سيكون المنتخب التونسي لكرة القدم على موعد حاسم يومه الاثنين من أجل المرور إلى ربع نهائي كأس أمم إفريقيا، المقامة حاليا بمصر، حيث يواجه على ملعب الاسماعيلية منتخب غانا، انطلاقا من الساعة الثامنة ليلا في مواجهة ساخنة على أكثر من صعيد، وستمثل تحديا كبيرا لنسور قرطاج للإطاحة بالنجوم السوداء وكسر منطق التاريخ.
وتحمل هذه المواجهة تحديات عديدة، في مقدمتها الجانب التاريخي، حيث فرض المنتخب الغاني تفوقه خلال مقابلاته السابقة أمام نظيره التونسي في شتى الرهانات والاستحقاقات (6 انتصارات وتعادل واحد)، وهذا يعد أسبقية بسيكولوجية يتعين أخذها بعين الاعتبار، لذلك سيكون زملاء يوسف المساكني مدعوين لكسر الحاجز النفسي والتاريخي، وهو ما يمر حتما عبر حسن الدخول في اللقاء لكسب الثقة وإحراج المنافس.
ويدخل المنتخب التونسي المقابلة محملا بعدة مشاكل، عاشها طوال الدور الأول جعلته يتأهل إلى ثمن النهائي بصعوبة كبيرة بعد 3 تعادلات وأداء جماعي مهزوز، أثار حفيظة كل المتابعين إذ غاب الاقناع وبدا الفريق ثقيلا غير مكتسب للنسق والسرعة، ولاحت أخطاء عديدة في مختلف الخطوط سواء في الهجوم أو في الدفاع.
وستتوجه الأنظار مرة أخرى إلى الطاقم التقني للمنتخب التونسي بقيادة الفرنسي ألان جيريس، لعله يأتي بالجديد، لاسيما بعد إقالة المعد الذهني دافيد مارسال من قبل الجامعة التونسية، التي حصرت مسؤولية الأداء الكارثي في الإعداد الذهني، رغم أن الاشكال يتجاوز ذلك بكثير.
وتكمن أولى خطوات النجاح أمام منتخب غانا العنيد، والمتمرس على مثل هذه المواعيد القارية الحاسمة، في حسن اختيار التشكيلة الأساسية. ولعل ما لفت الانظار خلال الدور الأول هو فشل الطاقم التقني في اختيار العناصر الأكثر جاهزية، بالإضافة إلى سوء التصرف في العنصر البشري في ظل التقديرات السيئة عند التغييرات، وهذا ما يفرض مزيدا من التروي قبل اتخاذ القرارات المناسبة، خاصة مع دخول المسابقة مرحلة خروج المغلوب بمباريات لا تقبل القسمة على اثنين.
وتدل المعلومات الشحيحة التي لفظتها تحضيرات المنتخب التونسي أن التشكيلة ستعرف استقرارا نسبيا مع تغييرات طفيفة تمليها طبيعة المنافس.
ولاشك أن خط وسط الميدان سيكون مفتاح النجاح، بالنظر إلى قيمته فنيا وتكتيكيا، وكذلك قوة المنافس الذي يملك عناصر ذات مهارات فنية عالية، وبالتالي فإن التوجه العام يصب في اتجاه التعويل على ثلاثة لاعبي ارتكاز لتأمين عملية افتكاك الكرة.