بعد أن «سقط شقيا»، حاملا «هم هذا الوجه»، وشعر أن « كان عليه ألا يكون» ، بعد أن أعلن «للموت كل هذا الحب»، يقف الشاعر محمد اللغافي اليوم معترفا لقارئه بأنه ارتكب «مثل أخطاء طفيفة» ساعدته على اقترافها جامعة المبدعين المغاربة سنة 2021 ، شذرة، شذرة.
تضم المجموعة 110 قصائد ممهورة بقلق السؤال وغبطة المعنى، ناحتة لغتها الخاصة وجرسها المتفرد.
كتب الناقد والشاعر رشيد الخديري عن المجموعة:
«نصوص هذه المجموعة امتداد للخط الشعري الذي رسمه الشاعر المبدع محمد اللغافي منذ أن أصدر أول عمل شعري فردي موسوم ب امتدادات» لتتوالى الإصدارات الشعرية بشكل مطرد ،معلنة عن قلق في الكتابة ممزوج برؤية دافقة في رحابات الوجود ومضايقه، وهي رؤية بروميثيوسية تحاول رسم مداراتها الكتابية داخل فضاء لاهب ورهيب في الآن نفسه، دون أن تتخلى هذه التجربة الكتابية عن هوسها وشغفها ببلاغة الهامش، وكذا شرطها الوجودي المغرق في غبطة التجلي وفاعلية المتخيل، إذ تحتفي الكتابة لديه بالمصائر الإنسانية والبحث عن الأفق المنذور للشعر ولاشيء غير الشعر…
«مثل أخطاء طفيفة» هي ومضات إشارية تتأزر بطاقة تدميرية وأفق شعري يتحجب ويحتجب ضمن رؤية احتمالية للوجود، وهذه الرؤية الممتدة في الفضاء المتراحب للمتخيل واللغة والسؤال والمعرفة والكون الدلالي، سمة من سمات بناء المعنى في شعر محمد اللغافي مما يوجب الحفر في هذا المنجز، سعيا لاستكناه آفاقه الجمالية والتعبيرية، وهو منجز قابل للتفكيك بكل محبة…»