الاتحاد ولا سامير

محمد الطالبي

حين صرح وزير مغربي في حكومة عزيز اخنوش ذات يوم بأن من يحلمون بعودة لا سامير كشركة للإنتاج وإشعال نارها عالية في فضاء فضالة هم واهمون، فأكيد أن المعني بالكلام ربما لا يعرف أن ولادة الشركة في فترة الاستقلال لم يكن سوى حلم لكن لذوي النفوس الطموحة وكبار المنى، نعم كان حلما لكنه تحقق ووراء القصة رجل وطني كبير اسمه عبد الرحيم بوعبيد، والذي اتخذ القرار استنادا إلى تقارير منجزة في الموضوع سنة 1958، حيث شغل منصب وزير الاقتصاد والزراعة في حكومة أحمد بلا فريج، وقالت الدراسة إن إنشاء مصفاة مغربية سيساهم في الاستقلال الاقتصادي والصناعي للمملكة. وبعد أكثر من عشر سنوات من نشاطها تمكنت الأطر المغربية من الاستفادة من نقل التكنولوجيا والخبرة الفنية من الشركة الإيطالية الأم لأن الأمر يتعلق بالسيادة الطاقية وليس له علاقة بتضارب المصالح وتداخلها لا من قريب ولا من بعيد .
لاسامير أجمل مصفاة بإفريقيا، وأكثرها تجهيزا تكنولوجيا من غيرها، والتي كانت مشروعا للمستقبل لأن الدراسة كانت تتوقع أن ننتج البترول ذات يوم والغاز وغيرهما . ونظرا لما تمثله من أهمية بالغة اقتصاديا وتاريخيا فإن الاتحاد الاشتراكي عبر قيادته الوطنية وعبر فريقه البرلماني ومناضليه النقابيين وأبناء فضالة ظلوا يوما يولون الأهمية القصوى ودقوا كل النواقيس لأجل رفع الحيف عن شركة مازالت باسقة ومازالت حية ومازالت قادرة على الإنتاج وحماية الأمن الطاقي للبلاد، وهو لا يقدر بثمن لأن بدونه سنكون تحت رحمة شركات لا يهمها من استقرارنا وتطورنا إلا حجم ما تجنيه من موارد فقط .

الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 17/08/2023

التعليقات مغلقة.