فضاءات التنشيط التربوي لبنة أساسية في تنمية العنصر البشري

محمد موافق *

– ماهي الأهمية الراهنة لقطاعالطفولة وأنشطة التربيةوالترفيه بالمغرباليوم؟

– تشكل التربية رهانا حاسما في تحقيق التنمية المستدامة لما لها من أثر على إعداد الأفراد والجماعات للإدماج الاجتماعي واحترام القواعد المشتركة وفق قيم المواطنة والديمقراطية والحرص على المصلحة العامـة،
وتعتبر فضاءات التنشيط التربوي لبنة أساسية في تنمية العنصر البشري، ومكونا رئيسا في تنشئة الأطفال والشباب لما يوفره من فرص التعلم والتثقيف والترفيهوالإدماج إضافة لما يتلقوه في المدرسة والأسرة، إن التوجه يسير في اتجاه فك لغز التناغم والتنافر القائم بين مكونات المنظومة التربوية والأسرة والمدرسة والوقت الحر في سياقات ما يعيشه المغرب في ضل العولمة.
ان المخيمات تشكل فضاءات للوقت الحر انفتحت خلال السنوات الأخيرة على آفاق جديدة تميزت بالنقاش والمساءلة حول انسجام وظائفها مع الاحتياجات التربوية و الرهانات التربوية والثقافية الجديدة وتبحث عن مسلك العبور إلى تكريس مفهوم وطني يعترف بنجاعة وأهمية مؤسسة التخييم ويدعم حضورها ووظيفتها التربوية والإجتماعية داخل المجتمع المغربي .
إن هذا التراكم طور صياغة مفهوم المخيم، وفق رؤية تأخذ بعين الاعتبار السياق والتحولات التي تعرفها أوضاع الطفولة والشباب، والذي يتميز بتنامي الوعي الجماعي بأهمية النهوض بأوضاع الطفولة المغربية وفق ما تنص عليه مقتضيات المواثيق الدولية واتفاقية حقوق الطفل، وهو ما يجد ترجمته في خطة العمل الوطنية مغرب جدير بأطفاله و دستور 2011 و مضمون التراكم المغربي الرامي إلى تقوية البرامج ذات البعد الثقافي والتربوي والترفيهي و أهميتها في تأطير الأطفال وفق مقومات الهوية المغربية .
إن اكتساب فضاءات التربية والترفيه مكانة متميزة في السياسة العمومية بدأت تنبني على مقاربة جديدة ذات عمق ومنهجية وبيداغوجية تعتمد على المشاركة الفاعلة والايجابية للمجتمع المدني و خصوصا الجامعة الوطنية للتخييم كشريك أساسي يجمع روافد الجمعيات المحلية و الجهوية و الوطنية ، والجماعات المنتخبة والقطاعات الحكومية المعنية وذلك من أجل الرفع بمشروعية أنشطة الوقت الحر وجعلها ضمن أولويات السياسات المحلية و الوطنية، و الإنخراط في الرهانات التربوية الجديدة وذلك بالإنفتاح أكثرعلى الأنماط و الأساليب الحديثة في مجال استثمار الوقت الحر وتحسين الإختياراتوالإهتمامات التربوية لذى الأطفال والشباب الأمر الذي أخذه قطاع الشباب بعين الأعتبارفي إعادة صياغة مفهوم التخييم كنشاط تربوي ترفيهي تنشيئي و دمجي ، فالمخيم كفضاء وكمؤسسة من حيث الهندسة والمعمار ومن حيث بنيات الإستقبال و المضامين التربوية و ملائمتها وفق الاحتياجات و الرغبات الأساسية سواء البيولوجية و الفزيلوجية و النفسية وكذا من حيث نوعية الأنشطةو المضامين المقدمة بناء على المرسوم المنظم للضوابط المحددة للهيكلة والتدبير و تقديم الخدمات المقدمة مع الحرص على الحفاظ على مصلحة الطفل الفضلى وضمان سلامته و صحته كأولوية في برامج التنشيط .

