«صَوْتُ عَبْدِ السَّلامْ»

إلى روح الشاعر العربي الكبير، شاعر الجماليات العليا عبد السلام بوحجر

1
زارَنِي في المَنَامْ،
صَوْتُ عَبْدِ السَّلَامْ
قالَ لِي:
-صَاحِبِي ، لا تَقُلْ مَاتَ عَبْدُ السَّلَامْ
صَاحِبِي،
لَا تَقُلْ لِمهَا مِثْلَ هَذَا الْكَلامْ…!
فَمَهَا
قَــلْبُهَا…عَــقْلُها
رُوحُهَا…شَكْلُها
بَعْــضُهَا…كُــلُّهَا
خُلِقُوا لِلْغِنَاءِ عَلَى الهَاءِ، لَا…
لِلْبُكَاءِ عَلَى نَغَمٍ قَد طَوَاهُ الْمَقَامْ
-نُقطَةٌ(. )
لا، لِنَعْيِ المُغَنِّي بُعَيْدَ سَلَامِ الإِمَامْ (…)

2
-صَاحِبي،
هِيَ تَهْوَى رَسَائِلَ حُبِّي
أَنْ تَكُونَ بِقُرْبِي
مَوَاعِيدَ قَلْبِي
شَمَالَ…هُبُوبِي
وشَرْقَ…غُرُوبِي
وَمِسْكَ الْخِتَامْ…!

3
– صَاحِبِي،
هِيَ تَهوَى عِناقِي أَمَامَ رِفَاقِي
مَتى أَزِفَتْ لَحَظَاتُ الفِرَاقِ- الخِصَامْ
حِينَ يَسْرِقُنَا الوَقْتُ مِنَّا
وَيَأْخُذُنَا الْحُبُّ نَحْوَ سَرِيرِ الْغَرامْ
كَيْ أُعِيدَ صِيَاغَتَهَا
رَسْمَهَا
كَيْ تَرَانِي هُنَا قُرْبَهَا
قَبْلَهَا
بَعْدَهَا
كَيْ أَرَاهَا – أَنَا – دَائمًا فِي الأَمَامْ… !

4
صَاحِبي،
قُلْ لَها أَنْ تَنَامْ
كَيْ أطارِدَهَا فِي المَنامْ
كيْ أحَاصِرَهَا بِالْهُيامِ الذِّي
يرْتَدِي شَوْقَنَا مُنْذُ عَامْ
وَ يُضِيءُ -هُنا- لَيْلَنَا كُلَّ عَامْ
يَسْتَعِيدُ مَلامِحَنَا
وَ يُحَاوِرُنَا كهَدِيلِ الْحَمَامْ
-قَالَ عَبْدُ السَّلَامْ:
لَكُمَا…عَنْكُمَا
كَانَ أَنْ، كُنْتَ.أنْ، كُنْتِ أنْ …كُنْتُمَا…
ذَاهِبَيْنِ مَعًا نَحْوَ بَرِّ الأَمَانْ
تَشْرَبَانِ الْهَوَى مِن ْدِنَانِ الْحَنَانْ
كَالْيَمَامْ،
تَقْرَآنِ السَّلَامَ وآيَ الوِئَامْ
-صَاحِبِي،
لَا، لِكُورَالِ طُقُوسِ الخِتَامْ !…

5
– صَاحِبِي،

لَا بَدِيلَ لَنَا
عَنْ غِنَاءٍ وَرَقْصَةِ وَصْل ٍ

يُتَرْجِمُهَا وَتَرٌ سَابِعٌ طَالِعٌ مِنْ ضُلُوعِ المَقَامْ

-نُقطَةٌ(. )

هَا هُنَا بَعْثَرَ الصَّمْتُ صَوْتَ الْكَلَامْ …؟!

6
-صَاحِبِي،
لَيْتَنِي
صَوْتُ عَبْدِ السَّلَامْ
لَيْتَنِي
قُرْبَ عَبْدِ السَّلَامْ
لَيْتَنِي
قَبْر عَبْدِ السَّلَامْ
لَيْتَنِي
متُّ قَبْلَكَ عَبْدَ السَّلَامْ
لَيْتَنِي

مَعَهُ، أَحْتَسِي خَمْرَةً مِنْ لَذِيذِ المُدَام ْ
-نُقطَةٌ(. )
عُدْ إِلَى السَّطْرِ يَا صَاحِبِي
لا تَكُنْ ، كَسَمَاسِرَةِ الشِّعْرِ تُجَّارِ رِيعِ الْكَلَامْ…!
صَاحِبِي،
هِيَ تَهْوَى الْخُلُودَ الدَّوَامْ… !
لَا تَقُلْ لِمهَا
عُمُرِي اِنْتَهَى
قَبْلَهَا
قَبْلَهَا
-صَاحِبِي،
لَا تَقُلْ مِثْلَ ذَاكَ الْكَلامْ
-صَاحِبِي ،
لا تَقُلْ مَاتَ عَبْدُ السَّلَامْ
لا تَقُلْ مَاتَ عَبْدُ السَّلَامْ
لا تَقُلْ مَاتَ عَبْدُ السَّلَامْ…؟ !


الكاتب : إسماعيل علالي

  

بتاريخ : 11/01/2019

أخبار مرتبطة

للحديث عن تجربة الأستاذ أحمد المديني الإبداعية لا مناص لكلّ دارس من العودة إلى بداياته الأولى، بالانطلاق من باكورته القصصية

  تسعى هذه المداخلة إلى بيان كيف استطاع المؤلف وبقدرات فنية عالية الدقة أن يشتغل على توظيف المتخيل أو المحكي

علاقتي بشعر عبد الكريم الطبال، علاقة قديمة ترتد إلى أيام الطلب الجامعي، وإلى عهد «العلم الثقافي» الأغر الذي طلع علينا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *