أهالي غزة يحصون الأضرار مع صمود الهدنة بين إسرائيل وحركة الجهاد

دخلت هدنة هشة تم التوصل إليها بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل حيز التنفيذ الأحد الساعة 20,30 بتوقيت غرينيتش، بعد جولة عنف استمرت ثلاثة أيام أسفرت خلالها الضربات الإسرائيلية في غز ة عن مقتل 44 فلسطينيا بينهم أطفال.
وقبيل سريان الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن ضربات على مواقع للجهاد الإسلامي في غزة «ردا على صواريخ أطلقت» على جنوب إسرائيل حيث دوت صفارات الإنذار.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أن الهدنة تدخل حيز التنفيذ عند الساعة 23,30 بالتوقيت المحلي. وقال إن إسرائيل «تشكر لمصر الجهود التي بذلتها»، مشددا على أنه «في حال خرق وقف إطلاق النار، تحتفظ دولة إسرائيل بحق ها في الرد بقوة».
في غزة، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي تقيدها بالتوقيت المعلن لبدء سريان الهدنة، لكن ها أكدت في بيان حقها في «الرد على أي عدوان صهيوني».
ويحصي أهالي غزة المصدومون الأضرار فيما بدأوا بالبحث بين أنقاض منازلهم وإزالتها بعد تثبيت الهدنة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي فيما تعود الحياة تدريجيا إلى طبيعتها الاثنين مع عودة الكهرباء.
أعيد تشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة بعدما سمحت اسرائيل بدخول شاحنات محملة بالوقود إلى القطاع بعد يومين من توقفها عن العمل، بحسب ما أفاد محمد ثابت الناطق باسم شركة الكهرباء.
أحيا وقف إطلاق النار الامل في إنهاء أعنف مواجهات منذ الحرب التي استمرت 11 يوما العام الماضي وألحقت دمارا هائلا في في القطاع.
فعلى الرغم من وقوع سلسلة من الضربات والهجمات الصاروخية في الفترة التي سبقت دخول الهدنة حيز التنفيذ، لم يبلغ أي طرف عن أي خرق جدي لها حتى الان.
وأفادت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 44 فلسطينيا بينهم 15 طفلا، وإصابة أكثر من 360 بجروح. لذلك فقد أثار انقطاع الكهرباء السبت القلق من تأثير ذلك على المستشفيات والمنشآت الأخرى المهمة.
أعلنت اسرائيل عن « فتح المعابر مع قطاع غزة لاعتبارات إنسانية ابتداء من التاسعة صباح» الاثنين (6,00 ت غ).
وقال مدير معبر كرم أبو سالم التجاري بسام غبن «من المتوقع أن يقوم الاحتلال بإدخال 30 شاحنة محملة بالوقود لشركة توليد الكهرباء بغزة خلال اليوم».
وقال الجيش إنه «سيستمر رفع القيود تدريجا بالتزامن مع تقييم الوضع»، بعد إبلاغ الإسرائيليين المقيمين بالقرب من القطاع على البقاء على استعداد للنزول إلى الملاجئ.

حالة رعب

في مختلف المناطق التي قصفها الطيران الإسرائيلي، بدأ سكان غزة بازالة الانقاض وإنقاذ بعض من مقتنياتهم من تحت المنازل المدمرة، فيما أحصت وزارة الأشغال العامة بإحصاء الأضرار في الوحدات السكنية.
وأفادت الوزارة في بيان أن «الاحتلال دمر خلال عدوانه الأخير على القطاع 18 وحدة سكنية دمارا كليا، و71 دمارا جزئيا (جعلها) غير صالحة للسكن، و(أصيبت) 1675 وحدة بدمار جزئي» وهي ما زالت صالحة للسكن.
وقال سهيل البواب (56 عاما) من مدينة غزة «عشنا الأيام الثلاثة في حالة خوف ورعب. لم نكن نحب الليل، فالاطفال يبكون طوال الليل من الخوف. مرت علينا ثلاثة أيام مريرة وصعبة».
وأضاف «لم تعد الناس تحتمل. الوضع المعيشي صعب جدا في غزة. نحن نتوق للعيش حياة كريمة ولا نريد حربا كل ستة أشهر».
وتابع «الآن نقوم بتفقد احوالنا بعد أن عادت الحياة الى مجراها. نحن حزينون على شهدائنا، وفي نفس الوقت نشعر بالراحة للتوصل الى هدنة».
من جهته رحب محمد الأي الذي يبلغ 40 عاما ويقيم في حي التفاح شرق مدينة غزة عن ارتياحه «لإنهاء الوضع المأساوي».
وقال «لدينا عدد كبير من الشهداء والجرحى والدمار لكن غزة تحاول مداواة جراحها».
في مدينة عسقلان، داخل اسرائيل إلى الشمال من غزة عاد الناس إلى الشاطئ. وقال إيتان كاسانديني وهو يجلس في أحد المقاهي لوكالة فرانس برس «بعد أن دمرناهم بأمكننا النوم بسلام. لا أعتقد أن حركة الجهاد ستفعل اي شيء مرة أخرى في السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة».
ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد بهذه الهدنة، حاضا جميع الأطراف على التقيد بها. واعتبر بايدن أن «التقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في غز هي مأساة»، داعيا إلى إجراء تحقيقات بشأنهم.
من جانبها قالت إيران التي تساند حركة الجهاد الإسلامي إنها ستواصل «الدفاع عن المقاومة الحية». وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان على إنستغرام «تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار لأن الصهاينة لا يفهمون سوى لغة القوة».
وقال عضو الجهاد الإسلامي محمد الهندي إن اتفاق وقف إطلاق النار «يتضمن التزام مصر بالعمل على إطلاق سراح أسيرين» هما القيادي بسام السعدي في الجناح السياسي للحركة وتم اعتقاله مؤخرا في جنين بالضفة الغربية المحتلة، وخليل عواودة المعتقل في إسرائيل.
لكن إذاعة «كان» الاسرائيلية التي تبث بالعربية نقلت عن مصدر مسؤول أن اسرائيل غير ملتزمة باطلاق سراح السعدي وعووادة».
بدأ الجيش الإسرائيلي الجمعة غاراته الجوية وقصفه المدفعي على القطاع المحاصر في ما وصفه بأنه «ضربة استباقية» تستهدف حركة الجهاد الإسلامي التي اتهمتها بالتخطيط لهجوم وشيك. وردت الحركة بإطلاق مئات من الصواريخ من القطاع.
وقالت الحركة الاثنين إن 12 من قيادييها وأعضائها قتلوا في الهجمات الإسرائيلية بينهم القياديان تيسير الجعبري في مدينة غزة وخالد منصور في رفح جنوبي القطاع.
واعترضت الأنظمة الإسرائيلية غالبية الصواريخ التي سقط بعضها في إسرائيل وتسبب بإصابة ثلاثة أشخاص بجروح، بحسب الجيش الإسرائيلي في اليومين الأخيرين، اعتقلت القو ات الإسرائيلية 40 عنصرا في الحركة في الضفة الغربية.


الكاتب : n الاتحاد ـ وكالات

  

بتاريخ : 09/08/2022