احتراماتي سيدتي! Mein Respekt, Frau

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

المغربية التي أطلت من بوابة سفارة ألمانيا في يوم 24 أبريل الجاري، وسارعت إلى مواجهة المعتدين على علم بلادها،
لم تخلق البوووز.
ولم تتداول اسمها القنوات
ولا المواقع
ولا الصفحات..
لم تبحث عن شهرة بالحديث في السياسة
بل أشهرت وطنيتها ببساطة بطولية.
لم تتحدث في العقيدة
بل امتشقت إيمانها في وجه المعتدين
ولم تُفت في شؤون العلم
بل جعلت العلم شأنها..
كانت تتصرف كما علمتها مغربيتها الأولى:العلم، الضرابو خاصو يبقى عالي
مرفوع.
العاملة المغربية في السفارة، فعلت ما اعتقدته واجبا غريزيا، تلقائيا
ولم تهتز شعرة واحدة من رأسها
خوفا أو هلعا
أو احتياطا..
أو حدثتها نفسها:
ماذا لو طعنوك؟
ماذا لو ضربوك؟
لا، كانت تتبع حدسها الأمومي وهي تنقذ علم بلادها
وتطرد المعتدين عليه، وهم يجرون لا يلوون على شيء..
هزت السلم الذي استعمله المعتدي لإنزال الراية من أعلى السفارة المغربية في ألمانيا.
بيدين من حناء وكرامة
عاملة مغربية بسيطة
بهية
بغطاء رأسها الملون بالفستقي.
وكنزتها باللون العقيقي..
و»الفالضا المعتادة،
كما يمكن أن نراها في أزقتنا
أو في بيوتنا وفي أسواقنا،
تهز السُّلم
دون أن تبالي
دون أن تأخذ أي احتياط
دون تفكير سوى ما يمليه قلبها عليها من نشيد جسدي
كلما رفرفت الراية.
سوى ما يسري في دمها من سمو
ومن قوة..
صورتها وهي تدفع المعتدين
وهي تطردهم
وهي تحمي بجسدها الأنثوي، راية بلادها
صورة للخلود
وللتربية على الوطن.
لا أحد غيرها، سواها والعامل الآخر في السفارة
وحدهما دافعا عن راية الدولة
وراية الوطن
وراية الشرف
وراية العزة
وراية الغضب الصاعد من الأعماق ..
لم تتسلق أي قمة
لتضع فوقها علم بلادها
هي كانت القمة، وهي التي دافعت عن قمة الانتماء الحي واليانع في القلب وفي الشرايين..
آااه
للذين أرادوا إسقاط الراية
أسقطتهم
ومنعتهم من التمثيل بها..
احتراماتي سيدتي
Mein Respekt, Frau

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 29/04/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *