اتحاد الخميسات يخلد ذكرى تأسيسه 80 برهان تحسن الأحوال والعودة إلى قسم النخبة

 

يعد اتحاد الخميسات لكرة القدم من بين أعرق الأندية المغربية، والذي تحل ذكرى تأسيسه 80، بعدما رأى النور في شهر أكتوبر من سنة 1941، حسب بعض المصادر منها شهادة للأستاذ م.بايشيت، تحت اسم الاتحاد الرياضي للخميسات، ليتحول مع فجر الاستقلال إلى الاتحاد الزموري للخميسات.
ورغم أنه لم يفلح في أن يطفو على السطح بالشكل المطلوب، ويبرز بقوة، حيث أنه خلال هذا المسار الطويل كان حاضرا في أغلبه ببطولة القسم الثاني، ولم يشارك سوى 14موسما بالقسم الأول، إلى جانب عدم إحرازه على ألقاب.
ورغم كل هذا، فإنه ظل يشكل معادلة مهمة داخل المنظومة الكروية الوطنية، حيث أنجبت منطقة زمور وعاصمتها الخميسات لاعبين كبار مارسوا بصفوف الفريق ولعب العديد منهم للفريق الوطني بمختلف فئاته، كما أن منهم من انتثقل لتعزيز مجموعة فرق مغربية وآخرون ولجوا عالم الاحتراف خارج الوطن، ومنهم من أشرف على تدريب الفريق الوطني بمختلف الفئات، كما لعب له لاعبين كبار دوليين قدموا من مجموعة من الأندية، ودربه مدربون من العيار الوازن. ومن بين أبرز اللاعبين ندكر حمادي حميدوش، إبن تيداس، الذي لعب بفئة صغار الفريق لينتقل للاحتراف بفرنسا، ثم عاد ليلتحق بفريق النادي المكناسي الذي أحرز معه كأس العرش سنة1966، ومباشرة بعدها رحل صوب الجيش الملكي وأحرز معه 3 بطولات، ولعب للفريق الوطني، ودربه بعد ذلك، كما درب مجموعة من الفرق المغربية.
ومن أبرز هذه الأسماء أيضا الحسين عموتة، الذي كانت بدايته مع الفريق الزموري، قبل ان ينتقل للعب مع الفتح الرباطي سنة 1990، وتألق في صفوفه ولعب للفريق الوطني. وبعد عدة تجارب عاد للفريق الرباطي للإشراف على تدريبه وأحرز معه كأس العرش سنة 2010 وكأس الكاف في نفس السنة، وفاز مع الوداد البيضاوي بلقب البطولة سنة 2017، وكأس عصبة أبطال إفريقيا يوم 4 نونبر 2017 بالبيضاء، كما فاز مع الفريق الوطني للمحليين ببطولة إفريقيا بالكاميرون يوم 7 فبراير 2021، كما سطع نجمه بالبطولة القطرية لاعبا ومدربا.
وهناك أيضا عزيز لكراوي، الذي انتقل بدوره لفريق الفتح سنة 1992، وعاش تجربة احترافية بالخليج، كما كان ضمن المجموعة الوطنية التي كانت تتأهب للمشاركة في كأس العالم 1994، لكنه أبعد بطريقة قيل عنها آنداك الكثير.
ونستحضر أيضا مجموعة أخرى من اللاعبين من مختلف الأجيال، كالحارس أحمد المنصوري، حميد طباش، حميد الحطاب، نور الدين بلحسين، بنعمر الإدريسي، أحمد بوزبوز، نور الدين التمسماني، بوبادي، حسن مومن الذي درب العديد من الفرق المغربية، منها اتحاد الخميسات والمنتخب الوطني، حفيظ جبار، خالد لمخنتر، خالد باخوش، عادل فاهيم، الشيحاني، هشام الفاتحي، توفيق المرابط، الحارس عصام بادة … بينما لعب له لاعبون دوليون  قادمون من فرق أخرى، على غرار عبدالعزيز أنيني، رمضان، مولاي إدريس شكيرة، الحارسان العراقي وإدريس بنزكري … كما لعب له المدرب الجزائري المعروف محيي الدين خالف، وأشرفت على تدريبه أطر تقنية شكلت في السابق العمود الفقري للفريق الوطني، كحسن أقصبي، مصطفى البطاش، عبد القادر الرايس، بوجمعة بنخريف، علال بقسو ومن بين المدربين الآخرين نذكر، بلعيد السغروشني، لحسن بوخريص، محمد خالف، موسى برحو، محمد بوبادي، الحسين عموتة، أحمد السليماني…
ومن أهم المحطات بصمت تاريخ الفريق، نذرك صعوده إلى القسم الثاني سنة 1962، وخلال موسم 1969 – 1970 صارع بقوة من أجل الصعود للقسم الأول، إلا أنه وقع ما لم يكن متوقعا، حيث تم توقيفه لموسم واحد، بسبب ما عرف بقضية 22 – 0، وهي الحصة التي فاز بها بوجدة على جمعية موظفي وجدة، قبل ان يستأنف في 1971 – 1972 نشاطه وحقق الصعود خلال موسم 1972 – 1973.
لعب الفريق الزموري نهاية كأس العرش سنة 1973 – 1974، لكنه نزل للقسم الثاني في موسم 1974 – 1975 وخلال سنتي 1992و1995 وجد نفسه مجبرا على خوض لقاءي السد للحفاظ على مكانه بالقسم الثاني ألف، ونجح في ذلك.
وأنهى الفريق موسم 1999 – 2000 بالعودة إلى القسم الأول، ومكث به حوالي عشر سنوات، قدم خلالها عطاء محترما، توجه في موسم 2007 – 2008 باحتلال الرتبة الثانية، تحت إشراف المدرب عموتة، والتي خولته المشاركة في مسابقتي عصبة أبطال إفريقيا وكأس الكاف، كما لعب نصف نهاية كأس العرش.
وخلال موسم 2009 – 2010 كان النزول إلى القسم الثاني، حيث قضى به موسما واحدا وعاد إلى الدوري الاحترافي الأول، لكنه سرعان ما غادره من جديد وأصبح يلعب من اجل الصعود والنزول، إلى أن استقر به المطاف خلال موسم 2015 – 16 بالقسم الثاني، ومازال به إلى الآن.
وخلال العقد الأخير عاش على وقع المشاكل والهزات، مما انعكس على مسيرته وعطائه ونتائجه، مع هيمنة ظاهرة جلب اللاعبين وبأعداد أثارت الاستغراب، مما يفسر عدم نهج سياسة تكوينية فعالة، يضاف إلى هذا المعضلة المالية التي استمرت مع مستهل الموسم الحالي، إلى جانب البداية المتعثرة، وتدمر اللاعبين … مما يؤكد بوضوح أن الأمور ليست بخير.


الكاتب : أورارى علي

  

بتاريخ : 23/10/2021