إضفاء البعد الإنساني على مقاربة : قضية الهجرة.. السمة البارزة لنقاشات وحوارات مؤتمر مراكش

تواصلت، يوم أمس، بموقع باب إيغلي وسط مدينة مراكش، النقاشات والحوارات والاجتماعات الثنائية، ومعها تقاطعت وجهات النظر حول إضفاء البعد الإنساني على مقاربة قضية الهجرة، وذلك في ضوء الاتفاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة، الذي تمت المصادقة عليه خلال اليوم الأول من المؤتمر الحكومي الدولي حول الهجرة.
وفي سياق هذه الرؤية الإنسانية النبيلة، تندرج الدعوة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى المؤتمر الحكومي الدولي حول الهجرة بمراكش من أجل “إقامة نظام جديد للهجرة، أكثر عدلا وأكثر إنسانية”.
وهنا اعتبر جلالة الملك أن هذا الخيار الوسطي في معالجة قضية الهجرة يضع السيادة التضامنية في مواجهة القومية الإقصائية، وتعددية الأطراف مقابل الانغلاق والمسؤولية المشتركة ضد اللامبالاة المكرسة مؤسساتيا، قائلا في هذا الصدد “ذلكم هو جوهر هذه القضية: وضع حد لحالة الفوضى وانعدام النظام مع الحرص على إضفاء طابع إنساني على النظام المنشود”.
وفي يومه الثاني، انكب المشاركون في هذا المؤتمر العالمي الوازن، من خلال برمجة غنية شملت ثلاث جلسات عامة وجلستين حواريتين وعددا من اللقاءات الثنائية، على بحث سبل تدبير أفضل لظاهرة الهجرة في ضوء اتفاق مراكش التاريخي وغير المسبوق، سعيا نحو تكريس مقاربة إنسانية، تشاركية وتضامنية في مختلف أبعادها.
وهنا، يجمع المشاركون على اعتبار الميثاق وثيقة هامة تطمح إلى أن تشكل مرحلة جديدة في مسلسل التعاون الدولي الهادف إلى تدبير أفضل لظاهرة الهجرة التي تتطلب “تضامنا مسؤولا”.
وللإشارة، فإن المؤتمر في يومه الأول شهد تنظيم جلستين عامتين وعدة جلسات للحوار، تناولت ظاهرة الهجرة من مختلف جوانبها، حيث أكد ممثلو الدول المشاركة والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاعات العمومية على أن الميثاق الدولي للهجرة الذي صادق عليه المؤتمر، يشكل لبنة جديدة في مسلسل تعزيز تعددية الأطراف.
وأوضح المتدخلون، خلال هذه الجلسات، أن الميثاق الدولي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة يعتبر كذلك آلية لتدبير الهجرة تعتمد على التعاون الدولي، وتحث على التنسيق بين جميع الفاعلين المهتمين بالهجرة، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أوالدولي.
واعتبروا أن الميثاق الدولي للهجرة تمت المصادقة عليه في الوقت المناسب، على اعتبار أن تدفقات الهجرة ما زالت قائمة، ويمكن أن تتفاقم في أي وقت، نظرا لتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية لمجموعة من البلدان من مختلف مناطق العالم وبسبب التغيرات المناخية، مضيفين أن الميثاق سيساهم في وضع حد لانتهاك حقوق المهاجرين، بما أنه وثيقة تضفي طابعا إنسانيا على تدبير الهجرة.
وخلال اليوم الثاني من هذا المؤتمر الدولي، استأثر البعد الإنساني بقسط وافر من النقاشات والحوارات والاجتماعات، قصد ربط الشراكات والقيام بمبادرات والاستلهام من التجارب النموذجية في مجال الهجرة، على غرار تلك التي تم تبنيها من طرف المغرب تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس.


بتاريخ : 12/12/2018