أزمة الدواء تتفاقم حدتها في زمن الجائحة الوبائية

تعيش الصيدليات، سواء التابعة للمستشفيات أو تلك التي تصرف الأدوية للمواطنين والموطنات، أزمة كبيرة، تتجلى في انعدام أدوية وندرة أخرى، خاصة تلك الموجهة لعلاج المرضى المصابين بفيروس كوفيد 19. أزمة ترخي بظلالها على الصيدليات منذ شهر يوليوز، وازدادت حدّتها تفاقما شهر غشت الجاري، ويبقى فيتامين الزنك «زيناسكين»، أبرز الأدوية المنقرضة لسبب غير مفهوم وفي غياب أي جواب، لا من مديرية الدواء والصيدلة بوزارة الصحة ولا أية جهة أخرى معنية، علما بأنه يعتبر فعالا في رفع مناعة المرضى، وتركيبة المادة في أقراصه هي أكبر بكثير من تلك المتوفرة في مكملات غذائية أخرى، كما أن سعره في المتناول، خلافا لعلامات تجارية أخرى التي يتم صرفها بسعر مضاعف 5 مرات وأكثر.
وإذا كان «الدواء» المذكور منعدما كلّيا، فإن «فيتامين س»، تراجعت أعداد علبه في الصيدليات وغاب في أخرى بشكل كلّي، علما بأنهما معا ضروريان لمواجهة الفيروس والتخفيف من تبعاته ولرفع مناعة المرضى، إلى جانب «الفيتامين د». وضعية عاشها المرضى خلال كل المراحل التي قطعتها الجائحة الوبائية في بلادنا وعلى امتداد موجاتها المختلفة، ورغم ذلك يتكرر نفس السيناريو، في غياب أي تدخل مسؤول، لتفادي «انتكاسات» مماثلة، باتت تتكرر أكثر من مرة، وهو ما يعتبره العديد من المتتبعين والمهتمين بالشأن الصحي، تعاملا هاويا مع الجائحة من جهة ومع الأمن الصحي للمغاربة بشكل عام.
خصاص، يشمل كذلك مادة الهيدروكسيكلوروكين، هذا الدواء الذي بات بدوره غير متوفر بالشكل الذي كان عليه سابقا، وهو ما جعله يغيب عن العديد من الوصفات الطبية التي يتم تحريرها للمرضى، مقابل الاكتفاء بمضاد حيوي ومكملات فيتامينية، هذا في الوقت الذي يطالب متتبعون للشأن الصحي بفتح نقاش علمي يخص مجموعة من الأدوية التي بينت فعاليتها في علاج الفيروس ومتحوراته في دول أخرى، بينما ينعدم كل حديث عنها في المغرب ولا تزال خارج قائمة البروتكول العلاجي الموصى به لعلاج المصابين بكوفيد 19؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 25/08/2021