في سبق مهم في مجال علم الآثار في المغرب، اكتشف فريق مشترك من علماء الآثار «المغاربة والبولنديين»، ما يبدو أنه بقايا أسس «برج مراقبة» بناه واستخدمه الجيش الروماني في منطقة «تينجيتان الموريتانية» (شمال المغرب)، حيث عثر على البرج الروماني الذي أقيم في ذلك العهد في المنطقة، وتحديدا على الحدود الجنوبية للمقاطعة الرومانية (سابقا)، و على مسافة تقرب من 2 كلم من أقرب حامية لهم وحوالي 6.5 كم جنوب مدينة «فولوبيليس» (Volubilis) القديمة.
في نفس السياق، كانت المنطقة محطة لعمليات تنقيب عدة، حيث كان العمل في الموقع مستمرا منذ 2021، و في إطار «إتفاقية تعاون بين جامعة وارسو و معهد الآثار والتراث الثقافي (INSAP) في الرباط»، تحت إشراف البروفيسور «عمر أكراز» و البروفيسور «رادوسلاف كاراسيفيتش شتشيبيورسكي».. و نتيجة لهذا الجهد المشترك، تمكنت عملية التنقيب رفقة الاكتشافات المشتركة من أن تؤكد «وجود جيش روماني في موقع الملالي»، و فيما يمكن اعتباره «نقطة تميز» في دراسة «نظام الدفاع» عن الوادي الذي تقع فيه «فولوبوليس» (Volubilis) أكبر مدينة في هذا الجزء مما عرف قديما ب»إفريقيا الرومانية».
و تجدر الإشارة، في الإطارين التاريخي و المنتمي لعلم الآثار، أنه ومن بين جميع مقاطعات الإمبراطورية الرومانية، تمتلك «تينجيتان الموريتانية» نظام الدفاع الأقل شهرة بينها، حيث كانت بعثات ميدانية سابقة قد اقترحت فرضية وجود مواقع سلسلة من أبراج المراقبة، ولكن لم تقم بعثات سابقة بالتنقيب عن مثل هذه المواقع. إلا أنه، و لأول مرة، كان من الممكن إثبات وجود «أبراج مماثلة».. هنا، تم العثور على شظايا من «البيلوم» (الرمح الروماني) في الموقع ، و كذلك المسامير من باطن الصنادل العسكرية، والعناصر المعدنية من الأحزمة العسكرية، فيما تؤكد هذه الاكتشافات أن الموقع المكتشف ذو ارتباط واضح بالشأن العسكري الروماني في المنطقة.
في نفس السياق، ذكر السفير البولندي في المغرب، «كريستزوف كاروفسكي»، تعليقا على هذا الاكتشاف أن: «ما اكتشفه علماء الآثار البولنديون من جامعة «وارسو»، بقيادة «رادوسلاف كاراسيفيتش شتشيبيورسكي»، بروفيسور الآثار البولندي المشارك في الفريق البولندي – المغربي، في الأيام الأخيرة، قد فاق كل توقعاتنا»، ليعقب : «إن أسس برج الدفاع الروماني، هي شهادة رائعة على نظام الدفاع الروماني الذي أسس له الرومان في المنطقة، و اعتراف ممتاز بقوة التعاون العلمي الممتاز بين علماء الآثار البولنديين والمغاربة.. و نحن نتطلع لكل جديد سيصلنا بعد هذا الاكتشاف».