اليوم بملعب الثمامة ..مرة أخرى، أسود الأطلس على موعد مع التاريخ

أقوى خط دفاع يتحدى أقوى هجوم في المونديال

يضرب الفريق الوطني، يومه السبت بداية من الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المغربي (السادسة مساء بالتوقيت القطري)، على ملعب الثمامة بالعاصمة القطرية الدوحة، موعدا مع التاريخ، حيث سيكون في مواجهة برتغال رونالدو، برسم ربع نهائي مونديال قطر.
ويحمل الفريق الوطني على عاتقة آمال العرب وإفريقيا، باعتباره ممثلهما الوحيد في هذا الدور، ولهذا سيسعى إلى تحقيق تأهل غير مسبوق إلى المربع الذهبي، في أحسن إنجاز تبلغ كرة القدم الإفريقية، التي فشلت في ثلاث مناسبات، رفقة الكاميرون 1990 والسينغال 2002 وغانا 2010، فيما يشكل حضوره في دور الربع أحسن إنجازات الكرة العربية.
وخصص الناخب الوطني، وليد الركراكي، الحصة تدريبية التي أجرتها العناصر الوطنية أمس الجمعة بملعب عبد الله بن خليفة بنادي الدحيل، مقر تدريبات الفريق المغربي، لوضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة، التي سيدخل بها مواجهة اليوم أمام البرتغال. كما استغلها لتحديد طريقة اللعب، التي سيدخل بها هذه المباراة القوية، بعد دراسة المنتخب الخصم جيدا، ومعرفة نقاط قوته وضعفه، وكيفية تقديم أداء يعبر بأسود الأطلس إلى المربع الذهبي، وتحقيق إنجاز فريد عربيا وقاريا.
وقرر الطاقم التقني الوطني التركيز خلال تحضيرات اللاعبين على التدريبات الاستشفائية، والتي دامت يومين، بغاية التخلص من الإرهاق، واستعادة الطراوة البدنية، عقب المجهود الخرافي الذي بدله اللاعبون في المباراة التاريخية أمام المنتخب الاسباني في ثمن النهائي، والتي دامت أكثر من 120 دقيقة، استنزفت الإمكانيات البدنية لكافة اللاعبين.
وفضلا عن قوة المنتخب البرتغالي وتوفره على لاعبين بإمكانيات كروية عالية، فإن الأعطاب ستكون الخصم الأكبر للفريق الوطني في هذه المواجهة، بعدما ضربت الإصابات أغلب لاعبي الخط الخلفي، وتحديدا نايف أكرد، رومان سايس، ونصير مزراوي، الذين يسابقون الزمن من أجل التعافي بشكل تام، وتسجيل حضورهم في اللقاء التاريخي، والمساهمة في بلوغ النخبة الوطنية إلى نصف نهائي كأس العالم.
وخصص الفريق الطبي الوطني، الذي قام بمجهود كبير طيلة هذا المونديال، برنامجا طبيا خاصا لأكرد، الذي يعاني من إصابة مقلقة على مستوى الفخذ، تلقاها مباشرة بعد انطلاق الجولة الثانية من مباراة إسبانيا.
وحسب الأخبار الواردة من محيط المنتخب الوطني، فإن أكرد لم يظهر تجاوبا كبيرا مع البرنامج العلاجي، وبالتالي فهناك احتمال كبير لغيابه.
ومن المنتظر أن ينتظر وليد الركراكي حتى صباح اليوم من أجل الحسم في المجموعة التي سيدخل بها مباراة البرتغال، حيث سيتوصل بتقرير مفصل من الطاقم الطبي الوطني عن الحالة الصحية لكافة اللاعبين.
وفي حال عدم جاهزية أكرد، فإن جواد الياميق، لاعب بلد الوليد الاسباني، سيكون على خط الانطلاق، بعدما خاض ساعة بطولية أمام إسبانيا وأظهر تناغما كبيرا مع العميد سايس.
وفضلا عن الياميق، يتوفر الناخب الوطني أيضا على أشرف داري، قلب دفاع بريست الفرنسي، والذي خاض مع سايس مبارتي الشيلي والأوروغواي الوديتين، وأظهر مقومات محترمة.
وتضيف مصادرنا أن الوضعية الصحية للثنائي رومان سايس ونصير مزراوي غير مقلقة، وخضعا معا لنظام علاجي خاص، تحت إشراف طبيب المنتخب الوطني، الدكتور عبد الرزاق هيفتي، ويتوفران على حظوظ وافرة للحاق بمواجهة اليوم. وحالتهما هي مشابهة لما عاشه أوناحي قبل مواجهة بلجيكا، لكن الفريق الطبي الوطني أهله لخوض اللقاء.
وشدد وليد الركراكي على أن الإصابات الكثيرة لا تقلقه قبل الموعد التاريخي مع البرتغال، مشيرا إلى أن ثقته كبيرة في الطاقم الطبي الوطني حيث قال: «لدينا شكوك دائما على غرار كل المباريات التي خضناها حتى الآن، لكننا نتخذ القرار كل مرة في يوم المباراة، لدينا جهاز طبي رائع يبذل كل ما في وسعه من أجل علاج اللاعبين وتجهيزهم للمباريات، مهمتهم صعبة وحساسة جدا في ظل ضيق الوقت، ولكنهم نجحوا حتى الآن ولم نخسر أي لاعب في المباريات الأربع التي لعبناها».
وفي ظل الإصابة التي يعاني منها أكرد ومزراوي وسايس، أوضح الناخب الوطني أنه يتوفر على بدائل جاهزة، حيث تضم تشكيلة الأسود لاعبين قادرين على القيام بنفس أدوار الأساسيين، مضيفا: «من المهم جدا بالنسبة لنا جاهزية جميع اللاعبين، ولكن إذا حدث ولم يتمكن أحد من اللعب في المباراة القادمة فسيدخل مكانه لاعب آخر، سيقوم بالعمل ذاته إن لم يكن أكثر وأفضل، ثقتنا كبيرة في المجموعة وفي كل اللاعبين ومثلما قلت لهم، لا يهم اللاعب الذي سيدخل فالمهم هو أن يكون في قمة مستواه بنسبة 100% «.
ومن جديد ستكون المسؤولية كبيرة على لاعبي الخط الخلفي للفريق الوطني، بقيادة الحارس العملاق ياسين بونو، حيث يتعين عليه إيقاف المد البرتغالي، الذي يمتلك أقوى خط هجومي في كأس العالم حتى الآن برصيد 12 هدفا (6 منها سجلت في دور المجموعات)، والستة الأخرى استقرت في شباب سويسرا خلال مباراة ثمن النهائي، ثلاثة منها كانت بأقدام المفاجأة «راموس» في أول مشاركة له، مناصفة مع نجم نادي ميلان «لياو» الذي سجل هو الآخر ثلاثية، فيما سجل برونو فيرنانديز هدفين، وكريستيانو رونالدو هدفا، الظهير الأيسر غوميز هدفا وقلب الدفاع بيبي هدفا.
وإذا كانت البرتغال تملك أفضل خط هجوم، فإن الفريق الوطني يتوفر على أقوى دفاع، حيث لم تستقبل شباك ياسين بونو سوى هدفا واحدا، وكان خلال الفوز على كندا 2 – 1، وجاء بالخطأ من نايف أكرد.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 10/12/2022