«بيدوفيل» الشاطئ.. من يحمي أطفالنا؟

إيمان الرازي

استنكر كل المغاربة موقعة «بيدوفيل» الشاطئ الذي تم تصويره في حالة تلبس، وهو يغتصب طفلا بشاطئ الجديدة، وهي جريمة نكراء تقشعر لها الأبدان لا يمكن السكوت عنها، ويجب إلحاق أشد العقوبات بهذا المغتصب الذي هز كيان المغاربة وزعزع الثقة في عملية التخييم التي تقوم بها الجمعيات الجادة والمعروفة في تأطير أبناء الشعب المغربي في المخيمات لعقود خلت إلى اليوم.
في هذا الاتجاه عبر المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، باعتباره مؤسسة مدنية مختصة في قضايا التربية والتكوين، عن الألم الشديد والاهتمام البالغ بما تتداوله مجموعة من المواقع حول واقعة الاعتداء الجنسي على أطفال قاصرين يدعي الجاني أنه «ينظم مخيما لهم بمدينة الجديدة»، حيث أكد المرصد الوطني نفسه أن التنشئة الاجتماعية مسؤولية الجميع بدءاً من الأسرة والمؤسسات التربوية الحكومية منها والمدنية والشارع والإعلام، مجددا اعتزازه بعطاءات وتضحيات الأغلبية الساحقة للسيدات والسادة عضوات وأعضاء أغلب الجمعيات الوطنية والمحلية ببلادنا، وتفانيهم في مهامهم التربوية والجمعوية في شتى المجالات، وخصوصا التربوية منها.
هذا وقد ذكر ذات البلاغ بالتضحيات الجسام لمجموعة من مناضلات ومناضلي جمعيات وطنية منذ تأسيس اللبنات الأولى للعمل الجمعوي الجاد فجر استقلال المملكة المغربية، وبالهامات الوطنية قبل الاستقلال وأثناء تحقيقه وبعده خلال بناء أسس المغرب الحديث، وذلك بالمساهمة في تكوين أجيال من الشباب تحملوا المسؤولية بوطنية وأخلاق عالية في كل المجالات والمستويات. منبها إلى خطورة خلط أوراق واقعة الاعتداءات الجنسية على الأطفال من جهة وواقع المخيمات ببلادنا من جهة ثانية، والتي تقوم أغلب مؤسسات التخييم بأدوار وطنية تساهم في ترسيخ أخلاق المواطنة القائمة على مبدأ الحقوق والواجبات. وتعبيرا من المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين عن الموقف مما يقع بين الفينة والأخرى من اعتداءات جنسية وتحرش على أطفال أبرياء من قبل « منعدمي الضمير والأخلاق « بمجموعة من مواقع مؤسسات تربوية جمعوية مدنية أو حكومية ( كتاب – روض – مسجد – مخيم – قسم – الشارع العام … كما تم تسجيله خلال سنوات مضت ) فإنه يشدد على موقفه الراسخ والمتمثل في رفض وإدانة أي شكل من أشكال الفساد الأخلاقي من تحرش واعتداء جنسي، وكل فعل حاط بالكرامة وكل ما من شأنه أن يناقض المواثيق والقوانين والأديان والأعراف.
كما يجدد التأكيد على أن هذا النوع من الأحداث – والتي تقع اليوم في بعض المؤسسات تصرفات غير محسوبة العواقب من طرف البعض القليل من ” الفاقدين للتجربة ” أو أصحاب الحالات المرضية ” – يسيء لأدوار العمل الجمعوي الجاد والمسؤول ويسيء للمجتمع وطنيا ودوليا، داعيا النيابة العامة إلى تعميق البحث في الأحداث بأسبابها وظروفها وامتداداتها واتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة لتطبيق مقتضيات الدستور والقانون الملائم لخطورة الأفعال الخطيرة تجاه طفولة بريئة .
ويسجل ذات البلاغ، باعتزاز، سرعة تجاوب النيابة العامة مع الحدث واتخاذ التدابير الضرورية بشأنه مطالبا الجهات المعنية بمقاربة شمولية تدمج الأبعاد التربوية والحقوقية والنفسية والإعلامية تجاه الأطفال ضحايا هذا الاعتداء الشنيع ودعم كل المبادرات التي يقوم بها مختلف المتدخلين والفاعلين في مسار التنشئة الإجتماعية بشكل متكامل لبناء مجتمع حداثي منفتح مؤمن بثقافة الاختلاف ومتشبع بقيم الأخلاق والمواطنة .

الكاتب : إيمان الرازي - بتاريخ : 17/08/2023

التعليقات مغلقة.