إلى جانب الموج

كانت على التلّ في الريح تحت سماء ملبَّدة وضباب قريب،
تلُوحُ كذكرى، وخوف من البردِ
تحت سياط نهار وليل يجوعان:
قد حُرِما الدفءَ في غربةٍ بين موصد باب ثقيل وسُمكِ زجاج كئيب
هنالك كانت تلوذ ببؤس فضاءٍ ٍ تجرّد من كل ما يدعيهِ
الذين أحتموا تحته باحتضان موائد من كلمات، فليسوا يرون
إلى جانب الموج غير سرابٍ تعالى وغطى، على ضفة ما عليها حبيب:
فقالت لريب الزمان هنا ليس لي من قُوى أستجير بها،
و بها ما أرى من دفاع هوانٍ يذيب.

***
لا أرى غير أكتاف من عبروا، وخطىً سبقتنيَ فوق كل رصيف، أمام اصطخاب تموُّج بحرٍ رهيب،
فجميع الذين مررت بهم لم يدانوا الذي قد علانيَ من وهن، مثل من يعبرون بتائهة في هدوء غريب،
إلى جانب الموج،
لم يدركوا وهناً كان قد هدَّها منذ وقتٍ قريب.
***
هي ذي الآن تخفي مشاهد ما كان أوهنها منذ أن فلق الصبحُ شعلته خلف فتنتها عاصفاً في قناع مثير.
لكيما تلوذ إلى جانب الموج والريح بالغيب ، تشكو بغير اصطخاب
إلى البحر، ما صنعته يَدٌ دُون أهوالها عادياتُ الخطوب.


الكاتب : أحمد بنميمون

  

بتاريخ : 25/03/2022