أمين عدلي أحد مفاتيح إنجاز ليفركوزن التاريخي

من المعروف أن فريق باير ليفركوزن، المتوج حديثا بالدوري الألماني لكرة القدم، لديه قدرة على رصد مواهب شابة سواء داخل ألمانيا أو خارجها، والعمل على صقلها وتطويرها، وبالتالي الرفع من قيمتها التسويقية وجني الأرباح الرياضية والمادية منها مستقبلا.
وشهد نادي ليفركوزن في صفوفه الكثير من المواهب الشابة التي تألقت معه في الأعوام الماضية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: نجم ريال مدريد توني كروس ولاعب أرسنال غاي هافرتس ونجم دورتموند يوليان برانت ونجم الكرة الألمانية ميكائيل بالاك والأسطورة رودي فولر، الذي لعب لفريق ليفركوزن وشغل أيضا منصب المدير الرياضي بالفريق لسنوات عديدة.
وفي هذا الموسم أيضا، يزخر نادي باير ليفركوزن بمواهب شابة أبرزها فلوريان فيرتس، الذي تبلغ قيمته السوقية أزيد من 100 مليون يورو، رغم أن عمره لا يتعدى 20 عاما.
ومن الوجوه العربية المتألقة حاليا بنادي ليفركوزن هناك المغربي أمين عدلي. فقد ساهم الدولي المغربي، البالغ من العمر 23 عاما، بشكل جيد في تألق ناديه هذا الموسم في مختلف المسابقات التي يشارك فيها سواء محليا أم أوروبيا.
وبلغ رصيد أمين عدلي التهديفي هذا الموسم لحد الآن 8 أهداف سجل منها 5 في مسابقة كأس ألمانيا التي بلغ فيها رفاقه المباراة النهائية، التي ستجري في آواخر شهر ماي المقبل .
وعانى عدلي بداية الموسم، حيث ظل حبيس دكة البدلاء في الكثير من المباريات خاصة مباريات الدوري الألماني. لكنه عرف كيف يستفيد من الثقة التي منحها له المدرب الإسباني تشابي ألونسو في بعض المباريات، التي شارك فيها كأساسي سواء في الدوري الأوربي أو كأس ألمانيا.
وتألق عدلي الملفت في الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد العودة من مشاركته في كأس أمم إفريقيا مع المنتخب المغربي، جعل المدرب ألونسو يعتمد عليه في المباريات المهمة كلاعب أساسي وفي أدوار مختلفة سواء كجناح أيسر أو حتى كقلب هجوم. وساهم التوظيف الجيد من طرف المدرب ألونسو في تألق عدلي بشكل لافت سواء كهداف أو كممرر حاسم، مما جعله ينتزع الرسمية في الكثير من المباريات، آخرها المباراة الحاسمة التي فاز فيها ليفركون على منافسه بريمن بخمسة أهداف نظيفة، وتوج فيه عدلي مع ليفركوزن بلقب الدوري الألماني للمرة الأولى في تاريخه.
وبهذا التتويج أصبح عدلي ثاني لاعب مغربي يُتوج بالبوندسليغا على التوالي بعد نصير مزراوي رفقة بايرن ميونخ في الموسم الماضي، والثالث بعد المعتزل مهدي بنعطية، المدافع السابق لبايرن ميونخ.
وعلى الصعيد الدولي كان أمين عدلي قد خطف الأنظار بداية العام، بعدما قرر اللعب لمنتخب المغرب الأول  بدلا من فرنسا، مستفيدا من لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التي تمنح اللاعبين من أصحاب الجنسيات المزدوجة حرية اختيار المنتخب الأول الذي سيدافعون عن ألوانه. وسبق لعدلي أن لعب 5 سنوات بقميص فرنسا وشارك في مختلف تصفيات البطولات الأوروبية. بل أيضا لعب ضمن قائمة المنتخب الفرنسي لتحت 21 عاما، التي شاركت في كأس أمم أوروبا الأخيرة. لكن عدلي قرر اللعب للمنتخب المغربي الأول وظهر لأول مرة بقميص أسود الأطلس في المباراة الودية التي جمعت المغرب وبوركينافاسو في مدينة لانس الفرنسية. كما شارك في بطولة أمم إفريقيا الأخيرة في كوت ديفوار، والتي لم يظهر فيها الفريق الوطني بالمستوى المنتظر وودع البطولة من دور 16.
لكن ومع التألق الأخير لأمين عدلي مع ليفركوزن وتتويجه بلقب الدوري الألماني واقترابه أيضا من لقبي كأس ألمانيا والدوري الأوروبي، تتوقع الجماهير المغربية أن يشكل ذلك حافزا قويا لدفعه لتقديم مستوى أفضل وأقوى مع المنتخب المغربي في المسابقات الدولية المقبلة، لكن شريطة أن يحسن المدرب وليد الركراكي توظيف نجمه المغربي للاستفادة من كل إمكانياته، مثلما يفعل مدرب ليفركوزن تشابي ألونسو.


بتاريخ : 18/04/2024