أمرابط.. نجم شق الغابات للتألق مع المغرب في المونديال

سلك سفيان أمرابط طريق شقيقه الأكبر نور الدين، ليصبح لاعب كرة قدم محترفا، فلاعب «أسود الأطلس» الذي خطف الأنظار في نهائيات كأس العالم 2022، ولد في 21 غشت 1996 في بلاريكوم الهولندية، من عائلة مغربية كانت سعيدة وهي تشاهد ابنها الأكبر يترك الملعب لشقيقه الأصغر في مباراة… بمونديال 2018.
ومنذ صغره كان يلعب كرة القدم يوميا مثل جميع الأطفال، وكان حلمه أن يكون لاعبا محترفا مثل شقيقه، فبدأ مسيرته في أكاديمية أوتريخت، وقال عن تلك الفترة: «لم يكن الأمر سهلا في الأكاديمية، كنت أذهب إلى المدرسة يوميا، وأقضي يوما طويلا، وهذا ليس بالأمر السهل على طفل، رأيت الكثير من اللاعبين الذين أنهوا مسيرتهم في الأكاديمية وتوقفوا لأنهم أرادوا الاستمتاع بقضاء الوقت مع الأصدقاء، كنت أغادر المنزل في الثامنة صباحا بالدراجة وأعود عند الثامنة والنصف مساء، كنت آخذ دراجتي بعد المدرسة إلى محطة الحافلة ومنها إلى القطار لأتوجه إلى أوتريخت، لم يكن الأمر سهلا، كانت أياما صعبة، كنت أرغب في الوصول إلى حلمي».
وأضاف: «أخبرني والداي عندما كنت طفلا أنه من المهم العمل إذا أردت تحقيق شيء ما في حياتك، وكان أخي نور الدين قدوتي.»
وعمل سفيان بشكل يومي من أجل المحافظة على جاهزيته، قائلا: «كرة القدم بالنسبة لي أسلوب حياة، إنها ليست مجرد تدريب، أعود إلى المنزل وأتعافى وأتناول الطعام الصحي، وبالنسبة لي من السهل تقديم التضحيات لأنني أعرف ما أريد، بالنسبة لي كان من المهم دائما أن أجعل والدي فخورين، ولجعل عائلتي فخورة فهذا كان دافعا إضافيا، وكنت أعمل كل شيء لتحقيق ذلك».
ولفت لاعب فيورنتينا الإيطالي إلى أنه عندما كان صغيرا لم يكن لديه الكثير من الأصدقاء، لأنه كان دائما مشغولا، ولم يكن لديه الوقت، بين الذهاب إلى المدرسة والتدريب.
ولطالما أحب سفيان الضغوط، وأخبر وكيل أعماله في وقت سابق أنه لا يشعر بالقلق في المباريات الكبيرة، ويحب اللعب دائما في الملاعب الممتلئة، خاصة عندما تطلق الجماهير الصافرات ضده وهو ما يريده دائما.
ووصف أمرابط اللعب في قارة إفريقيا مع منتخب بلاده بالعالم الآخر، لاسيما وأن المرافق ليست مثل أوروبا، الملاعب قديمة وفقيرة، لكن دائما ما تكون مغامرة رائعة بالنسبة له، وكشف: «ذات مرة لعبنا على ملعب اصطناعي، وكان الأمر أشبه باللعب في الغابة، لا تريد أن تلعب على هذا الملعب كل أسبوع لكنها كانت تجربة رائعة».
وكان سفيان في طريقه إلى تمثيل هولندا، بعدما كان يلعب على مستوى الناشئين لمنتخب هولندا، لكن تأهل «أسود الأطلس» إلى نهائيات كأس العالم تحت 17 عاما في الإمارات، غير وجهته، بعدما زار مدرب هولندي مسؤول عن منتخب المغرب حينها والديه، وقال لهما: «نريده أن يذهب إلى كأس العالم للناشئين».
وكشف سفيان أنه لم يستطع قول لا، لذلك قرر بعدها تمثيل المغرب ولعب لمنتخبي تحت 20 عاما وتحت 23 عاما، واستدعاه بادو الزاكي لأول مباراة دولية مع المنتخب المغربي الأول عندما بلغ 18 عاما، ولم تكن مباراة رسمية.
رغم خوضه مباراة مع المغرب، لفت أمرابط إلى إجراء نقاشات معه من قبل الاتحاد الهولندي بقيادة ديك أدفوكات ورود خوليت، وذكر: «لقد ذهبت للقائهما مع وكيل أعمالي، كانت محادثة رائعة، تحدثنا لمدة ساعدني وأخبرني أدفوكات أنه يريدني في المنتخب الهولندي، وسمع رئيس الجامعة الملكية المغربية بما حدث، فتمت دعوتي لحضور مواجهة ضد الغابون ضمن تصفيات كأس العالم، وفاز المغرب 3 – 0 في الدار البيضاء، كان الملعب ممتلئا تماما، الأجواء لا تصدق وحتى الآن أشعر بالقشعريرة لذلك، كنت أعرف حينها أنني لا أستطيع اللعب لبلد آخر، بعد أسبوع اتصلت بأدفوكات وأخبرته أنني أريد تمثيل المغرب فقط.
ومنذ موسم 2019 – 2020 يرتدي سفيان أمرابط رقم 34 تكريما لزميله عبدالحق نوري، لاعب أياكس أمستردام، الذي عانى من أضرار جسيمة بالمخ بعد تعرضه لأزمة قلبية في الملعب عام 2017.
بدأ لاعب خط الوسط في أوتريخت ثم فينورد الهولنديين، وبعدها ارتدى قميص نادي بروج البلجيكي ثم فيرونا الإيطالي ويتواجد حاليا في فيورنتينا.
وشارك مع المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم 2018، ويعد العرس العالمي الحالي الثاني في مسيرته، وبات أحد أبرز الأسماء التي تمكنت من قيادة منتخب «أسود الأطلس» إلى ربع النهائي، للمرة الأولى في تاريخه.
ويعد سفيان أمرابط الذي حل بديلا لشقيقه نور الدين أمرابط في الدقيقة 76 ضد إيران في كأس العالم 2018، أول لاعب في تاريخ المونديال يدخل مكان شقيقه.


الكاتب : «عن موقع بين سبورت»

  

بتاريخ : 09/12/2022