في اللَّيل..

لا شيء أسوأ من الصَّمت و المسافات

في اللَّيل نحن كلّ شيء في النهار نحن لا شيء
نتبع النهار لاهِثين من أكمة إلى أكمة بينما ينتظرنا اللَّيل
بأسره وفي كل مكان.
اللَّيل عُزلة العاشق
حدائق شوق يَنبَسطُ عطرها في صدره حين يكون ذاته
اللَّيل ألفة الألوان مع بعضها
يترامى الفراغ على الفراغ
يسيلُ الوقت ناعماً على زجاجه الأسود
يتشابه الشيء مع نقيضه حتى هذا العشب الذي
كان أخضرا في الصباح.
اللَّيل بحَّة توهّجت في صخب رجال البلوز
تسللت من أرواحهم لتتمدد في الأوردة انفجارات صغيرة
الموسيقى ليل آخر يعبر نهر الحياة ليدلَّك
على بهجة الغناء في الجهة المقابلة.
ربما ليس لدينا ما يمكن اعتباره مهما على هذه الأرض
دور اللَّيل أن يسحب الغطاء على خرابنا
عندما نتداعى على الأسرة مثل عمارة مغشوشة البناء.
في نهاية الأمر
هناك ليلٌ يحدث و ليلٌ لا يحدث
بينما تنخفض العتمة
حين يكون عطر الوردة دليل بكائها
حين تلمع نجمات البحر ولا أحد يراها
حين يسقط الشهاب على صخرة
يمنحها خدوشا مضيئة
حين يستعير الشِّعر أجنحة العصافير
حين يعثر عليك الفراغ
وأنت تغرز أنيابك في لحم ليلٍ آخر
لا أحد سيحميك من وحدتك سوى وحدتك
لا أحد سيحمي اللَّيل من الوحدة
سوى أغنيات السكارى المجهولين.


الكاتب : فدوى الزياني

  

بتاريخ : 02/08/2019

أخبار مرتبطة

  رن الهاتف ، كنت في الحمام مستمرئا الدوش الفاتر، تلففت بفوطة، شربت كوبا من محلول عشبة اللويزة، موطئا لنوم

  جلست على شاطئ الحيرة أسكب المعاناة على الورق، وأشكل أمواج الغضب، تطاردها الجروح ويرافقها السؤال واحد يدعي الحضور! على

الحياة التي نحارب من أجلها… الحياة التي نمارسها أمام العلن… والحياة التي نتمنى أن نعيشها… لا علاقة لها بما نعيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *