هل تعيد جائحة كورونا ساعة «غرينيتش»؟

بعد أيام قليلة سينطلق الموسم الدراسي الجديد بصيغتيه، الحضورية وعن بعد، وفقا للاختيارات وما أملته الضرورات المرتبطة بالجائحة الوبائية على الآباء والأمهات والتلاميذ. وإذا كان البعض قد اختار التدريس عن بعد بالرغم من وقعه المادي والمعنوي وتبعاته المتعددة، حرصا على سلامة فلذات الأكباد، خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة، ويُعتبرون من بين الفئات المعرضة بشكل أكبر لعوامل الاختطار وما قد يعنيه ذلك من نشر للعدوى ونقلها إلى الغير، فإن فئة أخرى اختارت التعليم الحضوري، بالمدن والقرى وفي مختلف المناطق بتضاريسها الجغرافية المختلفة، لغياب وسائل تمكّن من متابعة الدراسة عن بعد، أو بسبب اشتغال الوالدين وغيرها من المسببات.
أصحاب الاختيار الحضوري، سيجدون أنفسهم مرة أخرى يستيقظون تحت جنح الظلام، خاصة في المناطق البعيدة، لقطع الكيلومترات توجها صوب المؤسسات التعليمية، في ظل ظروف لن تكون أبدا بالهيّنة، ظلت موضوع شكوى وانتقاد الجميع، آباء ومهنيين للصحة وأطر، خلال الفترات السابقة، وسيتعاظم الأمر أكبر هذا الموسم لأن السياق غير السياق، ولأنه يتعين التقيد بضوابط وتدابير احترازية إضافية لتفادي الإصابة بعدوى الفيروس، الأمر الذي قد لا يتوفر لمن سيقطعون «المسافات الدامسة» نحو «منارات العلم».
وضع يطرح أكثر من علامة استفهام، ويدفع المواطنين إلى التساؤل إن كانت الحكومة لم تفكر بعد في العودة للعمل بساعة «غرينتيش «، وإلغاء الساعة الإضافية، بما يسمح لفلذات الأكباد بالاستفادة من قسط من النوم الكافي، ومغادرة المنازل بعد بزوغ أشعة الشمس التي تنير دربهم، لتوفير مساحة آمنة أكبر، لمواجهة الجائحة وعدم السقوط في تفاصيل قد يكون لها ما بعدها، وقد تساهم بكيفية أو بأخرى في وقوع ما لا تحمد عقباه.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 03/09/2020