عميد كلية الطب والصيدلة بداكار لـ «الاتحاد الاشتراكي»: ورش تعميم التغطية الصحية نموذج للاقتداء النظام الصحي المغربي يتميز بالفعّالية مقارنة بأنظمة عدد من دول إفريقيا جنوب الصحراء

 

أكد عميد كلية الطب والصيدلة بداكار في تصريح خص به «الاتحاد الاشتراكي» أن ورش تعميم التغطية الصحية الذي أطلقه الملك محمد السادس يعتبر نموذجا رائد يجب الاقتداء به، خاصة على مستوى القارة الإفريقية. وأوضح الفاعل الأكاديمي والصحي بمناسبة لقاء الجريدة به، على هامش الدورة 39 من المؤتمر الطبي الوطني الذي نظمته الجمعية المغربية للعلوم الطبية نهاية الأسبوع الفارط بمدينة الدار البيضاء، بأن النظام الصحي في المغرب يتميز بالنجاعة والفعالية مقارنة بالأنظمة الصحية في عدد من دول جنوب الصحراء، مشيدا بخطوة تعميم التغطية الصحية على كافة المغاربة، التي تعد حسب تصريحه، سابقة على صعيد القارة، مشيرا في هذا الإطار إلى أن نسبة المستفيدين من التأمين الصحي في السنغال لا تتجاوز 20 في المائة، وإن كانت الدولة تعتمد سياسات للعلاج المجاني للمعوزين لكنها تبقى غير مهيكلة كما هو الوضع عليه في المغرب ولا ترقى إلى توفير التغطية الصحية للجميع.
وبخصوص اختيار عدد من المغاربة دولة السنغال لمواصلة تعليمهم العالي، أكد المتحدث في تصريجه للجريدة أنه يتم في كل سنة استقبال وتسجيل حوالي 100 طالب حاصلين على شهادة الباكلوريا لمتابعة دراستهم العليا في تخصصات مختلفة، مشيرا إلى أن الدراسات الطبية والصيدلانية تأتي على رأسها بنسبة تقدر بما بين 90 و 95 في المائة. وأوضح عميد كلية الطب والصيدلة بداكار أن نفس العدد من الطلبة السينغاليين يتوجهون بدورهم للمغرب لمتابعة دراستهم الجامعية في كلّياته، وذلك في إطار شراكات ومنحٍ مسطّرة في هذا الباب، مشددا على أن هذه الخطوة تأتي تفعيلا للعلاقات القوية التي تجمع بين البلدين لعقود طويلة.
وأبرز الفاعل الأكاديمي أن الطلبة المغاربة يسعون إما للحصول على شهادة الدكتوراة في الطب أو في الصيدلة أو في جراحة الأسنان، أو من أجل استكمال مسارهم الأكاديمي في مجال الطب وذلك بالتخصص في تخصصات طبية بعينها كما هو الشأن بالنسبة للجراحة  وغيرها، فضلا عن اختيار مسالك دراسية أخرى، مشيرا إلى أن هناك ما بين 400 و 500 طالب مغربي في دكار، مشيدا في هذا الصدد بأخلاقهم وبجديتهم وبتميزهم وبسلاسة اندماجهم في المجتمع السنغالي.
ولم يفت ضيف المؤتمر الوطني الطبي الذي نظمته الجمعية المغربية للعلوم الطبية الإشادة والتنويه بغنى البرنامج الذي تم تسطيره وأهمية فعاليته، مؤكدا على راهنية المواضيع الصحية المختلفة المسطرة، والتي تتيح إمكانية تبادل الخبرات وتقاسم التجارب والوقوف عند آخر المستجدات التي تهم الصحة بشكل عام. كما عبر الفاعل الصحي في تصريحه للجريدة عن أهمية الخطوة التي تتمثل في إطلاق وتخصيص جائزة إفريقية للبحث العلمي مفتوحة في وجه الفاعلين الصحيين إضافة إلى تشكيل نادٍ للأطباء الشباب الأفارقة، وهو ما يترجم عمق العلاقة التي تجمع المغرب بالسنغال وبكافة الدول الإفريقية على أكثر من مستوى.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 12/02/2024