خلال لقاء علمي نظمته الجمعية المغربية للعلوم الطبية .. روح المرحوم البروفيسور الدخيسي تحلّق في سماء الدارالبيضاء

«من خلال هذه المبادرة تؤكدون على نبل أخلاقكم، وتحصّنون ثقافة الاعتراف، وتظهرون كيف تكون روح التضامن .. لكم وددت أن أكون طبيبا «. بهذه العبارات خاطب محمد الدخيسي، والي الأمن ومدير الشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني، المشاركين في فعاليات اليوم الخريفي الذي تنظمه الجمعية المغربية للعلوم الطبية كل سنة، والذي يحمل اسم المرحوم البروفيسور الدخيسي، تكريما لعطاءات الرجل، في المجال الصحي والحقوقي، وهو الذي كانت قد وافته المنية وهو يقوم بواجبه المهني خلال الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19.


شقيق المرحوم الدخيسي، الذي تناول الكلمة أمام أسرة الراحل وباقي الأطباء المغاربة والمغاربيين والأفارقة والأجانب، وعموم الفاعلين الذين شاركوا في هذا الحدث، الإنساني والعلمي، أبرز متحدثا «لقد كان شقيقنا يحرص على التربية على القيم، مدافعا عن العدالة، متشبثا بالأخلاق، مؤمنا بالنقد الذاتي، وغيرها من الخصال والشيم التي تعرفونها جميعا»، مؤكدا على أن هذا «التقليد السنوي، ولحظة الوفاء التي تحرص الجمعية على تخليدها بإشراك كل الفاعلين في المجال، هي مبادرة يعجز اللسان عن التعبير أمامها»، مضيفا «الحاجّ ربّانا على الأمانة والصدق والإخلاص وعلى احترام الغير … ونحن نعتز بهذه التربية، ونتوجه بالشكر لكل من ساهم في تنظيم هذا اللقاء والحرص على استمراريته».
كلمات مؤثرة، سبقتها شهادات بحمولات إنسانية، لعدد من الفاعلين في المجال الصحي، التي أكدت على قيمة وعطاءات ونبل المرحوم البروفيسور محمد الدخيسي، أستاذ جراحة العظام والمفاصل، والفاعل الحقوقي، الذي وصفه البروفيسور مولاي هشام عفيف، المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء في كلمته بأنه «رجل مبادئ، الذي كان يعرف كيف يدافع عن الحقوق»، وهو نفس ما أكد عليه كل المتدخلين وهم يستحضرون فترات مشتركة جمعتهم بالرجل، الذين أجمعوا على كونه «رجلا متعددا»، سواء في مسارات التكوين أو الممارسة أو التدريس وكذا النضال، في الرباط والدار البيضاء وفي غيرهما، وهو ما جاء على لسان الدبلوماسي والوزير السابق نجيب الزروالي وارثي، والدكتور مولاي سعيد عفيف رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، والبروفيسور مصطفى أبو معروف رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان، والبروفيسور محمد عدناوي، عميد كلية الطب والصيدلة بالرباط .
وجدير بالذكر، أن اليوم العلمي الذي احتضنت فعالياته مدينة الدارالبيضاء يوم السبت الأخير، والذي جرى تنظيمه تحت رعاية كل من وزير الصحة والحماية الاجتماعية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، قد عرف برمجة مجموعة من العروض العلمية المتنوعة، التي تهم الصحة العامة، كما هو الحال بالنسبة لموضوع المواليد الخدج، والمرأة الحامل، والرضاعة الطبيعية، والتلقيح ضد الأنفلونزا، والتلقيح ضد سرطان عنق الرحم عند الطفلات، وغيرها من المواضيع الأخرى، وأفضى إلى جانب التوصيات المختلفة إلى التوقيع على اتفاقيات وكذا إحداث نادي للأطباء الشباب ضمن هياكل الجمعية المغربية للعلوم الطبية تشجيعا وإعدادا لهم للمساهمة في كل ما يهم الشأن الصحي.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 28/11/2023