قوة السلام ورافعاته الشعبية

«الاتحاد الاشتراكي»

 

كل القضايا العادلة كالقضية الوطنية الفلسطينية، تتلازم مسارات العمل للدفاع عنها، حيث يستند الفعل السياسي على التحرك الدبلوماسي ويتمفصل الترافع الأخلاقي مع الفعل الميداني.
وإذا كانت الدولة المغربية، في مساعيها ماضيا وحاضرا، تقوم بما يمليه عليها انحيازها الواضح للحق الفلسطيني، فإن الوجه الآخر للعملية، يبقى دون المستوى المطلوب!
نقصد بذلك، محدودية العمل الواجب بذله من طرف القوى السياسية والنقابية والمدنية عموما، في أوساط الرأي العام الإسرائيلي المساند لقضية السلام.
وهنا لا بد من ربح معركة الرأي العام المحب للسلام، والقوى العادلة التي تعرب عن مشاعرها إزاء الحق الفلسطيني، بشكل يتجاوز أحيانا الجهد المبذول من طرف القوى الشعبية العربية والإسلامية.
لقد أثبت معسكر السلام في إسرائيل قوته وقدرته على التعبئة حول حل عادل للقضية الفلسطينية من أجل قيام الدولة الحرة وعاصمتها القدس، وإذا كانت القوى اليمينية قد ربحت جزءا من معركة الشارع في الآونة الأخيرة، فإن العمل المتواصل، بالتنسيق مع القوى الفلسطينية الحاضرة في الساحة، صار أمرا حيويا في دعم الحق الفلسطيني.
لقد كان التنسيق بين حركة التحرر الفلسطينية والقوى السياسية الوطنية بالمغرب، في أوقات سابقة، حافزا قويا على الحضور والتمثيلية في المحافل الدولية، من قبيل الأممية الاشتراكية، وفي هذا السياق، لا يمكن أن يكون الخيار الوحيد أمام الهيئات السياسية والنقابية الشعبية والمدنية والحركة الحقوقية هو التعبير عن المواقف وإصدار البيانات، أو التظاهر المشروع في الدفاع عن إيمان راسخ بعدالة القضية الفلسطينية. لا بد من استكمال المجهود الديبلوماسي، بمجهود شعبي متعدد الأطراف.
لقد تحول معسكر السلام وقواه، وصارت هناك مجموعة من المنظمات لها حيوية كبيرة في الأوساط الإسرائيلية، ومن هذه التحولات ظهور مجموعات ائتلافات من قبيل مجموعة العائلات المكلومة، وجمعيات الجيش الاحتياطي وجمعيات الأطباء والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وهي فئات واضحة في انحياز مكشوف للسلام والحل العادل للقضية.
لقد تبين من تاريخ القضية أن الهيئات الدولية من قبيل الأمم المتحدة عاجزة عن فرض قراراتها، كما أن الواقع العربي الرسمي لم يسبق له أن كان بمثل هذا التشرذم والهوان، والمزايدات اللفظوية على الفلسطينيين ارتفعت لحسابات ذاتية ضيقة، تروم ارتهان القرار الفلسطيني لحسابات الربح والخسارة الاستراتيجيين، وكل هذه العناصر المتكاملة تؤشر على ضرورة تحريض تاريخي من أجل العمل الميداني والسياسي مع القوى المدافعة عن الحق والعدل في صفوف المجتمع الإسرائيلي ونخبته…

 

الكاتب : «الاتحاد الاشتراكي» - بتاريخ : 04/12/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *