أوناحي وبوفال من صراع الهبوط في أنجي إلى نجومية كأس العالم

إن أخبرت أحد مشجعي نادي أنجي الفرنسي، القابع في ذيل دوري الدرجة الأولى الفرنسي، أن اثنين من لاعبيه سيكونان ضمن أفضل اللاعبين المشاركين في كأس العالم بقطر 2022، لوصفت بالجنون.
إن عام 2022 لم يحمل أخبارا سعيدة للنادي المنحدر من مدينة الأنهار الثلاثة أنجي في غرب فرنسا، فبعد مرور 15 جولة من البطولة الفرنسية، لم يجمع أنجي سوى 8 نقاط، مما يعني أنه إذا استمر على نفس المنوال حتى نهاية الموسم، فإنه سينهي موسم 2022 – 2023 برصيد 20 نقطة، وهي أقل حصيلة لأي نادي في الدوري منذ أن تذيل تولوز موسم 2019 – 2020 برصيد 13 نقطة.
لكن الأمور لم تكن دائما بذلك السوء في ملعب رايمون كوبا، الذي يحمل اسم الأسطورة الفرنسي الأبرز من خريجي النادي. ففي عام 2015 عاد أنجي إلى مصاف الكبار بعد غياب 21 عام قضاها في الدرجات الدنيا للكرة الفرنسية، ومنذ ذلك الحين وهو يحتفظ بمكانه في المنطقة الدافئة في وسط الترتيب كل عام.
وفي أكتوبر 2020 قرر أحد أنجح أبناء النادي في السنوات الأخيرة العودة إلى حيث انطلقت مسيرته الكروية، فوقع الجناح المغربي سفيان بوفال في صفوف أنجي بعد خمس سنوات من مغادرة النادي، فترة اكتسب فيها تجارب مهمة مع ليل الفرنسي، ساوثهامبتون الإنجليزي وسيلتا فيغو الإسباني.
بداية بوفال الثانية كانت بطيئة، حيث شارك في 14 مباراة فقط في الدوري وسجل هدفا وحيدا، لكنه انفجر في الموسم التالي تزامنا مع وصول مغربي آخر إلى الفريق، وهو الشاب عز الدين أوناحي الذي جاء من نادي أفرانش في الدرجة الثالثة الفرنسية.
وقاد الثنائي المغرب أنجي لتحقيق المركز 14 في الدوري الفرنسي، حيث شارك بوفال في 29 مباراة، سجل فيها ثمانية أهداف وصنع خمسة، بينما لعب أوناحي ذو الدور المزدوج بين الدفاع والهجوم في 32 مباراة سجل فيها هدفين وصنع مثلهما.
وغادر الثنائي إلى معسكر أسود الأطلس المتوجه إلى قطر بعد نصف موسم كارثي لناديهما، الذي خسر سبع مباريات على التوالي كلفت المدرب جيرالد باتيكل خسارة مركزه على رأس الإدارة التقنية للفريق. لكن بوفال وأوناحي وضعا كل ذلك خلفهما وانتظما ضمن كتيبة وليد الركراكي ليبدآ رحلة صناعة التاريخ.
لقد أثبت أوناحي، الاسم غير المعروف خارج فرنسا، أنه بمثابة المحرك في قلب القاطرة المغربية التي شكلها الركراكي للضغط على الخصوم بفعالية مطلقة، فلاعب الوسط ذو 21 عاما هو أكثر من قام بعمليات الضغط الدفاعي بين لاعبي الفرق الأربعة المتبقية في البطولة وبفارق كبير، حيث نفذ 321 عملية ضغط دفاعي، بينما اكتفى أقرب ملاحقيه ماتيو كوفاسيتش لاعب وسط كرواتيا بـ 206 عملية مشابهة.
ومن جانبه نال بوفال ثناء الكثير من الجماهير بقدرته على المراوغة والاختراق من الجانب الأيسر، والتي أثبتت أنها إحدى أهم أسلحة المنتخب المغربي الهجومية، خصوصا ضمن نظام لعب يعتمد على التحولات السريعة من الدفاع إلى الهجوم. حيث حقق متوسط 2.4 مراوغة في المباراة، وهو رقم لم يتفوق عليه أحد من الفرق الأربعة الموجودة في نصف النهائي سوى الفرنسي كيليان مبابي (3).
وخلال شهر في قطر نسي الثنائي معاناة صراع الهبوط في فرنسا وأصبحا حديث العالم كجزء من الكتيبة المغربية، التي صنعت التاريخ لتصبح أول منتخب إفريقي وعربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم.


بتاريخ : 15/12/2022