أنا طائر في وكره.. للأسف لا أستطيع التغريد.. !!

حدثني العقرب، قال:
-إذا كنت تتحدث، اليوم، عن شخص آخر، لا تقل عنه أي شيء قد يحزنه إذا سمعه لو كان أمامك. ليس لديك أي عذر لكي تتصرف بهذا الشكل. كن حذراً واختر كلامك بذكاء لأن ما تقوله سيكون له تأثير على الآخرين.
قلت أو لم أقل: أيها البرج اللاسع (برجي)، أنت لا تعلم أني لا أوافق من قال «الآخر هو الجحيم»… الآخر، عندي، قد يكون أو لا يكون… وإذا كان، فهو عابر كأصحاب السبيل. وإذا ما استهواني الصعود معه، فقط لأن رغبتي في النزول لا تزول.
ليس للآخر في ذهني حمل ثقيل ما لم يكن يسير بجانبي في التحت كقط يشبه قط يوسف فاضل الأبيض الجميل. صدقني. أنا متخفف جداً من الآخر الذي يحاكي اللقالق في أعشاشها البرجية…
صحيح، إن لي عشي أنا أيضاً. لكنه مجاور لعش قبرة على حافة غدير. مع أني، للأسف، لا أغرد. فقط، أنصت لخرير المياه وأكتفي بالنظر إلى الوجه العزيز في صفحة الماء…
الآخر، بالنسبة إليّ، هو ضمير المتكلم. أكلمني وأحسب لي ألف حساب. وأصارعني. وأحياناً أصارحني بالحقيقة. وإذا ما أحسست بالقالب يترصدني، أشهر الوسطى في وجه المرآة…
اطمئن أيها العقرب. لا أتحدث عن الآخر إلا لماماً. ولا أجري في إثر الآخر إلا إذا كنت أضمن نتيجة تجاوزه. ولا ألتفت إلى ما عنده. وإذا ما خلّفته وراء ظهري لا أطيّر الغبار في وجهه. وهكذا تعلمت. وهذا ما كتب لي. وأزيدك ليطمئن قلبك (وهل للعقرب قلب؟): يشهد الله على أني زاهد في ما عند غيري وليس عندي، إلى حد الشبع… حظي أنني مشبع الرغبات. رضعت حليب ثديين واستدفأت بحضنين ونعمت برعاية امرأتين. فكان الكفاف والعفاف والغنى عن (الآخر)…
أما عن الحذر واختيار الكلام بذكاء، فهذا مطلوب. ليس لتجنب غضب السامع، ولكن لاحترام ذوق القارئ الذي ليس لديه ما يخسره إذا ما غير الوجهة كلما أحس بقلة الذكاء والمبالغة في تبسيط البسيط… وكلك نظر.
نلتقي !

قاص وإعلامي من طنجة


الكاتب : محمد سدحي

  

بتاريخ : 06/04/2024