الشاعر رضوان خديد يتواصل مع طلبة ماستر البلاغة وتحليل الخطاب بالجديدة

بدعوة من الدكتور حسن مسكين، حل الشاعر رضوان خديد ضيفا على طلبة ماستر البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب بالجديدة، يوم الجمعة 17 نونبر 2017، على خلفية قراءة نقدية لقصيدته «كشهوة ما» المتضمنة في ديونه «فقه التغريبة ونوازل السبيل»، أنجزتها طالبتان بالماستر، وأثارت تساؤلات ونقاشا عميقا، تولدت على إثره فكرة استدعاء الشاعر، ليكون شاهدا من أهلها.
بعد الترحيب بالشاعر، تناول الطلبة الكلمة في مداخلات مقتضبة ركزوا من خلالها على عنصري الدفق والغزارة الشعريين الذين يميزان إبداع الشاعر في زمن طفا فيه على سطح الأدب الشواعرُ وتجارُ الكلمة اللاهثين وراء بريق الجوائز والمكافآت، وأكدوا جميعهم على ثراء تجربة الشاعر خديد وخصوبتها، وغنى معجمها ذي اللغة الإيحائية، الرصينة والمكثفة.
وكان لافتا لانتباه الجميع ذلك النفس الصوفي الذي يمتح منه الشاعر تجربته، خصوصا في قصيدته «كشهوة ما» التي ملأها صراخا ونداءات استغاثة، وكأنه استعار روح الحلاج وابن عربي ورابعة العدوية، أو روح مطران خليل مطران، وصاح بطريقته: «متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي، متفرد بعنائي»، ناشدا حلولاً مَا في ذات أخرى، عساه يتخلص من عذاب الواقع ووخزاته الأليمة عبر لازمة «اربطيني» التي سدر متوسلا بها، ملقيا قميص مأساته على وجه المتوسَّل إليها، ممنيا النفس بأن يرتد بصيرا وهو يتطلع إلى تلقي توسله بقبول حسن، وتحقق الوصال من خلال تمكينه من الإنصات إلى «الحكاية البريئة»، أو تعبيد الطريق أمامه ليرتمي في «كتاب العشق» الذي يحيلنا ههنا على العشق الصوفي والرغبة الجامحة في حلولٍ تَرْجَمَتْهُ لازمة أخرى تمثلت في كلمة «أحتاج» كفعل جاء حضوره النصي بصيغة المضارع ليؤكد على تجربة الفقد والحاجة الملازمتين لذات شاعرة حالمة، وجدت نفسها وجها لوجه في خضم صراع مرير مع واقع رشقها بألفاظ مأساته دون رحمة ( الحطام ـ الحزين ـ النائحات ـ دمعة ـ جرح)، ولم تجد خلاصا يزيل عنها صخرة العذاب السيزيفية، لا سيما بعدما عَنَّ الوصال، ونُعِيَ في نهاية القصيدة، فطفقت تخصف عليها من ورق الحلم ، وتصرخ بوضع مُعَلَّقَةٍ وجدت نفسها في سعيره:
«اربطيني على حلم أزرق يتهادى
بين موجتين
بين سماءين
بين شمسين».
وفي معرض رده على تدخلات الطلبة، ركز الشاعر رضوان خديد على ما سماه «الموجدة الصوفية» التي تؤثث قصيدته «كشهوة ما»، محيلا على الدلالة الأنتروبولوجية (وهو باحث أنتروبولوجي بالمناسبة) لكلمة «اربطيني» المرتبطة بحالة الهيجان والصراخ بالأضرحة على الخصوص، في تلميح منه إلى ذلك «الجنون الخصوصي» بتعبير «جاك لاكان» الذي يملك عليه مشاعره، ويتخبطه من الإبداع، مشيرا إلى ارتباطه الإبداعي العميق بالبحر على الخصوص، وإلى اتخاذه الطبيعة ملاذه المفضل في إطار الجمع بين مفارقة الواقع والحلم المُؤَسَّسِ على الرغبة في الحلول.


الكاتب : نورالدين الطويليع‎

  

بتاريخ : 22/11/2017

أخبار مرتبطة

الإعلان عن ندوة التنمية الثقافية الإفريقية بشراكة مع إقليم أسا الزاك جهة كلميم واد نون   عقدت رابطة كاتبات المغرب

يقال «بضدها تعرف الأشياء»، فلما نتحدث عن القصة القصيرة جدا، نستحضر الأجناس الأدبية والإبداعية الأخرى من قصة ورواية ومقامة وخاطرة

رحل عن عالمنا صباح أمس الأربعاء 1 ماي 2024، الروائي الأمريكي الكبي بول أوستر  عن عمر يناهز 77 عاما بعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *