التساقطات المطرية تحفز الفلاحين على تدارك التأخير في الزراعات الخريفية : من أصل 5.7 مليون هكتار من البرنامج الإجمالي للزراعات لم ينجز حتى الآن سوى 1.2 مليون هكتار

أداء جيد للخضروات والحوامض التي انتعشت صادراتها رغم الظرفية الصعبة الناجمة عن «كوفيد19»

 

يتوقع أن تساهم موجة التساقطات المطرية المتفاوتة التي تشهدها العديد من المناطق الفلاحية بالمملكة، منذ يومين، في بعث شحنة من الأمل لدى الفلاحين لاستئناف أنشطة الزراعات الخريفية التي تعطلت هذا الموسم بشكل كبير بسبب تأخر الأمطار، حيث لم تتعد نسبة إنجاز البرنامج الإجمالي المحدد لجميع الزراعات، ونحن في نهاية الخريف21٪، فمن أصل 5.7 مليون هكتار التي تمت برمجتها من طرف وزارة الفلاحة، لم تتعد مساحة الأراضي المزروعة حتى اليوم 1.2 مليون هكتار ـ حيث تسجل العديد من الزراعات الخريفية الرئيسية كالحبوب والبذور والقطاني والزراعات العلفية.. تأخرا ملحوظا في أجندتها الزراعية، ماعدا الزراعات السكرية التي سجلت حتى الآن نسبة إنجاز تناهز 75٪.
في المقابل أفادت بيانات قدمتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أمس، أن برنامج توزيع الزراعات الخريفية في ما يخص الخضروات للموسم الفلاحي الحالي، يسير بشكل أفضل، حيث بلغت الإنجازات إلى غاية 20 نونبر.700 62 هكتار، أي 60٪ من البرنامج المحدد من طرف الوزارة والبالغ 1005آلاف هكتار، بمعدل إنجاز للزراعات الرئيسية يصل إلى 80٪ للطماطم و62٪ للبطاطس و42٪ للبصل. وتتوقع الوزارة أن يتم إنجاز برنامج الخضروات بالكامل قبل نهاية شهر دجنبر 2020.
ومع توقع استمرار تساقط الأمطار خلال هذا الأسبوع والأسابيع المقبلة، سيتم تسريع وتيرة عملية إطلاق الزراعات الخريفية الرئيسية، لا سيما الحبوب، لتصل إلى مليون هكتار في الأسبوع، على شاكلة المواسم الفلاحية المشابهة، وبالتالي تدارك التأخر المسجل منذ بداية الموسم.
وتفاوتت التساقطات التي شهدتها المملكة،أول أمس، بين المتوسطة والضعيفة (آسفي 36 ملم، الجديدة 28، الصويرة 20 ملم، خريبكة19 ملم،الشاون وأكادير وتزنيت 17ملم، طنجة15 ملم، العرائش14 ملم، إنزكان 13 ملم،المحمدية وسطات : 12 ملم، الرباط – سلا: 11 ملم، كلميم : 10 ملم، مراكش وبني ملال وبنسليمان وسيدي إفني8 ملم،الدار البيضاء – أنفا 7 ملم، القنيطرة وإفران4ملم، طانطان 3 ملم وفاس 1 ملم)..
ويتوقع أن يشهد الإنتاج العالمي من الحبوب مستويات قياسية برسم 2020-2021.وقالت وزارة الفلاحة إن تموين السوق الوطني من هذه المنتجات يتم في ظروف عادية. وبالتالي، وعلى الرغم من محدودية الإنتاج الوطني هذه السنة، وبفضل إجراءات تعليق الرسوم الجمركية بشكل خاص، تتم عملية الاستيراد بانتظام وبكميات وجودة كافية لتلبية الحاجيات من الحبوب للصناعات التحويلية الوطنية (مطاحن الدقيق والسميد الصناعي ومنتجي الأعلاف المركبة، إلخ) وتجديد المخزونات الداخلية باستمرار لتغطية الحاجيات 3 إلى 4 أشهر.
وأفاد ذات المصدر أن نشاط التحويل الصناعي للحبوب يوجد حاليا في مستوياته المعتادة ويغطي جميع حاجيات المستهلكين من المنتجات، وخاصة من الدقيق والسميد. واعتبرت الوزارة أن أسعار هذه المنتجات في السوق الوطنية مستقرة نسبيا.وفي ما يتعلق بالقطاني الغذائية، وخاصة العدس والحمص، فإن السوق الوطني مزود بما يكفي لتغطية الحاجيات من 4 إلى 5 أشهر. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأسعار المعمول بها بالنسبة لهذه السلع في السوق الوطني مستقرة نسبيا.
أما بالنسبة للصادرات الفلاحية، فإنها تسجل أداء جيدا هذا الموسم، على الرغم من السياق الدولي الذي لا يزال صعبا والذي يتميز باستمرار انتشار وباء كوفيد19، حيث سجلت صادرات الكليمنتين نموا كبيرا خلال الموسم الجاري، ومنذ فاتح شتنبر إلى 22 نونبر الحالي، بلغ حجمها حوالي 106.600 طن، أي بزيادة قدرها 60 ٪ مقارنة مع نفس الفترة من الموسم الماضي. وشمل هذا النمو جميع أسواق التصدير. ويتميز الموسم الحالي بوضعية تجارية ملائمة في الأسواق الدولية للكليمنتين على وجه الخصوص، والحوامض بشكل عام. كما لوحظ هذا المنحى الإيجابي في ما يخص الخضروات التي بلغ حجمها حوالي 214.500 طن خلال هذاالموسم ، مسجلة إلى غاية 22 نونبرنموا بنسبة 15٪ مقارنة بالموسم السابق. وارتفعت بذلك صادرات الطماطم بنحو 3٪ ، لتبلغ 117.400 طن.وفي ما يتعلق بالفلفل والفلفل الحار، تم تسجيل أداء جيد أيضا بحجم بلغ 19.400 طن أي بزيادة 27٪ مقارنة بموسم 2019-2020.

 


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 27/11/2020