الحفاظ على نظافة الأحياء .. أكبر تحديات يوم عيد الأضحى وما بعده

آلاف الأطنان تُرمى في الشارع العام مباشرة بعد الذبح

يشكّل الحفاظ على نظافة الأحياء أحد التحديات الكبرى خلال يوم عيد الأضحى والأيام التي تليه نظرا لحجم مخلّفات الذبح التي يتم التخلي عنها، سواء تعلّق الأمر بجلود الأضاحي»بطانة الأغنام» أو «الأحشاء» وما يتواجد بداخلها، وهو الأمر الذي يجعل الأطباء البياطرة يوجهون في هذا الإطار عددا من النصائح للمواطنين، على رأسها مدة توقف تسليم الأكل لها قبل يوم النحر.
تحدّ، يتطلب وعيا جماعيا من طرف المواطنين بعدم رمي المخلّفات في أي مكان، وعلى قارعات وملتقيات الطرق، والقطع مع مجموعة من المظاهر الشائنة المرتبطة بـ «تشواط» رؤوس الأغنام في كل ركن وزاوية، نموذجا، مع ما يترتب عن ذلك من تلويث مادي ومعنوي للفضاءات، وغيرها من السلوكات الضارة الأخرى، التي تفاقم من حدة الضرر، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تعرفها بلادنا خلال هاته الأيام. وإلى جانب هذا الوعي الجمعي يتعين كذلك على المصالح المختصة من جماعات ترابية وشركات مفوض لها تدبير مرفق النظافة، وشركات التنمية المحلية المعنية بالبيئة، كما هو الحال بالنسبة لمدينة الدارالبيضاء، تكثيف الجهود وتوفير الموارد البشرية واللوجستيكية لبرمجة تدخلات قبلية وآنية ثم بعدية، تمكّن من الحفاظ على نظافة الأحياء.
وإذا كانت بعض الجماعات تسارع الزمن لتحقيق هذه الغاية من خلال برمجة حملات توعوية وتحسيسية في صفوف المواطنات والمواطنين، فإن التدابير المتخذة على مستوى أخرى تؤكد وجود فارق كبير في القدرة على التفاعل والتعاطي مع هذه المناسبة، كما أن عملية توزيع الأكياس البلاستيكية على المواطنين هي الأخرى يطبعها التباين، بالنظر إلى أن الخطوة تتم في كثير من الحالات باعتماد العشوائية وغياب التتبع، من خلال وضع كل مكونات المجتمع المدني في سلّة واحدة، الأمر الذي يجعل البعض يقوم بمهمته التواصلية والتحسيسية على أكمل وجه، مع تسليم شفاف للكميات التي توصّل بها، في حين أن البعض الآخر يتعامل مع الأمر بشكل مزاجي وتتم عملية التوزيع على المقرّبين وباعتماد معايير خاصة، إذ أن البعض حوّل العملية إلى حملة ذات بعد انتخابوي، ضدا عن كل القيم والمعايير الأخلاقية؟
ويرتفع حجم النفايات المتعلقة بمناسبة عيد الأضحى بشكل لافت للانتباه على الصعيد الوطني، إذ تشير الأرقام إلى أنه على مستوى تطوان نموذجا، تم خلال عيد الأضحى الفارط لسنة 2022 جمع 1200 طن من المخلّفات، خلال نفس اليوم، بينما في طنجة وبعد حوالي 12 ساعة عن موعد الذبح تم جمع 3900 طن، أما في الدارالبيضاء فخلال مدة ثلاثة أيام تم جمع ما يقارب من 32 ألف طن من النفايات، وهو ما يعكس حضورا كبيرا لمختلف «البقايا» المرتبطة بهذا الحدث والتي تتطلب جهدا استثنائيا للتعامل مع الوضع خلالها، حفاظا على النظافة وعلى البيئة، لوضع حدّ للروائح النتنة، والقضاء على كل النقاط السوداء التي يمكنها أن تصبح أمكنة لتجمع الحشرات والكلاب الضالة وغيرها من التفاصيل التي تتسبب في أضرار من مستويات مختلفة، وهو ما يفرض اعتماد عمليات الجمع المنظم والمعقلن المرفوقة بالتعقيم أيضا.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 28/06/2023