– كيف يمكننا جعل نشاط التخييم رافعة للتنمية البشرية وركيزة أساسية ضمن ركائز منظومة التربية والتكوين؟

– موضوع الطفولة والشباب موضوع «عرضاني»Transversalيهم كل القطاعات، لأن تضافر جهود الجميع هو مسألة حيوية وإستراتيجية.
إن مؤسسات التخييم في منظور قطاع الشباب غير مقتصرة على نشاط التخييم لوحده بل هي فضاءات منفتحة على المبادرات المحلية و الوطنبة من خلال التكوين الذي انبعث بعد موسم كوفيد19 و من خلالالتداريب و الورشات و التكوين و أوراش التطوع و التربية المدنية، و اشراك الجمعيات من خلال مشاريعها التربوية المقدمة في العرض الوطني للتخييم و التي تروم التوظيف الأمثل للإمكانيات المتوفرة والتنسيق والتعاون وانخراط السلطات الإقليمية والمجالس المنتخبة و القطاعات المتدخلة كالصحة و الوقاية المدنية و غيرها …
ونعتقد أن تطوير الأنشطة السوسيو تربوية لهت علاقة وطيدة بتعزيز التعليم وتحسين جودة التعليم في مراحل ما قبل المدرسة والروضات يشكل أساساً مهماً لتطوير المهارات والقدرات الأساسية للأطفال، وتعزيز البيئة التربوية و توفير بيئات تربوية غنية وتفاعلية تشجع على التعلم النشط والاستقلالية لدى الأطفال.
كما أن تعزيز التواصل والشراكاتو التعاون بين الحكومة والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص يمكن أن يعزز من فعالية جهود تطوير القطاع.و لا يمكن اغفال الاهتمام بالتدريب والتطويرعبر توفير فرص تدريب مستمرة للمدربين والمربين و المنشطين يمكن أن يرفع من جودة الرعاية المقدمة للأطفال.
و لا يمكن أن نغفلاستخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي و توظيف التكنولوجيا في التنشيط والتفاعل مع الأطفال بشكل مبتكر يمكن أن يجذب انتباههم ويعزز من نموهم و تطورهم .
و ناكد أن الثقافة و القيم يجب أن تتماشى و أي تطوير في قطاع الطفولة مع توفير محتوىتربوي يحترم الهوية الثقافية للأطفال المغاربة يمكن أن يسهم في تعزيز انتمائهم وتقديرهم لتراثهم.

– ما هي الإجراءات المواكبة للنهوض بفضاءات التنشيط السوسيوتربوي ؟

– يسعى اليوم مختلف الفاعلين المؤسساتيين و الجمعويين و المدنيين الى العمل على تطوير الفعل التربوي بالمخيمات التربوية و تطوير المشروع التربوي بكل أبعاده عبر :
دراسة الواقع الحالي لنشاط التخييم في أبعاده الشاملة للسياسة التربوية التأطيرية للمواطن المغربي، انطلاقا من الفئات العمرية الثلاث، الصغار واليافعين والشباب.
إبراز التراكم التاريخي لهذا النشاط على الساحة التربوية والتنشيئيةوالتأطيرية في مجال الفعل المدني التطوعي.
استثمار المنتوج الفكري والميداني لكل الفاعلين في ميدان التخييم.
الانفتاح على البحث الأكاديمي في مجالات التربية .
تحديد الإستراتيجية العامة للمخيمات من خلال النسق العام للفعل التأطيري للسياسة الوطنية العامة للشباب.
وضع مخططات العمل المحلية والجهوية مع الفاعلين المحليين والجهويين من أجل تطبيق السياسة الوطنية في مجال الطفولة والشباب، تطبيقا لسياسة اللاتمركز.
تحديد الدور المجتمعي لمؤسسة المخيم التربوي.
أهمية نشاط التخييم في المنظومة التربوية في أفق تكوين العنصر البشري كرافعة أساسية في التنمية في كل نواحيها.
توحيد الرؤية في مجال التأطير التربوي والإجتماعي ما بين كل المتدخلين في الميدان التربوي والتنشيئي .
إبراز المكانة الأساسية للتأطير المجتمعي المدني في المخططات الوطنية الرسمية.
سلك أساليب الحكامة الجيدة في مجال التدبير للعمل التربوي عامة ونشاط التخييم خاصة.
تحديد مفهوم المخيم انطلاقا من المتغيرات الجديدة على المجتمع والتطور السريع على شتى المجالات الحياتية وانطلاقا من انتظارات وحاجات الفئة المستفيدة أطفالا ويافعين وشباب وهيئات مهتمة.

* رئيس مصلحة المخيمات بوزارة الشباب الثقافة والتواصل


الكاتب : إعداد: محمد قمار

  

بتاريخ : 02/09/2023