قضت استئنافية بني ملال، يوم الأربعاء 27 أبريل 2022، ببراءة أستاذ بأجلموس، إقليم خنيفرة، من تهمة اغتصاب طفلة، وجاء الحكم لـ «عدم وقوف المحكمة على وجود اي بينة تربط المتهم بالفعل»، وذلك بعد أزيد من 6 أشهر قضاها المتهم رهن الاعتقال بسجن بني ملال، أي منذ أكتوبر 2021 الذي» تفجر» فيه الملف على المستوى المحلي والوطني، وتوزع موضوعه بين متفاعلين ومصدقين لصحة التهمة ومكذبين لها، فيما شددت فعاليات حقوقية على ضرورة استحضار مبدأ المحاكمة العادلة.
وتعود فصول القضية إلى اليوم الذي تقدمت فيه أسرة الطفلة، في شخص الأم، للمركز الترابي للدرك الملكي بشكاية تفيد ب «تعرض ابنتها، ذات 4 سنوات من العمر، للاغتصاب من طرف رجل تعليم»، مصرة على «صحة رواية طفلتها التي تدرس بمرحلة التعليم الأولي بمجموعة مدارس بوخلخال، دوار أمهروق، ضواحي أجلموس». وبناء على إفادة طفلتها، قالت الأم إن «الأستاذ قام باقتناص طفلتها من وسط الساحة، واستدراجها إلى خلف سور المؤسسة»، حسب تعبيرها.
وكانت الأم قد نقلت طفلتها للمركز الصحي بأجلموس، حيث أكد لها طبيب المركز أن طفلتها «تعرضت لعملية اغتصاب»، مسلما إياها شهادة طبية، وبعدها انتقلت للمستشفى الإقليمي بخنيفرة، حيث فوجئت بأحد الأطباء وهو يطمئنها بتأكيده «أن الأمر لا علاقة له بأي عملية اغتصاب، بل هو ناتج عن جرثومة بمهبل الطفلة، ويتطلب علاجه عملية جراحية بسيطة»، الشيء الذي لم تقتنع به الأم متشبثة برواية طبيب المركز الصحي لأجلموس، وبالخروج للعلن بفيديوهات تصر فيها على اتهام الأستاذ.
ووقتها قام الدرك الملكي لأجلموس باعتقال المتهم (ن. ب)، بتعليمات من النيابة العامة المختصة، وبعد الاستماع إليه، تمت إحالته على الوكيل العام للملك باستئنافية بني ملال، قبل إحالة ملف الواقعة على قاضي التحقيق الذي قرر وضع المتهم رهن الاعتقال الاحتياطي على ذمة التحقيق، مع الأمر بعرض الطفلة على طبيب مختص، في إطار الخبرة الطبية، والذي أكد – حسب مصدر متتبع- وجود «التهاب بالجهاز التناسلي للطفلة المعنية بالأمر»، ما جعل الملف، «يزداد غموضا وتضاربا في الآراء، لتتوالى مواعيد مثول المتهم أمام القضاء».
وفور إسدال الستار على الملف، استنكرت عدة أوساط تعليمية «الاتهام الذي كلف الأستاذ نصف سنة من عمره رهن الاعتقال»، كما عبر بلاغ للمكتب الإقليمي لـ «التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين»، بخنيفرة، عن «سروره بنبأ براءة الأستاذ (ن. ب) الذي كان متابعا بتهمة اغتصاب طفلة، إلى حين اقتنعت المحكمة، استنادا إلى دلائل مادية، ببراءته من كل ما نسب إليه».