ضمنها فيديو لمدير مستشفى ابن رشد تم ترويجه «خارج سياقه» … فبركة صور وتغيير «ملامح» تسجيلات وصنع بلاغات لنشر الإشاعة ضد نجاعة لقاحات كوفيد 19 ؟

أضحت مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالصور والأشرطة المسجلة والبلاغات الكاذبة والأخبار الزائفة التي يتم ترويجها، المنسوبة لمؤسسات مختلفة ولأشخاص يتحملون المسؤولية في مواقع مختلفة، على امتداد الكرة الأرضية وليس فقط في رقعة جغرافية بعينها. منشورات تشكك في نجاعة ومأمونية جرعات اللقاح ضد فيروس كوفيد 19، تدعو لرفضها، وتحاول الترسيخ لفكرة مفادها بأن صور مجموعة من المسؤولين وهم يتلقون جرعة من الجرعات لحث غيرهم على تلقيح أنفسهم ما هي إلا «سيناريوهات مخدومة» بعيدة عن الحقيقة والواقع؟
صور ظهرت بقوة خلال بدايات الجائحة الوبائية، نُسبت إلى مرافق عمومية مختلفة، وتضمنت قرارات لا أساس لها من الصحة، واليوم تعود نفس الممارسات مع حملة التلقيح، خاصة خلال الأيام الأخيرة التي عرفت سجالا كبيرا بخصوص «جواز التلقيح،» والتي لا تقف عند حدود الصور، بل تذهب إلى حدّ تداول أخبار تفيد بأن مهنيين للصحة أفرغوا جرعات اللقاح أرضا باتفاق فيما بينهم وضمنوا بياناتهم في القاعدة الإلكترونية للحصول على الجواز، وغيرها من الإدعاءات والإشاعات التي باتت موضوع حديث في المجالس الخاصة والعامة. وشكّل تقاسم شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مؤخرا، سواء تعلق الأمر بالفضاء الأزرق أو موقع التخاطب الفوري «واتساب»، حدثا جديدا انضاف إلى سلسلة الأحداث السابقة التي أشرنا إليها، إذ «ساهم في ترويج صورة سلبية مسيئة لمهنيي الصحة، وجاء بهدف التشكيك في مسار الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19»، وفقا لشهادات عدد من المهنيين للجريدة، الذين «استغربوا للكيفية التي تم بها تداول الشريط الذي يظهر فيه مدير مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، كما لو أنه يوهم المتتبعين بأخذه لجرعة اللقاح دون أن يتم ذلك»؟
الشريط الذي بُتر من سياقه، والذي تم التفاعل مع محتواه بقوة لكن بطريقة سلبية، إذ هاجمت تعاليق عدد كبير من رواد هذه المواقع ما تم وصفه بـ «السيناريو»، رفضه المعني الأول به، ويتعلق الأمر بالبروفيسور محمد بنغانم، الذي أكد في تدوينة على حسابه على الفيسبوك في مرحلة أولى ثم من خلال بلاغ رسمي باسم مستشفى ابن رشد في مرحلة ثانية، على «أنه بعد أن تلقى جرعة اللقاح بحضور ممثلين لوسائل الإعلام، طلب مصورون من الممرضة إعادة الخطوة لأخذ الصور اللازمة بعدما تعذر عليهم الأمر في الوهلة الأولى، لأن ساعدها حجب عنهم الرؤية وتعذر عليهم توثيق العملية، الأمر الذي تم الامتثال له فإذا بما تم نشره يأتي مخالفا للرسالة التحفيزية والمطمئنة التي كانت تتوخاها المبادرة»؟
واستغرب مدير مستشفى ابن رشد للعملية التي تم القيام بها، مستنكرا «الادعاء بكونه لم يتلق الجرعة وبأنه اكتفى بمحاكاة الخطوة فقط»، مشددا «على أنه تلقى الجرعة الأولى في شهر يناير والثانية في فبراير والثالثة في أكتوبر»، مؤكدا ع»لى أنه، وإلى جانب باقي مكونات الشغيلة الصحية ،سيواصلون عملهم بكل مسؤولية لمواجهة الجائحة، وبأن اللبس والتشكيك لن يحولا دون ذلك».
حادث يتبين أنه ليس بالمعزول، وبأن حملات التشكيك ستتواصل وبأن الإشاعات مستمرة، الأمر الذي يتطلب حضورا وتعبئة، وفقا لعدد من المتتبعين للشأن الصحي بالأساس، «من أجل توضيح المغالطات وتصحيح الشائعات وتبديد المخاوف، وآنذاك يمكن لأي كان اتخاذ القرار الذي يعبرعن قناعته، لكن بمسؤولية ، وبعيدا عن تسويق الأخبار الزائفة».


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 04/11/2021