يشكّل استعمالها هاجسا عند الكثير من الصائمين : الدكتور عبد الله رزيق لـ «الاتحاد الاشتراكي»: قطرات العيون من الناحية الطبية والعلمية لا تُفطر

 

أكد الدكتور عبد الله رزيق أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض العيون، يطرحون بإلحاح كبير خلال شهر رمضان الأسئلة التي ترتبط باستعمال الأدوية التي تكون عبارة عن قطرات مخافة تأثيرها على صيامهم، مشددا على أن هذا الموضوع شكل نقطة نقاش بين الأطباء وعلماء الدين في عدد من المحطّات والمناسبات. وأبرز الاختصاصي في أمراض العيون والبصر أن الأدوية التي هي في الغالب عبارة عن قطرات لا تفطر الصائم، وإن كان البعض يشير إلى أنها تصبح مفطرة إذا وصل طعمها للحلق، مؤكدا على أن هذا الأمر غير صحيح بتاتا لأن العين ليست منفذا، لكنه أضاف بأنه يمكن احتياطيا إذا اعتقد المريض أن طعما وصل إلى حلقه أن يكمل صيامه على أن يعوض هذا اليوم لاحقا، من باب الشك لا غير، لأن قطرات العين من الناحية الطبية والعلمية لا تفطر.
وأوضح الدكتور رزيق في لقاء بـ «الاتحاد الاشتراكي» أن الصيام يقوم بدور وقائي لفائدة العين، لأنه يساهم في تحسين حالات ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والسكري، مما ينتج عنه كسر سلسلة التغييرات المرضية ومنع تفاقمها في هذه الحالات، الأمر الذي يؤدي إلى التقليل من وقوع المضاعفات الصحية على مستوى العين إلى حدّ كبير، والتي من أبرزها وقوع اعتلالات الشبكية التي تؤدي إلى تدهور حدة الإبصار وتصل إلى حدّ العمى، أما في حالات اعتلالات الشبكية الموجودة بالفعل، فإن الصيام يساعد على استقرار الحالة وعد تفاقم حدتها وهذا يعتبر في حدّ ذاته عاملا مهما.
وأوضح المختص أن هناك عددا من التدخلات الطبية التي يمكن القيام بها دون أن تفسد صيام الصائمين، كما هو الحال بالنسبة للعمليات التي توصف بكونها صغيرة، كتلك التي تخص الشعرة، والكيس الدهني، وإزالة حبيبات التراكوما، وعمليات الظفر، واللحمية، وتسليك مجرى الدموع، وإزالة جسم غريب من على سطح القرنية، مشددا على أن المريض يمكنه الصيام وليس هناك أي ضرر يمكن أن يطاله جراء ذلك، لأن مثل هذا النوع من العمليات لا يؤثر على الصيام بأي شكل من الأشكال. وأبرز الدكتور رزيق أنه في حالة ما إذا كان المريض في حاجة إلى العلاج على إثر هذه التدخلات بالمضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم، فيمكن للطبيب المعالج أن يصف له أدوية طويلة المفعول، يمكن له أن يتناولها خلال الفترة ما بين الفطور والسحور، أي ما بين المغرب والفجر، علما بأنه يمكن أن يأخذ هذه الأدوية عن طريق الحقن دون أن تؤثر على صيامه، باستثناء حقن الجلوكوز لأنها تعتبر غذاء.
بالمقابل أكد الاختصاصي في صحة العيون أن العمليات الكبرى التي تخص إزالة المياه البيضاء المعروفة بـ «الجلالة» أو المياه الزرقاء، وترقيع القرنية، والانفصال الشبكي، وعملية إزالة أورام العين، من الممكن معها أن يتطلب الوضع الصحي للمريض الإفطار، مشيرا إلى أنه بشكل عام، كل عملية يتم فيها القيام بتخدير موضعي لا تؤثر على صيام المريض خلافا للعمليات الجراحية التي تتطلب تخديرا كاملا.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 01/04/2024