المغرب يخسر صدارته القارية في جاذبية الاستثمار في الطاقات المتجددة

المغرب يترك مقعده لمصر بعدما تهاون في إخراج العديد من المشاريع المتعثرة 

 

سجل المغرب تراجعا للعام الثاني على التوالي في تقرير جاذبية البلدان للاستثمار في الطاقات المتجددة (RECAI) ، الذي ينشره سنويا مركز الأبحاث والدراسات البريطاني «إرنست أند يونغ».

وأخفق المغرب، الذي ظل لعدة سنوات يتصدر موقع الريادة في إفريقيا و منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حسب مؤشر جاذبية قطاع الطاقات المتجددة، في الحفاظ على مكانته بعدما تمكنت مصر من التفوق عليه في الإصدار الأخير من هذا المؤشر العالمي.
وأصبح المغرب اليوم يحتل المركز الرابع عشر في مؤشر RECAI 2020 ، بعدما كان في المرتبة 13 في الترتيب الدولي السابق لهذا المؤشر الذي يصنف أكثر 40 دولة جذابة للاستثمار في الطاقات المتجددة ، أي خلف مصر التي جاءت في الصف الثاني عشر، مستمرة بذلك في تحسين موقعها في هذا المجال، بفضل سياسة استباقية على مستوى الاستثمار في الطاقات المتجددة وإطار تنظيمي جذاب للغاية. ففي عام 2018 ، اعتمدت مصر خطة استراتيجية متكاملة جديدة للطاقة المستدامة تهدف ، بحلول عام 2025 ، إلى تطوير قدرة إنتاج الكهرباء الخضراء التي تبلغ 61000 ميغاوات ، أزيد من نصفها بقليل بواسطة الطاقة الشمسية. وكان أداؤها عام 2019 متميزا على هذا النطاق، حيث شهدت الصحراء المصرية إطلاق العديد من مشاريع الطاقة المتجددة ، بدءا من أكثرها شهرة ، وهي حديقة بنبان الشمسية التي تعد واحدة من بين أكبر المحطات الشمسية في العالم بتوفرها على 7.2 مليون لوحة من الألواح الضوئية  بسعة تصل إلى 400 ميغاوات تقريبًا (مقابل 582 ميغاواط التي تنتجها محطة نور المغربية في ورزازات).
في المقابل ، سجل المغرب ، الذي تراجع في الترتيب الدولي للمرة الثانية على التوالي (عام 2018 كان في المرتبة 12) ، سنة بيضاء تقريبا خلال 2019 من حيث تحسين قدراته في إنتاج الطاقة المتجددة ، مع العلم أن العديد من المشاريع تعاني من التعثر في تحقيقها. وفي السجل العملي، لم يفعل المغرب شيئا يذكر خلال العام الماضي، في حين أن مشكلة الضغط المتوسط ​​والمنخفض لا تزال لم تحل بالنسبة لمشغلي القطاع الخاص الذين يرغبون في الاستثمار في إطار القانون 13-09.
وعلى المستوى الدولي لم يطرأ تغيير كبير على مستوى الدول الخمس التي تحتل صدارة التصنيف في مؤشر ريكاي ، باستثناء تبادل المراتب بين الهند التي أصبحت تحتل المرتبة الثالثة و فرنسا والتي تراجعت إلى المركز الرابع ، في حين أن الصين لا تزال تتربع على مركز الصدارة في هذا المجال الحيوي الذي يشهد سباقا محموما بين الدول.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 28/05/2020