تقويم الاداء الفني للمدرس

تعاني منظومة التربية والتعليم منذ مدة من النقص الكبير في عدد المشرفين التربويين(المفتشين وهذا راجع بطبيعة الحال الى اختيار البعض للتقاعد النسبي وآخرون أحيلوا على التقاعد …هذا الوضع لم يساعد على تواصل الاساتذة مع المشرفين التربويين وأصبحت زياراتهم للاساتذة ناذرة كما ان التقويم الفني لأدائهم غير كامل .
بكل موضوعية ،يستحيل تقويم الاداء الفني للمدرس تقويما موضوعيا وصادقا على أساس مستوى التحصيل العلمي لتلامذته،ذلك لطبيعة العملية التعليمية  و لتأثير المتغيرات الداخلة عليها، ولمعضلة التحكم النوعي بمدخلاتها من التلاميذ.
ان العملية التعليمية هي عملية اتصالية في اطارها الشمولي.ويشكل المدرس والتلميذ طرفيها، بينما تشكل المادة الدراسية معرفية كانت أم مهارية أو وجدانية الرسالة التعليمية التي يقوم المدرس بتوصيلها عبر وسائل وعدة ديداكتيكية تترك للمدرس حرية اختيارها في غالب الأحيان.
ان العملية التعليمية لا سيما في المراحل الاساسية للتعليم تتم داخل الاطار التربوي الواسع وبالغ التعقيد والذي يحثم خضوع المؤسسة التربوية لمؤثرات ثقافية وسياسية واجتماعية واقتصادية،وضرورة تمتعها بقدر مناسب من العلاقات الانسانية مع حاجاتها الماسة الى قدر مماثل من الحزم والرقابة .ويتطلب أداء المدرس حدا أدنى من سمات الجاذبية والقدرة على التأثير ليست بالضرورة أن تصل الى حد تمتع التلميذ بشخصية كاريزماتية أستثنائية والعمل التعليمي /التربوي لمجهود فكري في الدرجة الاولى يتطلب مقادير عالية من التركيز الذهني اضافة الى الهدوء والاستقرارالنفسي…لذلك فعملية قياس نتائج العمل التعليمي من اكثر عمليات القياس تعذرا في الحقل الانساني.
ان الجهد التعليمي ينصب على الانسان المستعصي على القياس الموضوعي .والعلم مجهود وأداء لايقاس هو بذاته وانما تقاس اثاره .فالتعلم دوما موجه من العقول إلى العقول والى التزام بالتأثير ومسؤولية عن الاثر.
ان تقييم ثم تقويم أداء المدرس عادة من مستويين :مستوى وظيفي ومستوى فني.ففي المستوى الوظيفي  ،يقيم اداء المدرس على أساس الحضور والغياب والتأخير والعلاقات الانسانية مع الزملاء والتعاون مع الطاقم الاداري للمؤسسة.وهو مستوى يسهل تقييم المدرس فيه لتوفر معايير موضوعية قابلة للقياس .أما في المستوى الفني فيقيم اداء المدرس فيه باعتبار المدرس محترفا لمهنة التعليم وفق عدد من الاسس والمعايير والتخطيط للتدريس والتحضير وصياغة الاهداف المأمول تحققها لدى التلميذ صياغة سليمة قابلة للتقويم واستخدام العدة الديداكتيكية والابتكار في مجالها ابداعا وتوقيتا والادارة الصفية أثناء الحصة الدراسية وتقويم  الثلاميذ والنشاط اللاصفي …كلها معايير موضوعية قابلة للقياس غير أن هناك اتجاها تقويميا يكاد يكون اجماعا بين المهتمين.
ان من أكثر الاتجاهات اثارة للجدل التربوي ثلاثة : اتجاه ينادي بادخال التلاميذ أنفسهم في عملية تقويم المدرس، واتجاه يرى قصر عملية التقويم الفني للمدرس على المشرف التربوي  واتجاه يرى أن وظيفة تقييم وتقويم المدرس ليس سوى واحد من أهم وظائف  مدير المؤسسة التعليمية.
ان الادارة التربوية متى توفرت لها الخبرة التربوية والتدريب العالي والافق الفكري  وكان لمدير المؤسسة حظ وافر من النزاهة والتكوين والالمام بالمادة الدراسية والخلق القويم …سنكون بلا شك أقرب الى تقويم عمل المدرس تقويما يتمتع بقدر من الصدق والنزاهة والعدل والموضوعية
وذلك لعدة مبررات منها القرب والاحتكاك المباشر في موقع العمل والمعرفة الشخصية بأحوال المدرس وقلة أعداد السادة المفتشين.لكن ومع الأسف الشديد معظم المديرين في الوقت الحالي تنقصهم المؤهلات التربوية والتكوينية،غارقين و»معتقلين» داخل المكاتب  وسط كم هائل من المذكرات والاستقسارات يصعب عليهم تقويم أداء المدرسين.فكيف لمدير مجاز في اللغة العربية أن يقوم أداء مدرس لمادة الفيزياء  .
ان تفويم أداء المدرس عملية متداخلة  وغير يسيرة.فالمدرس ينبغي أن يمد جسور المعرفة نحو كل المستجدات التقنية حثى يستطيع أن يؤدي أداءا تدريسيا فعالت ومبدعا  تظهر نتائجه قي مخرجات تعليمية نافعة لنفسه ولمجتمعه متكيفا مع عصره ومساهما في حل مشاكله مبدعا ومبتكرا في طريقة تدريسه.

.باحث تربوي


الكاتب : ذ.خليل البخاري

  

بتاريخ : 21/02/2019

أخبار مرتبطة

  عرف ملف الأساتذة الموقوفين منعطفا جديدا، صباح أمس الاثنين، فبعد أن كان المعنيون على موعد مع المجالس التأديبية التي

في وثيقة صادرة يوم 22 أبريل الجاري، موجهة إلى أحد الأساتذة الموقوفين بسلك التعليم الثانوي التأهيلي بمديرية أسفي، تم حصر

تتويج أكاديمية جهة الرباط سلا القنيطرة بالجائزة الكبرى لسلك الإعدادي وأكاديمية جهة كلميم واد نون لسلك الابتدائي     ضمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *