يتناول أهم الأحداث والمراحل التي عرفها التعليم في بلادنا ، صدور كتاب «ملامح مسار التعليم بالمغرب « لكاتبه المصطفى تكاني

 

صدر للأستاذ المصطفى تكاني، عن منشورات صدى التضامن في إطار سلسلة الخدمات التربوية والإدارية – تجديد التكوين للترقي، كتاب تحت عنوان « ملامح مسار التعليم بالمغرب / مقاربة تأريخية توثيقية / منذ بداري القرن العشرين إلى الرؤية الاستراتيجية «. وهو كتاب يقع في 232 صفحة من الحجم المتوسط تناول فيه الكاتب بالدرس والتحليل المسار التعليمي بالمغرب، ثباتا وتحولا في خضم تفاعل الأحداث السياسية والاجتماعية والفكرية بالمغرب، ولا شك أن اختيار العنوان يحدد طموح الكاتب في رصد أهم الأحداث والمراحل التي عرفها التعليم في بلادنا، بما لها من دلالات وانعكاسات سياسية واجتماعية وثقافية على المغرب.
يتكون الكتاب من ستة فصول ويتميز بتناوله موضوع التعليم من الفترة الاستعمارية إلى الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم (2015-2030)، مستعرضا الأسباب السياسية والثقافية والعسكرية التي مهدت للهزائم التي مني بها المغرب في القرن التاسع عشر والتي أدت إلى الحماية (الاستعمار)، وفي مقدمتها تشبث المخزن بمنظومة تعليم تقليدية تعادي العقل والتفكير العلمي، بغاية إعادة إنتاج بنى فكرية وثقافية قائمة على القهر والتسلط.
وبخصوص أهداف التعليم في عهد الحماية أوضح المؤلف أنها كانت ترمي إلى طمس الهوية المغربية وربط المغاربة بفرنسا وتكوين نخبة من أبناء الأعيان يمكن الاعتماد عليهم في تدبير الحماية بالمغرب، خاصة وأن البورجوازية المغربية كانت تتسابق ليستفيد أبناؤها من التعليم الفرنسي في وقت كانت ترفع فيه أصوات الاحتجاج على لا قومية التعليم في المغرب.
وفي عرضه لمراحل تاريخ التعليم بالمغرب تناول الكاتب، الإصلاحات الرئيسية التي عرفها التعليم انطلاقا من إصلاح 1957 الذي أقر المبادئ الأربعة : التعميم – التوحيد – التعريب – المغربة ، وهي المبادئ التي لم يكتب لبعضها النجاح إلى يومنا هذا.
ولم يفت تكاني في عرضه التاريخي أن يتناول المنهاج لما له من أهمية كبيرة في تشكيل الوعي الجماعي والفردي وترسيخ القيم، وكذا الكتاب المدرسي مؤكدا على أن دور الأستاذ وتكوينه والنهوض بالإدارة التربوية تشكل عاملا أساسا في نجاح الإصلاح.
مشيرا إلى أن العديد من الدراسات التربوية، وكتب الأدبيات التربوية حرصت على تداول الرأي بكيفية واسعة ومتكاثرة حول ما يرتبط بمسألة إصلاح منظومة التربية والتكوين، وتناولت في تلك الدراسات والكتب مواضيع شتى تتفرع أغلبها عن المسألة الأساس المرتبطة بـ « أزمة التعليم « ، التي يشتد إيقاع بروزها حول مسايرة وقع « الأزمات « التي صاحبت النظام التعليمي بالمغرب على مدى خمسين سنة من القرن الماضي، وما بعدها إلى الآن ؛ لبحث إيجاد « حــل حقيقي « للعديد من الأسئلة الجوهرية التي همت قضية التعليم باعتبارها قضية شعب ودولـة وحكومات ، وحول ما يمكن من خلال تلك الدراسات والكتب أن يساهم به أبناء هذا البلد ؛ على اعتبار أن إيمانهم القوي بقضية التربية والتكوين َدينُ الوطن في أعناقهم، وكأن الإصلاح التربوي « فريضة على كل مواطن ومواطنة «؛ ليشاركـوا في العمل على إحقاق قيم تربوية وطنية في بناء المنهاج التربوي كلا في المدرسة المغربية، ولإقرار حق الأمل معها لتدارك أزمة التربية والتكوين التي أصبحت لازمة مترددة ؛ كي لا تصير المدرسة مسارا عاديا لأزمات التعليم ، وطرائق متعبة لبحث تدبير أزمة التعليم ، وتوفير وسائل لتدبير تعليم الأزمة . لأن الدولة لا تحصن قيمة الإصلاح إلا إذا حصنت قوة المعلم والمتعلم .


بتاريخ : 15/04/2021